سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العاطلون . . مخاض سيء لتربية فاشلة تترنح على جناح بعوضة ؟ ! فئة خارج الذاكرة.. بلا دراسة وبلا عمل.. أين يذهبون؟
مشوارهم طويل..والمستقبل غامض.. والوظيفة في عالم المجهول!
الحواري المنسية والنواصي مرتعهم ل( اللهو غير البريئ ) !!
الشباب الذي يعيش فراغاً بلا دراسة وبلا عمل وبلا هدف قضية مؤلمة تستوجب الوقوف أمامها بكل قوة وموضوعية وحكمة فمن المؤلم حقاً أن نراهم وهم يتسكعون في الطرقات والأزقة والحواري ويتناثرون هنا وهناك وعلى مد البصر.. لاهم لهم إلا الثرثرة وإثارة الإزعاج والفوضى.. ومضايقة الأهالي والجيران بتصرفاتهم وتحركاتهم وضحكاتهم العالية وصراخهم وضجيجهم المثير لاستياء الأسر وأهالي الأحياء.. حالت ظروفهم المادية دون سفرهم للاستمتاع بأيام وليالي الصيف في الداخل أو في الخارج أسوة بغيرهم.. فنراهم قد وجدوا ضالتهم في التجمعات الشبابية ليبثوا همومهم وحسراتهم لبعضهم البعض. وفي سياق التحقيق التالي سجلت (الندوة) اعترافاتهم المثيرة ومعاناتهم وكيف أنهم ضحايا يحتاجون إلى مد يود العون والمساعدة والرعاية والاهتمام. إجازتنا طويلة في البداية الشاب علي الدعدي 19 عاماً لم يحالفه الحظ في إكمال دراسته الثانوية أو الحصول على عمل، يقول اضطررت لتأجيل سفري مع العائلة خلال هذه الإجازة بسبب ظروفي المادية حيث كان من المقرر أن نقضي اجازتنا الصيفية بمدينة أبها ولكن ضيق ذات اليد حطم آمالي وأحلامي مما اضطرني لقضاء الإجازة مع شلة من أبناء حارتي وأبناء الحارات الأخرى حيث قررنا أن نجتمع معاً داخل احدى الحارات الهادئة في منطقة شارع الحج بحارة السد حيث تحلو الثرثرة والمزاح مع هؤلاء الشباب المتسكعين المتشابهين في الظروف والأوضاع الأسرية والاجتماعية فنحن في حالة إجازة طويلة من العمل والدراسة بل والفرح أيضاً وليس لنا مكان نجتمع فيه سوى تلك الحواري المظلمة المنسية فهي مكاننا المفضل لتبادل الثرثرة والنكات وتعاطي الممنوعات من سجائر وغيرها. ظروف مادية صعبة الشاب عادل المولد 18 عاماً عاطل عن الدراسة والعمل أيضاً يقول ليس أمامي حل آخر ولا وسيلة أخرى سوى التسكع والسهر داخل حارتنا بصحبة أبناء الحي وبعض أبناء الأحياء الأخرى القريبة والملاصقة لنا. أغلبهم يأتون إلينا من شارع الحج والملاوي والعتيبية حيث تحلو الجلسة وتطيب السهرة وتتشعب وتتنوع الأحاديث داخل تلك الحواري الهادئة الشبه مظلمة وأغلب شباب الشلة عاطلين عن العمل والدراسة ويعانون من ظروف مادية متردية أجبرتهم على القعدة والتسكع ومضايقة خلق الله.وقد نضطر في بعض الأحيان للسهر داخل البر أو داخل الحدائق العامة في حالة توفر سيارة لدى أحد أفراد الشلة والتي قد يأخذها من والده أو أخيه أو خاله أو أحد أصدقائه أو أقربائه وبصراحة اغلبنا مدخنين والبعض الآخر ما زال حديث عهد بتعاطي الدخان فشلتنا متعددة الوجوه ويرتادها كل من هب ودب من الشباب الضائعين المتسكعين في دروب الحياة سواء الصالح أو الطالح منهم وكل منا يغني على ليلاه داخل الشلة.وليس هناك أماكن مخصصة للشباب نرتادها ونقضي من خلالها أوقات فراغنا فجميع الحدائق والمنتزهات الترفيهية مخصصة للعوائل فقط.. أين المخيمات والمراكز الصيفية التي نسمع بها ولانراها حبذا لو يتم اخبارنا بها وعن أماكن تواجدها من خلال وسائل الإعلام وحبذا لو يتولى أهل الخير توفير المواصلات لنا من أجل ارتيادها. بلا عمل أو أمل! الشاب صالح الدوسري 21 عاماً لم يكمل دراسته الثانوية بعد وعاطل عن العمل يقول لم يسعفني الحظ في إكمال دراستي الثانوية لأسباب خارجة عن إرادتي ولم أوفق حتى الآن في الحصول على عمل رغم بحثي الدائم والمستمر عن وظيفة مناسبة أعيل من خلالها نفسي وأسرتي فأنا وبكل صراحة شاب محطم لا أمل ولا عمل، ولم أجد أمامي سوى التسكع في الحواري والطرقات حتى ساعات الصباح الأولى بصحبة العاطلين أمثالي فأغلبنا عاطلين عن العمل ولاأمتلك وسيلة نقل سوى الدراجات الهوائية والنارية والتي أصبح يضايقنا المرور عليها لذلك فضلنا اخفاءها والتجول على الأقدام والسهر في تجمعات شبابية داخل الحواري والطرقات حتى ساعات الصباح الأولى فليس أمامنا أي خيار آخر غير السهر والتسكع والثرثرة وفي بعض الأحيان نجتمع معاً لمطالعة النت وما تبثه الشبكة العنكبوتية من علوم وأحداث وأخبار عبر مواقعها المتعددة فنحن مقيدون لانمتلك المال ولا السيارة ولا الوسيلة الكافية والتي قد نتمكن من خلالها من قضاء إجازة سعيدة داخل ربوع الوطن بصحبة الأسرة أو الأصدقاء فأين سنذهب إذاً حتى الحدائق العامة والمنتزهات. مصدر خوف وإزعاج الأستاذ أحمد محمد الجهني يعمل في القطاع التعليمي وهو أحد قاطني حي الخنساء بمكة يقول: تشهد بعض الأحياء العشوائية بمكة المكرمة المكتظة بالسكان تجمعات هائلة للشباب العاطلين عن العمل والدراسة والذين امتلأت بهم الحواري والطرقات خلال فترات المساء حتى ساعات الصباح الأولى مما يتسبب في الكثير من الإزعاج للأهالي خصوصاً الأطفال والذين كثيراً ما يستيقظون من نومهم بسبب الأصوات العالية لأبواق السيارات والأغاني الصاخبة وزمجرة الدراجات النارية أو الضحكات والصرخات الهستيرية أثناء المزاح الصادر من هؤلاء الشباب المتسكعين في الحواري والذين أصبحوا يشكلون مصدر ازعاج وخوف وقلق للأهالي والذين باتوا يخشون على أنفسهم وأسرهم وأطفالهم من طيش هؤلاء الشباب المستهترين العاطلين عن العمل والدراسة. المنحرفين ممن تم التقاطهم واستغلالهم بشكل سيء تحت ظل حاجتهم للمال من قبل ضعاف النفوس، هؤلاء الشباب اصبحوا يشكلون مصدر خطر وخوف وقلق للأهالي بل وللوطن والمجتمع أيضاً وأغلبهم أصبح يترنح على جناح بعوضة نحو حافة الهاوية فشباب الحواري والأزقة بحاجة ماسة إلى من يساعدهم وينتشلهم من بؤسهم ومعاناتهم ووحدتهم نحو عالم الترفيه البريء والتسلية المفيدة داخل الملاهي الترفيهية والحدائق العامة والمراكز الرياضية والصحية المخصصة للشباب فقط من أجل أن ينعموا بحياتهم وأوقاتهم ليتعايشوا معنا ومع أنفسهم بسلام. صيد سهل الدكتور عبدالعزيز عبدالله السقا أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى بمكة يدلي بدلوه حول هذه الظاهرة المزعجة بقوله أغلب الحواري والأحياء العشوائية المنسية أصبحت ومع الأسف الشديد ماكينة تفريخ للإرهاب والانحرافات بشتى أنواعها وأشكالها فهؤلاء الشباب المتسكعين في دروب الحياة التائهين الخطى الواقفين على مفترق الطرقات المنسيين في عالم المجهول ممن تم تهميشهم وتجاهلهم من خطط التنمية الاجتماعية سيكونون وبلا شك قنبلة موقوتة لإنفجار وشيك وسيتسببون في المزيد من المتاعب والمشاكل والمعاناة لمجتمعهم ولوطنهم الذي ابتلى منذ فترة طويلة بويلاتهم بعد أن نجح أعداء الدين والأخلاق في اصطيادهم وفي تفخيخ أدمغتهم وتسميم أفكارهم بخزعبلات مضللة ما أنزل الله بها من سلطان بهدف استخدامهم واستغلالهم في أمور سياسية معادية لنا ولوطننا لأجل أغراض دنيئة ونوايا سيئة تهدف إلى الإطاحة بنا بطرق وأساليب ملتوية ومختلفة فهؤلاء الشباب المحطمين المنكسرين لديهم الاستعداد الكامل للانحراف نظراً لما يعانونه من اعتلالات نفسية خطيرة بسبب الكبت والاحباط الذي ارتفع إلى أعلى معدلاته داخل نفوسهم المريضة المعتلة المصابة بشتى أنواع الانتكاسات، فلا أمل ولا عمل أمامهم فالمشوار أمامهم طويل والمستقبل غامض والوظيفة أصبحت في عالم المجهول بل ضرباً من ضروب الخيال وليس أمامهم إلا (الصرمحة) والتسكع داخل الحواري والطرقات ومخالطة من هب ودب من الناس بقصد تضييع الوقت وتبديده وإزالة الطفش بأي وسيلة كانت فالظروف الاقتصادية المتردية لهؤلاء الشباب الضائعين ممن أصبحوا علامة مميزة لليالي الصيف الدافئة داخل الحواري والأحياء والطرقات بل ومصدر ازعاج للأهالي الباحثين عن الراحة والهدوء داخل منازلهم ممن لم تمكنهم ظروفهم المادية من التمتع بإجازاتهم الصيفية داخل أو خارج المملكة. البحث عن الحلول ولكن بدل أن نخوض في تفاصيل هذه الظاهرة المزعجة والتي قد يطول الجدل والنقاش حولها يجب أن نبحث لها عن حل مناسب يساهم في التقليص من حدتها فهؤلاء الشباب يجب أن يتم اجتذابهم بطرق ووسائل وأساليب ذكية نحو عالم الترفيه والتسلية البرئية من خلال استقطابهم نحو المراكز الرياضية والنوادي الصحية الحكومية دون مقابل وإتاحة الفرصة لهم في السياحة الداخلية برسوم رمزية ومواصلات مجانية بدل اعتمادهم اعتماداً كلياً على القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية واتخاذها كوسيلة تسلية وانشاء حدائق عامة خاصة بالشباب فقط بدل طردهم وتهميشهم وجعلها حكراً على العائلات فقط فهذه الحدائق العامة العملاقة يجب أن يكون لهؤلاء الشباب نصيب فيها أيضاً من خلال تجزئتها وتقسيمها إلى نصفين يفصل بينهما حواجز كافية فهؤلاء هم ابناؤنا وفلذات أكبادنا بل عدة الوطن وعتاده وليسوا أعداء لنا وتعاملنا معهم يجب أن يغلفه مبدأ الاحترام والوقار وحسن المعاملة ويجب أن نسارع إلى جذبهم وانتشالهم من عالم المجهول وأن نشجعهم بكافة الطرق والوسائل الممكنة نحو عالم السياحة الداخلية من خلال توزيع المنشورات أو عبر وسائل الإعلام المختلفة قبل أن تلتقطهم أيد غيرنا ويعرفوا طريقهم نحو عالم الانحراف والجريمة. سجية بغيضة أما فضيلة الشيخ عبدالله التويجري بمركز الدعوة والإرشاد والإفتاء يعلق حول هذه الظاهرة المزعجة فيقول: إن هؤلاء الشباب الضائعين المنحرفين المفسدين في الأرض المتخبطين في عالم المجهول والضياع لم يصنعوا أنفسهم بل نحن من صنعهم وأوجدهم على مثل هذه السجية البغيضة بعد أن خلت قلوبنا ونفوسنا ومنازلنا من ذكر الله ولم نعد نسمع ونشاهد إلا القنوات الفضائية الماجنة التي أبهرت أبصارنا واستحوذت على جل تفكيرنا واهتمامنا لدرجة أن أصبحت الكثير من الأسر تقضي أمام أجهزة التلفزة والنت أكثر مما تقضيه مع خالقها في العبادة مما أثر على مستوى علاقتهم بأبنائهم ممن لم يعودوا يفرقون بين الغث والسمين والحلال والحرام نتيجة تدني المستوى الديني والأخلاقي والتربوي في محيطهم الأسري الذي أوجد جيلاً متفسخاً من الشباب المنحرفين ممن لديهم الاستعداد الكافي لممارسة كافة الأدوار سواء الحسنة أو القبيحة في هذه الحياة نتيجة خواء قلوبهم ونفوسهم وخلوها من ذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب فالأسرة تتحمل الوزر الأكبر من انحراف واعوجاج سلوك ابنائها فالتدين وتقوى الله والخوف منه يؤدي إلى الزهد والتعايش السلمي مع الحياة فالبطالة والعطالة والفقر ليست معضلة ولا مشكلة نتخذها كذريعة وحجة للانحراف والخروج عن جادة الصواب والرسول محمد صلى الله عليه وسلم نشأ يتيماً وفقيراً ووحيداً ولم يمنعه فقره من الانطلاق والصمود للتبليغ عن رسالات ربه الخالدة، فالإجازة الصيفية يجب أن نستغلها في التقرب إلى الله بالقول والعمل ويكفينا ما نحن فيه من لهو وانشغال طوال العام بسبب العمل والدراسة ويجب استغلالها واستثمارها في أمور وأشياء نافعة ومفيدة فالسفر إلى خارج المملكة وما يحدث فيه من أمور ومخالفات شرعية والعياذ بالله ليس ترفيهاً ولا تسلية ولامتعة بل هو قمة العذاب والمعاناة والمعصية وستكون عاقبته وخيمة والعياذ بالله فالإجازة الصيفية يجب أن نستغلها أحسن استغلال وحسب ما تمليه علينا ظروفنا وامكاناتنا المادية والتي قد لاتسمح لنا بامتلاك سيارة أو بالتنقل إلى داخل ربوع بلادنا وبعلاقتهم بالله خيراً ألف مرة من التسكع داخل بلاد الغرب والمشركين وتقليدهم في تصرفاتهم وأفعالهم وأخلاقهم فهذا ليس تمتعاً بالوقت تحت مسمى الإجازة بل هو مضيعة للوقت اهداراً للمال والأخلاق والعقيدة وعلى الإخوة الكرام المحبين للخير ممن جندوا نفوسهم لخدمة الدين والوطن ولمصلحة هؤلاء الشباب أن يحاولوا قدر استطاعتهم أن يكونوا قريبين من هؤلاء الشباب من خلال نصب مخيماتهم الصيفية بجوار تلك الأحياء والحواري المنسية التي تضم بين جنباتها آلاف الشباب المتعطشين للحنان والمساعدة ومد يد العون وكذلك المساهمة في توفير المواصلات لهم لتوصيلهم لتلك المخيمات ولغيرها من أماكن الترفيه الشبابية والأماكن السياحية دون مقابل وعلى الجهات المختصة ذات العلاقة أن تسارع في دراسة حالاتهم وتلمس أوضاعهم عن قرب من أجل وضع الحلول المناسبة التي تساهم في انتشالهم من حالة الفقر والبؤس والجهل والمعاناة بعد أن أثبتت آخر البحوث والدراسات أن 50% من الشباب المنحرفين أو ممن لديهم نوازع إجرامية أو ممن ينتمون للفئات الضالة هم من أبناء الأحياء الفقيرة العاطلين عن الدراسة والعمل ممن لم يأخذوا النصيب الوافر من التربية والتعليم والرعاية والاهتمام. مخاض سيء والمثل يقول الغفلة تولد الفجيعة وهؤلاء الشباب هم مخاض سيء لتربية فاشلة نحن من خبزناهم وعجناهم وتركناهم على مثل هذه الهيئة القبيحة المروعة التي أثارت الرعب والهلع في نفوسنا نتيجة غفلتنا واهمالنا فالأبناء أشبه ما يكونوا بالوردة الجميلة التي تحتاج إلى يد فلاح ماهر يسقيها ويعتني بها ليحميها من الذبول والسقوط وعلينا أن نسارع في رعايتهم ومتابعتهم والاهتمام بهم وتلمس آلامهم وأوجاعهم قبل أن يتلمسها غيرنا وساعتها لاينفع الندم.