77عاما مضت على بدايات تدفق الذهب الأسود من أراضي المملكة، ومنذ ذلك التاريخ بدأت مراحل التحول التاريخية في حياة الناس، وتغيرت أساليب المعيشة بفعل خيرات الأرض، وتحققت نقلات سريعة استوعبها المجتمع وتعايش معها أولاً بأول. وفي العقود الثلاثة الماضية اصبحت نسبة كبيرة من المواطنين وكل مقيم في بلادنا على اطلاع ومتابعة واهتمام بأسعار البترول، وكل ما يؤثر عليها سواء من العوامل السياسية والاقتصادية، ونشأت ثقافة منقوصة عن النفط، فكل ما يعرفه الكثير أننا دولة بترولية غنية، ونصدر لأغلب دول العالم، وأن سعر البرميل مؤثر بشكل مباشر أوغير مباشر على المستوى المعيشي للناس، وعلى نمو أو تقلص مشاريع الدولة للبنية التحتية، وفي توسع الاستثمارات للدولة والمستثمرين داخليا وخارجياً. ورغم أن هذه المعرفة البسيطة جيدة، إلا أن كوننا دولة بترولية وتعتمد في إيرداتها بنسبة تصل الى 90% على البترول، وكذلك الدولة الأولى في تصدير النفط للعالم وعلى هرم الدول التي تملك احتياطات نفطية، كل ذلك يجعلنا بحاجة ملحة لنشر الثفافة البترولية على أوسع نطاق ممكن، والأهم من ذلك نشر ثقافة اقتصادية لتبعات التأثر بأسعار النفط انخفاضاً وصعوداً، وتبسيط بعض المعلومات ذات العلاقة بالأسعار وتأثيرها سلباً وإيجاباً على مختلف قطاعات الدولة، ومعرفة متوسط الأسعار العادلة للنفط، واثر استمرار السعر العادل واستقرار السوق، على حياة الناس ومعيشتهم. وفي هذا الصدد تنظم وزارة البترول والثروة المعدنية ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في فندق الانتركونتننتال بمدينة الرياض الاحد المقبل، ولعل هذا الملتقى يواصل نشر ثقافة إعلامية بترولية، وبالتالي يكون للإعلام دورا مؤثرا في نشر الثفافة البترولية للناس، أو على الأقل للراغبين والمتابعين لأحوال السوق البترولية ووضع المصدرين والمنتجين والمستهلكين، وعلى وزارة البترول وشركة ارامكو دورا محوريا في نشر هذه الثقافة من خلال الإعلام ومن خلال المعارض، وهو دور يجب ألا يقل أهمية عن الدور المهم الذي تنفذه حاليا وزارة التجارة نحو المستهلك النهائي للطاقة والوقود، حيث تقوم حقيقة بجهد تشكر علية نحو أهمية الحفاظ على مصادر الطاقة والترشيد في استهلاكها مما يوفرها للأجيال المقبلة، ويسهم في فائدة بلادنا اقتصاديا كمصدر كبير للبترول، حتى لا تصل مرحلة استهلاك كبيرة تقارب أو تساوي ما يصدر للعالم.