كنت قد أجريت لقاء صحفي في اواخر عام 1419ه مع الاذاعي عبدالله العويد صاحب اذاعة «طامي» -رحمه الله- حيث اعتبر هذا اللقاء من اجمل وافضل اللقاءات التي عملتها خلال فترة عملي في ثقافة اليوم والتي امتدت لمدة 9 سنوات قبل ان انتقل للانترنت والاتصالات. الذي ميز هذا اللقاء بأنه مع صاحب اول اذاعة خاصة انشئت بالمملكة وشخصية تمتلك الكثير من الشواهد في عصره. طامي وجد في بداياته العديد من العوائق ومع ذلك لم يستسلم حيث ثابر وسعى كثيراً لصد الحملات التي كانت تشن على المملكة خلال تلك الفترة من بعض المحطات الخارجية.. بإنشاء اذاعته في احد احياء الرياض. يقول رحمه الله أنه استغل وجود شجرة كبيرة بجوار الشقة التي اتخذها مقراً لاذاعته ووضع سلك الارسال عليها. ووجد دعماً من مجلس الوزراء الموقر حينها بمبلغ عشرين الف ريال. استغلها في استئجار شقة والبحث عن مرسلات. البساطة والعفوية كانت سمة تتميز وتشتهر بها «اذاعة طامي» حيث يقول كان الناس يزودونني بما فقدوه لأذيعه، منهم من يفقد حقيبته والآخر يفقد عنزاً له والبعض الآخر يفقد بقرة. وكان هو المعد والمقدم للاخبار والمخرج لها وكان الوحيد بالاذاعة. الا انه اسدى الشكر للحارس الذي كان يحضر له الصحف التي كانت تصدر في تلك الفترة. ليقرأ طامي الاخبار منها. لم تستمر الاذاعة طويلاً حيث صدر الامر بتوقفها بعد انطلاقة الاذاعة الرسمية. التقنية الآن سهلت ما كان يصعب تنفيذه سابقاً وما يتطلبه من اجهزة كبيرة ومرسلات ولاقطات واسطوانات لكي تعمل اذاعة كما كانت اذاعة المرحوم طامي. التقنية جعلت انه بالامكان ومن خلال الانترنت ان تنشئ لك اذاعة يسمعها الملايين وفي كل مكان لاتتطلب جهاز ارسال بارتفاع شاهق ومحطات للتقوية. كل ما يتطلبه الامر جهاز كمبيوتر مرتبط بالانترنت. هل سيجد المغفور له بإذن الله عبدالله العويد تكريماً بعد مماته. حيث لم يحظ بشرف التكريم خلال حياته. الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود له في تركيب اذاعات داخلية في الامارة والشرطة وفي مكة خلال موسم الحج وايضاً بانشائه هذه الاذاعة التي جعل الناس يستمعون الى اذاعته ويصدون عن الاستماع للاذاعات الاخرى. [email protected]