باريس أصبحت متعبة. نيويورك مهووسة بالنجاح. لندن تبتزّ سكّانها. وبرلين تكاد تصل إلى مرحلة التشبّع. الفنانون حول العالم بحاجة إلى مدينة منخفضة التكاليف. وفي كل محور فني معاصر، نجدهم يندفعون إلى المدينة. يعيشون على حافة الإثارة، ومشكلة حافة الفقر أنها لا تعطيهم الفرصة للخلق والإبداع. ومن المستحيل تقريبًا أن ينجحوا في الحفاظ على مصدر دخل ثابت في هذه المدن العملاقة. لنحاول إدارة ظهورنا لوجهات الفن التقليدية في العالم. ولنبحث عن وجهات جديدة، من أثينا إلى وارسو، هنالك العديد من الخيارات الواعدة التي تبشّر بالكثير. - أثينا: برغم الأزمات التي تمر بها هذه المدينة، والأوضاع السياسية المتوترة، التي أثرت على المشهد الفني. إلى أن أثينا تتفجر بأكثر من 50 مشروعاً فنياً جماعياً يساهم فيه مجموعة من الفنانين العالميين الذين وصلوا للتو إلى أثينا. ويتوقع أن تتجه أنظار العالم سنة 2017 حين تستضيف أثينا المعرض الضخم "دوكمينتا" في جميع أنحائها. - إسطنبول: قبل افتتاح مؤسسة "SALT" في إسطنبول، لم تكن تركيا حاضرة في مشهد الفن المعاصر، ورغم هذا كان المشهد الفني هناك يبني سمعته عالميًا ويجذب له الأنظار. يعيش الفنانون في بيوغلو، الحي الأوروبي القديم، وهناك تطور المشهد الفني بالتوازي مع التيارات السياسية. واليوم بدأ الاهتمام الفني بالانفجار، والمدينة أصبحت محجوزة بالكامل تقريبًا استعدادًا لفعاليات الخريف. - ليما: أفضل أسرار أمريكا اللاتينية المخبأة، والمدينة النجمة غير المتوقعة في عالم الفن، ليما. هذه المدينة التي اجتذبت المهتمين بالفن لأبوابها عبر معرضي "ArtLima" و"PArC". المشهد الفني في العاصمة البيروفية ينقسم بين ميرافلورز الأنيقة، وبارانكو البوهيمية، وتقام بالطبع حفلات الكوكتيل في المدينة عند افتتاح كل معرض جديد. - وارسو: تبدو وارسو وكأنها برلين قبل عشر سنوات، وكل ما يقال حولها الآن يتعلق بالطاقة المنبعثة داخلها التي لا يمكن لأحد إيقافها. يختبئ مشهدها الفني في أماكن خلّاقة، من القلاع إلى الأبراج، وفي شهر سبتمبر القادم سيقام المعرض الخامس للفن في وارسو مع العديد من البرامج والفعاليات.