يظل مسلسل طاش السعودي شكلا او مظهرا مهما للمشاهد السعودي في رمضان المبارك، لعله مع برنامج المرحوم علي الطنطاوي سابقا من ضرورات المشاهد بعد افطاره وصلاة المغرب. الاشكال ليس ان يكون طاش جزءا من برنامجنا اليومي، ولكن ان يكون بعد كل تلك السنوات بهذا المستوى من الهزال والضعف... حقيقة اشعر بالغيرة حين اشاهد مسلسلا كويتيا بحجم يفوق مسلسلاتنا التي تعزف على وتر الابتسامة وان كان بشكل يستخف بالمشاهد كما هو في مسلسل اخواني واخواتي حيث الهزال الفني بلغ ذروته... طاش يكرر نفسه منذ عدة سنوات نفس الشخصيات نفس الافكار نفس الديكور بل نفس الملابس والمؤثرات الفنية... هناك طاقة فنية متميزة لدى بعض الممثلين حيث لا يشعرك انه يمثل ولكن الموهبة الفنية لا تكفي لبناء عمل درامي متميز خاصة وان عمر طاش ما طاش بلغ الثالثة عشرة....؟ أتمنى ان ينطلق العمل الدرامي السعودي نحو افق اشمل وأوسع وان نجد الدراما السعودية بمستوى يليق بنا كسعوديين وصلنا للقمر وأيضا نمثل برموزنا الثقافية تقدما وتميزا عربيا... بداية اتمنى ان نتخلص من موسمية العمل الدرامي اي ان لا يكون في رمضان فقط خاصة وان نتاج مثل تلك الاعمار لا يتطلب اعداد عام كامل، ايضا لا بد من اعتماد قصص افضل وأفكار افضل مما هو حاصل الآن فليس من العدل ان نكرر الشخصيات والافكار نفسها في مجتمع يمر بمتغيرات سريعة، نحن نعيش اشكال التطرف بكل انواعه، ونشاهد انواع من الانسلاخ الاجتماعي يفوق ابداع الخيال.. في منازلنا نجد من يدعي الدين لينتحر وأيضا من يدعي التحضر فيصور انحرافه السلوكي عبر الهاتف ثم يقوم بتوزيعه عالميا عبر الانترنت...؟؟ مجتمع بهذا التناقض يعجز الفن السعودي عن طرح عشرات المسلسلات المناسبة لاحتواء تلك التغيرات... لا استطيع تحديد اسباب ذلك ولكن اعتقد ان سقف الحرية المتاح لمسلسل طاش يجب ان يكون حقاً للجميع، وأن يكون محفزا لكتاب الدراما او من يملكون موهبة التأليف، لأنني لا اجد مبررا لموسمية الدراما السعودية وايضا قصورها على نفس المواضيع رغم ان بعضها جريء ويستحق الطرح اكثر من مرة ولكن ليس كحلقة وانما في سياق عمل درامي متصل.. أتوقع ان القادم مع بوادر الدعم الشامل للبناء الثقافي من وزير الثقافة والاعلام ان نرى مستوى متقدما من الدراما السعودية التي قبل كل نريد ان تشكل حضورا دائما وليس موسميا ولمدة تقل عن شهر، ايضا نريد ان يكون عملا يلتقط الحدث الاجتماعي والتحولات الاقتصادية والثقافية بل تغير الخطاب الديني والسياسي وخلافه حيث يجد المواطن نفسه جزءا من العمل وليس فقط تركيزاً على نقد الجهاز الحكومي لأن ذلك ليس كل شيء بالنسبة للعمل الدرامي، الذي نتمنى ان يكون اداة في تنشيط الحراك الاجتماعي البطيء جدا...