بعد أن أوقفت إذاعته عن البث.. وراجع وزارة الإعلام.. التي وعدته بالعمل بها حتى يئس وخاب ظنه فاتجه للاختراعات الإلكترونية التي لم تكن معروفة بعد مثل (الإنتركوم) والذي كما يقول إن هناك شركة هولندية قد طلبت منه شراء براءة الاختراع لتطويره وتصنيعه وتسويقه.. ولكنه رفض، وكان يسمي اختراعه هذا الراديوفون (استمع وتكلم). كما أنه قد صمم كرسياً متحركاً للملك عبدالعزيز رحمه الله يمكن طويه فأعجب به الملك فمنحه ألفي ريال، كما طور بعض الاختراعات مثل المروحة الأرضية التي جعلها تدور دورة كاملة. وقد نشر المؤرخ صلاح الزامل بجريدة الرياض غرة ربيع الأول 1432ه تحت عنوان «الشيخ علي الطنطاوي وصف (طامي) بأديسون الرياض» إذ قال إنه قد قدم للرياض عام 1383ه متعاقداً للتدريس بكلية الشريعة وأقام بحي الضباط وليس في الرياض إذاعة ولا تلفزيون.. ويقول رحمه الله «كنت يوماً في الرياض أدير مفتاح الراديو فسمعت إذاعة غريبة ليست من جدة ولا من مصر ولم أكن أسمع في الرياض يومئذ غيرهما إلا إذاعة بغداد اسمعها أحياناً فوجدت هذه الإذاعة الغريبة تذكر أشياء عن المملكة وعن الرياض بالذات، أصغيت أنتظر أن أسمع في آخرها اسم البلد الذي يخرج منه الصوت فإذا هو من الرياض وإذا هو يذكر اسم (طامي) فسألت زملائي وما طامي هذا؟ تطوع حينها أحدهم فأتى به إلي فعرفني به وإذا هو شاب سعودي». هذا هو ما سجلته ذاكرة الشيخ علي عن مخترع إذاعة شارع الوزير طامي الصوت الوحيد الذي يبث في العاصمة الرياض وكان قد فتح إذاعته لكل مشارك من أبناء الوطن وحتى من كانت له أشياء خاصة مفقودة لم يتردد في فتح الإذاعة له «رحمه الله» أو تبليغ له فيقوم بإذاعتها فكانت منبراً مصغراً وقناة صوتية لأهالي الرياض لن تنساها ذاكرتهم. قال الشيخ عنها «أخذني أي طامي على عمارة عالية في شارع الوزير وكان يومئذ أحد الشوارع القليلة لم يكن في الرياض غيرها وأدخلني عمارة فصعد بي إلى السطح فوجدت قطعا وآلات وأسلاكا وأزرارا في لوحات، فقلت ما هذا، فضحك وقال: هذه إذاعة طامي، إنها قطع اشتريتها من مخلفات الجيش البريطاني عندما عرضها للبيع فرتبتها وجعلت منها هذه الإذاعة»، ثم إن طامي الإذاعي استغل فرصة وجود هذه الشخصية الفريدة ووجودها بمقر الإذاعة ولم يكن يعلم طامي أن هذه الشخصية سيصبح لها نجومية خالدة في سماء الإعلام بالمملكة ويكون لها جمهور دائم. رحمه الله عبدالله بن سليمان العويد المعروف ب(طامي) الذي سبق زمانه. وأطالب بالمناسبة بتخصيص جزء من متحف بريدة مسقط رأسه عام 1341ه لجمع مقتنياته ومخترعاته وإظهارها، لتكون درساً وحافزاً للشباب ليحتذوا حذوه وليت أحد الشوارع يحمل اسمه. [email protected]