تلاشى الضباب واتضحت الصورة منذ اللحظة الأولى لتولي الملك سلمان للحكم. ومن يعرف شخصية الملك حفظه الله لا يستغرب قوة القرارات وسرعتها. يضاف إلى ذلك استيعابه لدروس التاريخ وأهمية القرارات في المحافظة على المنجزات، وكم تحدث عن قرارات كانت لها آثارها الإيجابية أو السلبية وأبدى رأيه في الصواب منها. لاشك أن قرارات بتلك الأهمية سيختلف المحللون حولها، ولكن المحللين ليسوا المنوطين بالحفاظ على الكيان، وتبقى تحليلاتهم حبراً على ورق. التاريخ سيحفظ لجلالته كل القرارات المهمة: وضع آلية الانتقال السلس للحكم للجيل الثالث مما يعني وقف الطريق على التكهنات حول مستقبل المملكة. إعادة ترتيب الأوراق الداخلية والخارجية بما يخدم الوطن. عاصفة الحزم التي تنم عن قوة إرادة تدعمها قوة عتاد وتوجه إلى التفوق النوعي في سائر المجالات. التاريخ هو من سيحتفظ بسجلات جلالته إلى الأبد حين تتبخر جميع الكتابات، ولهذا فإن بناء المجد هو همه الأول وفقه الله في كل خطاه. ولعل مايطمئن الناس هو أن اختيارات جلالته أثبتت أنها اختيارات صائبة تصب في صالح الوطن والمواطنين: ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف صاحب إنجازات متتالية على صعيد حفظ أمن الوطن والمواطنين من دون التسلط على رقاب الناس أو حرياتهم. وزير الدفاع وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي جمع المجد من أطرافه أثبت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب فأداؤه خلال عاصفة الحزم دليل على أن قوة الشباب مع الحكمة والحزم هو الخلطة السحرية للنجاح. ولا يستغرب نجاحه لمن يملك الفراسة. مع هذه النجاحات على شتى الأصعدة تصبح البيعة لكل من الأميرين ليست فقط لازمة وإنما رغبة وطنية. نعم نبايع ونستودعكم الوطن والمواطنين ونحن على ثقة أنكم أهل لذلك. حفظ الله الوطن وأدام الأمن والرخاء عليه وحفظ لنا قادتنا.