برز الملك سلمان بن عبدالعزيز كواحد مهم وفاعل في صناعة السياسة السعودية، ووضع برامج وخطط التنمية والحداثة الشاملة للوطن، والعمل على صياغة عقل ووعي المواطن كثروة وطنية قبل الثروات الطبيعية التي أعطاها الله للجغرافيا الممتدة من سواحل الخليج العربي إلى شواطئ البحر الأحمر غربا وجنوباً. وعمل - حفظه الله - على إدارة المؤسسات الحكومية بعقل انفتاحي متوثب مستشرف للمستقبل والتحولات والأحداث ومتغيرات الواقع الثقافي والاقتصادي والاجتماعي في الدول وعند الشعوب، ولهذا ساهم في إدارة الحكم، ووضع القرار بحيث تكون المملكة من الدول المؤثرة في الحدث الأممي وشريك في التنمية الإنسانية ومساهمة في المنجز الحضاري، وحاضرة في كل أمر يعزز ويكرس دورها الوفاقي، وتجنيب البشرية ويلات النزاعات والحروب والدماء والخلافات المذهبية والطائفية والعرقية. هو الملك سلمان بن عبدالعزيز رجل الدولة الذي تشرّب الحكمة وأساليب الحكم منذ أن كان شاباً في إمارة الرياض، وتعلم في مدرسة عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - ووعى كيف تكون القيادة المنتجة التي تهدف إلى سعادة ورخاء الإنسان والجغرافيا. يوم أمس وفي تجمّع مهيب من الأمراء والعلماء والوزراء وأعضاء مجلس الشورى في قصر اليمامة بالرياض قال - حفظه الله - خطاباً حدّد فيه مضامين ومعالم عهده، ووضع الأسس الثابتة التي قامت عليها المملكة وتأسس من خلالها الكيان وهي المحافظة على الشريعة الإسلامية ونصرة دين الله والعمل على رفاه الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية لكل أبناء الوطن على امتداد الجغرافيا. لقد ركز الملك سلمان "... على التصدي لأسباب الخلاف ودواعي الفرقة والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات". إن الملك سلمان بن عبدالعزيز - كواحد من أبناء عبدالعزيز الذين ساهموا في قيام الكيان - يدرك أن أعظم وأكبر وأنجح وحدة قامت في التاريخ العربي المعاصر هي وحدة صنعها وناضل من أجل تحقيقها الملك عبدالعزيز، وأن المحافظة على هذه الوحدة يكون بتلاحم أبناء الوطن وعياً وفكراً ووطنية، وأن الحوار والتفاهم في كل شأن يهم الوطن ونهضته وحداثته مسؤولية المواطن الذي ورث منجز عبدالعزيز ومؤتمن عليه.