أكد عدد من المثقفين والمثقفات أن ترشيح كتابين من المملكة العربية السعودية ضمن الترشيحات لجائزة البوكر العربية، التي أعلنتها لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية مؤخرًا، تشكّل أحد أبرز الأحداث الأدبية وتعطي للمملكة مكانة بارزة في الرواية وحضورًا قويًا بين الروايات العربية. وكانت لجنة تحكيم الجائزة (البوكر العربية) قد أعلنت مؤخرًا أسماء الكتب المرشّحة لنيل الجائزة لعام 2011، واختارت لجنة التحكيم لائحة من 16 كتابًا من أصل 123 كتابًا من 17 بلدًا، وتضمنّت اللائحة ترشيح كتابين سعوديين، هما: رواية “طوق الحمام” لرجاء عالم، و“فتنة جدة” لمقبول موسى العلوي. فرصة للرواية السعودية الدكتور صالح زياد (أستاذ النقد بجامعة الملك سعود) أشار إلى أنها فرصة جميلة تتاح للرواية السعودية، وتمنحها مكانة إطلال على الساحة العربية والعالمية، فالكاتبة رجاء عالم اسم بالغ الوضوح والحضور في ذاكرة الرواية السعودية والعربية ولها امتيازها الأسلوبي وخصوصيتها السردية بمادتها ولغتها وتقنيتها التي تدلل على الاحتراف والإتقان ورواياتها العديدة شاهدة على غنى عوالمها ورسوخ قدمها وأيضًا هي شاهدة من جهة أخرى على محاولتها المستمرة للتجريب ومجاوزة ذاتها وعدم الانحصار في المطروق والناجز فرجاء عالم صوت مختلف في الرواية السعودية والعربية وأعتقد أن جائزة البوكر العربية تأخرت في أن تمنحها ما تستحقه من تكريم. ويضيف د. زياد: أما المرشح الثاني مقبول العلوي وروايته “فتنة جدة” وهي الرواية الأولى له فهو اسم جديد، ولا شك أن ترشيحه لهذه الجائزة واجتيازه إلى لائحة التصفية التي تضم 16 رواية من أصل 123 رواية من 17 بلدًا عربيًا هو في حد ذاته علامة امتياز وبوابة شهرة وأنا لم أقرأ هذه الرواية مع الأسف ولكني أشعر أن ترشيحها للبوكر دون أن تمنحنا الصحف معرفة بها وبصاحبها يؤكد الخلل في نشاط صحافتنا الثقافية وأنها غير قادرة على اكتشاف المواهب والطاقات الممتازة ولا تنهض بمسؤوليتها تجاه الأسماء الجديدة. أتمناها لرجاء عالم وتقول الدكتورة عائشة الحكمي (أستاذة الأدب الحديث بجامعة تبوك): جائزة البوكر العربية جائزة مهمة تسهم في تطور نوعي للرواية العربية من عدة أوجه، حيث ستتجه الرواية نحو العمق الموضوعي والفني، وتؤكد استحقاق الأسماء الروائية الأكثر أصالة وحرفية، وتدعم الاتجاه نحو التفكير الجاد في طرح قضايا الإنسان البعيدة عن الإسفاف، وهي أيضًا نافذة واسعة وقوية لتسويق الرواية العربية عالميًا من خلال فرصة الترجمة لكل رواية فائزة، ومعنى ذلك أن مسؤولية الروائي العربي أصبحت أكثر أهمية من قبل، فكل ما يكتبه سيصبح أنموذجًا للفكر العربي، وكذلك لشتّى صور الحياة، ومن هنا سيعمل الروائي المعني على تصوير حياة الرواية بأمانة ومسؤولية، ولن يستطيع أي قارئ أو مسؤول أو إنسان عادي أن يملي عليه ما يكتب، إذ يدرك تماما أن مجتمعه العربي ليس مثاليًا لكنه ليس سيئًا، لذلك سيكون الروائي عادلًا وسيعمل على أن يكون قلمه الروائي هادئا موضوعيا لا يتوقف كثيرا أمام القضايا الشاذة، كما انه سيحاول العمل على تمرير تميّز قدراته الروائية. ولقد أعجبتني مقولة لمسؤولة في تنظيم الجائزة وهي جمانة مراد إذ تقول: لقد أصبحت الجائزة فى سنتها الرابعة ضميرًا نقديًا ومرجعًا أدبيًا فى كل ما يتعلق بالرواية العربية الحديثة في العالمين العربي والغربي على حد سواء. واختتمت د. الحكمي حديثها قائلة: نتمنى أن تكون الجائزة من نصيب رجاء عالم و(طوق الحمام) والأجمل هو حضور صوت المراة الروائية، إذ كما تشير قائمة المسابقة فإن عددها سبع روائيات والأعمال المتقدمة قوية ومتنوعة على كل المستويات.