قرأت ما كتبه م. محمد أخضر بصفحة الرأي بعدد (الرياض) العدد 13629 يوم الاثنين 14 رمضان 1426ه ومناشدته العلماء حول ازدحام المصلين على احد مساجد شمال العاصمة وطالب باصدار فتوى ضد هذا التجمهر وحجته في ذلك المرضى والمسنين ونظراً إلى انني احد المصلين في هذا المسجد اؤكد للعلماء وعموم القراء ان الشوارع المحيطة بالمسجد منظمة ومرتبة بواسطة فرق أمنية ودوريات المجاهدين وبعض الافراد المتعاونين الذين يمنعون الوقوف العشوائي، بل أن سيارات العوائل في جانب وسيارات الأفراد في مواقف خاصة بهم بعيدة عن المنازل ولقد وقفت على الوضع بعد خروج مقال المذكور ولم أجد أي سيارة تقف امام بوابة أو تزعج اصحاب المنازل، والكاتب هداه الله لم يتحر الدقة في ما كتب، وما تطرق اليه غير صحيح بل هناك حرية الحركة خلال الساعات الثلاث هي صلاة العشاء والتراويح، ولعله تضجَّر من عدم وجود مواقف امام منزله لزواره وقت صلاة التراويح، ويفترض على الكاتب أن يفرح ويبتهج بهذا الحضور الكثيف ويكون ذلك عوناً له على حضور الصلاة والدعم والتعاون لإنجاح موسم الخيرات! فليت المذكور يقف على من سخر جهده ووقته وحتى ماله لخدمة بيوت الله وآمين بيته بدلاً من هذا التضجر الذي كان محل استياء العديد من القراء وخاصة من يرتاد هذا المسجد الرحب.. ولعلني أشير إلى انه ليس ذنباً ان الامام حسن الصوت بل أن هذا الأمر يولد خللا في واقع امامة مساجدنا بعدم اختيار الكفء حتى لا يتتبع الناس حسن الصوت الذي يساعد على العون على الطاعة، فلو وجهت نداءك إلى وزير الشؤون الإسلامية لاعادة النظر في أئمة المساجد لكان أجدر، ثم لماذا لا يتم توزيع عدد من حفظة كتاب الله من طلبة العلم في المساجد في رمضان؟ حت نقضي على هذه الظاهرة.. ولعل الدول المجاورة سبقتنا في هذا المجال.. وفي الختام أحب أن أذكر م. أخضر أن مساجد الله تعالى وجدت لتطمئن فيها النفوس وترتاح القلوب والعقول بذكر الله تعالى {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. وسماع كلام الله بأحسن صوت من الأمور المشجعة للقيام وخير شاهد كثرة المصلين في هذا المسجد الذي تعنيه ولعلك تتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم لبلال بن رباح: «أرحنا بالصلاة يا بلال» لحسن صوته بالاذان. فنحن عندما نؤدي الصلاة يتطلب منا الخشوع التام وشد الانتباه ولن يتأتى ذلك في الغالب ألا بحسن الترتيل وحسن الصوت، فاختيار الامام المناسب لاعمار المساجد بالذكر والصلاة والقرآن وهذا أهم من بناء الحوائط، فاختيار الامام المناسب المتعلم لاحكام الشريعة الحافظ لكتاب الله والمجود للقراءة عامل مهم في نظرالمأمومين الذين اضطروا للتهافت من كل حدب وصوب.. ولو وضع بهذه المواصفات امام في كل مسجد لما راينا التمركز في مسجد دون سواه. إن اختيار الامام والمؤذن يتطلب اعادة النظر فيه وهذا رأي قابل للنقاش فما رأي وزارة الشؤون الإسلامية؟ اليس ذلك جدير بالبحث والدراسة ثم أين معاهد تأهيل الائمة حتى نحقق الهدف المنشود، والله من وراء القصد.