لم تكن الأسواق التجارية هي الوحيدة التي تعاني من مشاكل بعض الشباب المتسكعين بها في ليالي رمضان فهناك شوارع وساحات تواجه نفس المشكلة من الشباب الذين يستغلون أوقات فراغهم في أمور وقضايا لا يجنون منها اي فائدة سوى الإساءة لأنفسهم ولأسرهم ومضايقة المارة وقد تصل النتيجة أحيانا الاصابه بكسور وجروح نتيجة للتسابق بالدراجات النارية التي اخذت تنتشر بشكل كثيف بين فئات الشباب الذي يجوبون بها الشوارع والساحات مستعرضين بها العاباً بهلوانية. فمن المسؤول عن تسكع الشباب ؟ الانديه الرياضية وبطولات دوري الحواري والصالات الرياضية والمخيمات الرمضانية الشبابية لم تشكل عوامل جذب قوية للشباب وهو ما يعني ان هناك امورا لا زال الشباب يبحث عنها لتفريغ طاقاتهم . الدكتور عبدالرحمن جميل قصاص الاستاذ المساعد بقسم الدعوة والثقافة الاسلامية بكلية الدعوة واصول الدين بجامعة ام القرى يحمل اعضاء هيئة التدريس بالجامعات والاسر مسؤولية تسكع الشباب في رمضان ويعتبر ان هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحاجة الى تفعيل دورها بشكل اوسع وخصوصا في رمضان ويقول ان ظاهرة تسكع الشباب ظاهرة مخيفة وهي تدل على الضياع والفراغ الذي يعيشه شبابنا رغم وجود ما يسد فراغهم ويشغل اوقاتهم من انديه وحدائق ومقاهٍ لكنها لا تغطي متطلبات العصر ولا تنمي قدرات الشباب الذين لديهم طاقات لا يغطيها الا التوجيه والتربية الصحيحة لهؤلاء والحوار معهم . ودور الجامعة ودور اعضاء هيئة التدريس لابد وان يبنى على الحوار مع هؤلاء الشباب . وبالمقابل نجد ان هناك تسكعا من بعض الفتيات فأين هم اولياء الامور؟ لكن هناك ظاهرة وجدتها في مكةالمكرمة والمدينة المنورة تمثلت في كثرة الشباب الذين ملأوا ساحات الحرمين بالصلاة وما اكثرهم ولله الحمد وقد وجدت هذه الظاهرة في الكثير من المساجد بالاحياء السكنية وهي ظاهرة ينبغي على الائمة حث الشباب على الاستمرار فيها. ولا ينبغي ان تظل حديثنا عن تسكع الشباب كلما جاء رمضان او جاء الصيف بل ينبغي علينا ان نفتح ابواب الحوار مع الشباب على مدار العام وان نوجد لهم ما يمكن ان يسد فراغهم ويشغل طاقاتهم وينمي قدراتهم.