الأمراض التنفسية كثيرة وشائعة هذه الأيام. الأعراض التنفسية لكثير من الأمراض متشابهة. قد يصعب على الأطباء أحياناً تشخيص بعض الأمراض، إما لنقص الخبرة أحياناً أو لنقص وسائل التشخيص الحديثة والتي قد لا توجد إلا في الأماكن المتخصصة. ومع ذلك وفي الأماكن المتخصصة لم يستطع الأطباء هناك تشخيص بعض الأمراض وخاصة بعض التشوهات الخلقية في المجاري التنفسية، وفي هذه الحالة يكون السبب أو العيب في الأطباء أنفسهم وذلك لوجود وسائل التشخيص، وفي أغلب الأحيان إما نقص الخبرة أو عدم الجدية في محاولة التشخيص لأسباب عديدة أنأى بنفسي عن ذكرها، وسنذكر في هذا المقال بعض التشوهات الخُلقية في المجاري التنفسية ليتكون لدى القارى فكرة عنها. أولاً التشوهات الحنجرية: 1- رتق الحنجرة الكامل: وهذا التشوه عبارة عن ضيق أو انسداد للحنجرة كاملاً مما يؤدي إلى الوفاة ولا يمكن أن يعيش الطفل ونادراً ما يتم إنقاذ الطفل الذي يكتشف عند الولادة. 2 - الوترة الحنجرية: وهذه عبارة عن انفصال غير كامل للنسيج المتوسطي الجنيني بين جانبي الحنجرة، ومعظم الحالات تكون بين الحبال الصوتية. فعادة يعاني الوليد من ضيق في النفس مع صرير شديد وبكاء ضعيف غير طبيعي. ويكون الانسداد عادة غير تام. مما يستوجب تنظير الحنجرة مباشرة للتأكد من التشخيص ويمكن علاجها بالليزر أو الجراحة. وقد يحتاج الطفل إلى خزع الرغامى لفترة طويلة بعد ذلك. 3 - الشق الحنجري الرغامي المريئي: وهو عبارة عن اضطراب خُلقي نادر الحدوث يوجد فيه اتصال واسع بين المجاري التنفسية والمريء يمتد أحياناً حتى مستوى المهماز القصبي وتنجم هذه عن فشل الالتحام الظهري للحلقات الرغامية. والذي عادة يكتمل في الأسبوع الثامن من الحمل. يترافق مع هذا التشوه استسقاء افيوسي أي تكون هناك مياه كثيرة أثناء الولادة ويعاني الطفل من الاستنشاق المزمن، والجشاءات والتقيوء أثناء الرضاعة والتهابات متكررة في الرئة. وفي بعض الأنواع من التشوهات يتبدل الصوت. وقد يكون التشخيص صعباً أحياناً ولكن كما قلت وجود وسائل التشخيص الحديثة من الدراسات الشعاعية الدقيقة لعملية البلع والتي تظهر استنشاق المادة الظليلة إلى الرغامي، وهذا يجعل إجراء فحص المجاري التنفسية وربما المريء بالمنظار ضرورياً، والذي قد يصلح بعض أنواع التشوهات. وقد يحتاج الطفل إلى غرف عمليات وإجراءات قد تطول ولكن تنقذه من تلك المشاكل والمضاعفات.