الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد: فان من المعلوم بأن التربية هي أساس كل تقدم وصلاح المجتمعات وهي عنوان التغيرات والنهضة الحديثة، ومن هذا المنطلق لابد ان تقوم التربية على تعاليم الدين الاسلامي الذي يعتبر هو اساس التقدم والحضارة في المجتمعات حيث جاء الرسول صلى الله عليه وسلم مربياً ومعلماً لهذه الأمة الكريمة وهناك أسس وقواعد لابد ان نسير على خطاها حتى نعطي التربية حقها والانسان يتلقى اشكالا من التربية في مسيرة حياته بداية من تربية الأسرة وعندما يزداد نموا يربيه معلمه معرفيا ومن ثم يتلقى العديد من أشكال التربية فهناك تربية مهنية يتلقاها من الأعمال المعرفية وهناك تربية اقتصادية يكتسبها من خلال تعامله بالمال وهناك تربية صحية يتلقاها عن طريق الارشادات الطبية وايضا هناك تربية ثقافية يكتسبها عن طريق أجهزة الاعلام المتنوعة. ولا شك بأنه لا أحد يغفل دور المرأة أو «الأم» التي يعيش معها الجيل اكثر وقته وتربية المرأة تعني تربية المجتمع بأكمله، ومن ذلك نقول بان هناك فرقاً بين الطفل الذي يرى أمه مقبلة على حب الاطلاع والمعارف والاهتمام والانشغال بالتربية والتنشئة وتعليم الأطفال وبين الطفل الذي يرى أمه منهمكة ومشغولة بالتزين ومتابعة الموضات واضاعة الوقت بلا فائدة بكثرة زياراتها غير المفيدة. فالتقدم والرقي لا يتحقق بالسياسة والمال فحسب بل يتحققان بالتربية والأساس واعداد جيل يسهم في رفع وتقدم المجتمع، وان ما يميز المجمع عن مجتمع آخر هو ثقافته ونوع التربية السائدة فيه ومدى تطبيقها ولا يتميزون بالاشكال أو بالأموال، ولا ننسى المقولة المشهورة دائما بأن وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة.