بما أن التيار الثقافي الحالي هو لنصرة قضايا المرأة وإيفائها حقوقها!! فالأولى أن ننصف النساء الموظفات التي أتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تحدث حملة ليس فقط لإنصاف معلمات المدارس الأهلية من تدني الرواتب ومن حرمانهن من راتب الإجازة!! وأيضاً التهرب من إلحاقهن بنظام التأمينات الاجتماعية وقد كتبت عدة مرات عن هذه القضية، وليس فقط لعدم التعيين على (بند 105)!! الذي يحرمهن من حقهن في التوظيف وفق لائحة التوظيف في التعليم المبنية على المؤهلات الجامعية والتربوية.. وليس فقط لإيجاد حلول جذرية لضحايا الطرق الوعرة وآخرها مأساة المعلمات اللاتي تفحمت أجسادهن في حادث مروري شنيع في عفيف التي نشرت عنها الصحف منذ يومين.. وأيضاً لتطبيق مبدأ (لم الشمل) بين المعلمات المتزوجات (المنفصلات وظيفياً) عن أزواجهن.. أي بسبب عملهن في مناطق نائية بعيدة عن سكن أزواجهن!!. هذا غيض من فيض تعاني منه النساء الموظفات ولن أغيب الباحثات عن الوظائف في مواقع آمنة وليس عاملات استقبال في الفنادق كما يقترح البعض!!. وإذا كنا نبحث حقيقة عن إيفاء النساء حقوقهن فلنبدأ بإنصاف من هن في العمل حاليا وتهضم حقوقهن في الترقية وهذه سطور من عدد من المعلمات في معهد التفصيل والخياطة بتعليم البنات بالمدينة المنورة يشتكين من عدم ترقيتهن للمرتبة الرابعة رغم مرور تسعة عشر عاماً على إحداهن وثلاثة عشر عاماً على الأخرى.. ومثلهن أيضاً في بعض المعاهد.. وكما يقلن في رسالتهن إنه مر على جهاز التعليم للبنات قبل وبعد ضمه لوزارة المعارف سابقاً وحالياً وزارة التربية والتعليم ثلاثة وزراء لم تتحقق لهن مطالبتهن بالترقية. وكما يقلن: (ان الوزارة تقوم بترقية جميع الموظفين الرجال حال استحقاقهم للترقية أما النساء فيضرب بترقيتهن عرض الحائط لأنهن نساء لا حول ولا قوة لهن)!!. وكما جاء في سطورهن (ان وزير التربية معالي الدكتور عبدالله العبيد - كما يقلن - هو أول رئيس لجمعية حقوق الإنسان في المملكة فهل سيتحقق له أن يمنحنا حقوقنا التي سلبت منا طوال تلك المدة؟ وهل سوف يحاسب المسؤولين الذين اهملوا ترقيتنا طوال تلك السنين العجاف التي استنزفت الوزارة طاقتنا بدون تشجيع وبعدم ترقيتنا.. حتى أصبحت الترقية بالنسبة لنا هي رابع المستحيلات»!!. .. هذه سطور موظفات لم يتم توقيتهن طوال تسعة عشر عاماً وثلاثة عشر عاماً!! ألا يؤكد أن هناك خللاً في هذه الاجراءات الإدارية التي وفقها تتم الترقية فإن كن نظاميا لا تنطبق عليهن الترقية وشروطها فما الذي تم نظامياً أيضاً اتباعه مثلاً لتحسين مستوى أدائهن؟. وإذا كن ممن تنطبق عليهن شروط الترقية للمرتبة الرابعة فلماذا تجاوزتهن؟ وحرمن منها؟؟ وبالتالي متى سيحصلن عليها؟؟ هل بعد ثلاثين سنة؟؟ .. أستعيد هنا موقفاً مر بي منذ سنوات طويلة خلال فترة عملي مديرة للثانوية الثانية في جدة وقبلها المتوسطة الأولى في جدة عندما تم إيقاف ترقيتي لسنوات رغم استحقاقي لها!! ورغم حسن أدائي لعملي ولله الحمد.. والتقارير التي ترفع عن هذا الأداء تؤكد ذلك. ولست أنا هنا أمدح عملي.. ولكن أوضح أن سبب عدم ترقيتي يعود إلى عدم اقتناع الرئيس العام لتعليم البنات حينها يرحمه الله ويسامحه بما أكتب في الصحف!! ويعلن ذلك.. وذلك بسبب (مقالة واحدة) من ضمن مئات المقالات التي تصب في خانة المناقشات الاجتماعية والثقافية التي لا تتعارض مع التشريع ولا مع نسق القيم وثقافة المجتمع. مقالة واحدة طلبت فيها افتتاح لجنة نسائية للنادي الأدبي في جدة لا علاقة لها بمقره ولا مسؤولية فقط تحت مظلته، لجنة منفصلة موقعاً وعملاً ونشاطاً.. ورغم هذا حاسبني عليها لسنوات بحرماني من الترقية!! مقالة واحدة ضمن نشاطي الكتابي حاسبني عليها وحرمني من ترقيتي!!. .. إن عملية الإصلاح وإيفاء المواطنين حقوقهم نخفق فيها أحياناً لأن هنا من يعتقد أنه صاحب القرار الأول والأخير في أمور مرؤوسيه رجالاً ونساءً..!!