اختتمت فعاليات المؤتمر العالمي الثاني للطب النفسي بجامعة الملك سعود الذي أقيم تحت عنوان (الضغوط والقلق والصحة) والذي انعقد خلال الفترة 18-19 فبراير 2015م، الموافق 29-30 ربيع الآخر 1436ه في فندق ماريوت بمدينة الرياض، وافتتحه وكيل الجامعة للتخصصات الصحية المدير العام التنفيذي للمدينة الطبية الدكتور عبدالرحمن المعمر، بحضور عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية الدكتور فهد الزامل، وعدد من الاستشاريين والمتخصصين في مجال الصحة النفسية من مختلف مستشفيات المملكة، ونظمه قسم الطب النفسي وكرسي سابك لأبحاث وتطبيقات الصحة النفسية في كلية الطب بجامعة الملك سعود بالتعاون مع الجمعية السعودية للطب النفسي واتحاد الأطباء النفسيين العرب والجمعية العالمية للطب النفسي، وشهد المؤتمر إقبالا منقطع النظير حيث تم تسجيل ما يزيد عن ستة آلاف مشارك في المؤتمر. كما احتوى المؤتمر على برنامج علمي يقدم (33) محاضرة و(7) ورش عمل تدريبية خلال يومين، يطرحها (29) متحدثًا من نخبة أطباء وعلماء النفس وعلماء الاجتماع من داخل المملكة ومن الكويت وأمريكا وبريطانيا وكندا. تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر احتوى على مسارين أحدهما باللغة الإنجليزية والآخر باللغة العربية. كما تم اعتماد حتى (25) ساعة تدريبية من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وورش العمل التي تسبق المؤتمر. وكان الحضور من تخصصات مختلفة: من اطباء نفسيين، اخصائيين نفسيين واجتماعيين وتخصصات أخرى عديدة مثل طب الأسنان وطب الأسرة وكذلك حضور عدد كبير من طلاب وطالبات جامعات عدة. ونال البرنامج العلمي اعجاب شريحة كبيرة من الحضور. وقد تناول المؤتمر عدة محاور تشمل اضطرابات القلق، كيفية التعامل مع الصدمات، طرق التعامل مع الضغوط، اضطرابات التكيف وكيفية التعامل معها والضغوط في العمل ونتائجه. وتضمن المؤتمر عدة ندوات وورش عمل بعناوين متنوعة. فقد اشتمل المسار الانجليزي على محاضرات تناولت المستجدات في اضطرابات القلق، وكذلك علاقة الضغوط بالاضطرابات الأخرى مثل اضطرابات النوم وكذلك تأثير الضغوط على الأطفال. واحتوى المسار العربي على محاضرات متنوعة أيضا منها: محاضرة "نحو علاقة علاجية متميزة" قدمها د. محمد اليوسف وأوضح من خلالها ما هي الأركان التسعة التي ثبت علمياً من خلال الدراسات أنها تساهم بشكل مباشر في إقامة علاقة علاجية متميزة مهنياً في مجال الصحة النفسية. وفي محاضرة أخرى تحدثت عن التحديات التي تواجه المبتعثين في بيئة العمل والدراسة قدمها د. بندر العقيل بيّن فيها أن الابتعاث والاطلاع على ثقافات مختلفة وبيئة دراسة أو عمل مغايرة لما اعتاده الطالب أو الممارس هو من أهم التجارب إثراءً للشخص الذي يتوق لزيادة خبرته وتجربته. لكن المبتعث قد يواجه مجموعة من التحديات في بيئة العمل أو الدراسة بمجرد وصوله إلى مقر البعثة وانخراطه في البيئة المحيطة، من أهمها اختلاف اللغة وطريقة التعامل مع الطرف الآخر. وقدم د. عمر المديفر محاضرة بعنوان ضغوط الوالدين وماذا تفعل بالأبناء بينما قدم د. منصور الدهيمان محاضرة تناولت الضغوط لدى مقدمي الرعاية وكانت عبارة عن مراجعة لمقالات من مختلف أنحاء العالم عن موضوع مقدمي الرعاية بهدف فتح الأبواب على موضوع يمسنا جميعاً خاصة أن الأبحاث والأوراق العلمية شحيحة جداً في المكتبة العربية. وتناول د. سلطان الشهراني علاقة النوم والضغوط، وأضح أن النوم هو أحد العوامل البيولوجية الحساسة للتوتر والضغوط. وأن الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة لديهم اضطرابات نوم مؤثرة تتدخل في حياتهم الطبيعية بشكل مباشر وتسبب اختلالا وظيفيا في العديد من المستويات الشخصية والاجتماعية، وألقى الضوء على العلاقة بين النوم والضغوط وكذلك اضطراب ما بعد الصدمة وتأثير بعضها على الآخر. وتحدث د. عبدالعزيز الشمراني عن علاقة الضغوط بالإدمان والتعافي منه وأوضح أن أشد تأثيرات الضغوط والشعور بالكرب على الإدمان وأكثرها علاقة به هو الانتكاس والعود للتعاطي بعد التعافي حتى ولو استمر هذا التعافي لفترة طويلة، وقد يكون وراء ذلك الارتباط الشرطي بينهما، إلا أن الإدمان يتداخل أيضاً مع عملية استجابة الفرد الطبيعية للضغوط مما يجعله هشاً في مقاومة إغراءات الانتكاس. ومن هنا تأتي أهمية إدراك ووعي المعالجين للإدمان لأهمية اكتشاف مثل هذه الضغوط والتعرف على كيفية تعامل المدمنين معها من أجل وضع التدخلات المناسبة التي تساعد المرضى على التعامل الصحي معها. وتحدث د. أحمد الشايع عن التفسير النفسي لظهور واستمرار وانتكاسة الأعراض لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. وكانت هناك أبحاث علمية ودراسات تمت في البيئة السعودية قدمها أطباء امتياز وأطباء متدربون وأخصائيون نفسيون منها الضيق النفسي وأثره على الاداء الاكاديمي على طلاب كلية الطب قدمها د. حاتم عسيري (طبيب امتياز)، ودراسة عن فعالية التدخلات التثقيفية في خفض القلق لدى المرضى قبل العمليات (دراسة بحثية) قدمتها أ. آلاء العنزي، ودراسة عن القلق في غرفة العمليات، نسبة القلق واسبابه لدى الجراحين في غرفة العمليات (دراسة بحثية) قدمتها د. أفنان المرشدي، وضغوط العمل وسبل التعامل معها (دراسة بحثية) قدمها د. عايض الغامدي. وكانت ورش العمل باللغة العربية في اليوم الأول بعنوان إدارة الضغوط في بيئة العمل من تقديم د. إيمان أبا حسين والثانية بعنوان التحليل النفسي في عيادة القلق من تقديم د. غادة السعد. أما في اليوم الثاني فكانت ورشة العمل الأولى بعنوان العلاج السلوكي لمريض الوسواس القهري بأسلوب التعرض ومنع الاستجابة وقدمتها بالتشارك د. سعاد البشر و د. دلال الردعان من الكويت. وقدمت كل من د. جواهر النوح ود. حياة الحارثي ورشة عمل بعنوان رهاب ليلة الزفاف وكيفية علاجه. وقدمت رئيسة المؤتمر أ. د. فاطمة بنت عبدالرحمن الحيدر، رئيسة قسم الطب النفسي ورئيسة اللجنة العلمية في المؤتمر الشكر لمعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر على رعايته للمؤتمر، لسعادة المدير العام التنفيذي للمدينة الطبية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالرحمن بن محمد المعمر على افتتاحه المؤتمر وعميد كلية الطب الدكتور فهد بن عبدالله الزامل على دعمه للفعاليات. ومن جانبه قدم الدكتور أحمد بن نايف الهادي، رئيس اللجنة المنظمة شكره لجميع المتحدثين الذين أثروا المؤتمر بمحاضراتهم وورش العمل المفيدة، واللجنتين العلمية والمنظمة والرعاة الذين كان لهم الأثر الكبير في نجاح المؤتمر وتميزه. والشكر الأكبر موجه لجميع من حضر المؤتمر وساهم في هذه التظاهرة العلمية. د. المعمر يكرم أحد المتحدثين بحضور د. الزامل د. أحمد الهادي د. المديفر ود. الدهيمان ود. العقيل ود. العنزي شهد المؤتمر مشاركة عدد من المتخصصين جانب من حضور الفعاليات العلمية