كان ضابطاً في القوات البحرية السعودية، ثم أصيب في حادث سير مؤسف وهو في ال21 من عمره، مما تسبب له بشلل رباعي وتعطيل الجسم بالكامل. وفي رحلته الطويلة مع العلاج الطبيعي في جمهورية تشيك، تعلم أن يكون أكثر تحدياً وصبراً، فالمعاناة التي اختبرها جرّاء ذلك ألهمته وحفزته على الإبداع. في ظل هذه الظروف الصعبة، واجه رائد الأعمال الشاب سلمان ضيف الله الدعجاني مختلف أنواع التحديات وقرر النجاح. فعمل على تأسيس المركز التشيكي للعلاج الطبيعي والتأهيلي في الرياض، وأخذ على عاتقة تقديم أحدث الخدمات العالمية المتطورة، ومتابعة كل ما يطرأ على هذا القطاع الصحي المهم. ومن خلال التجارب العملية والخبرات الشخصية التي خاضها الرئيس التنفيذي في مسيرته العلاجية، جعل حلمه تأسيس صرح طبي ينتفع بخدماته كل من يحتاج إلى العلاج، بعد أن استقطب كفاءات عالية من المعالجين المؤهلين، للوصول بالمريض إلى أعلى مستويات الشفاء البدني والنفسي، لمواجهة المستقبل، وتجاوز المراحل الحرجة التي مر هو نفسه فيها واختبرها. ومن ناحية ثانية، فإن أوقاته الطويلة التي كان يقضيها في العلاج، واختلاطه بالعديد من المرضى الوافدين من المملكة السعودية إلى تشيك، جعله يفكر بتخفيف معاناتهم التي تتنوع بين: معاناة المرض والغربة، واختلاف الثقافات، وفترات العلاج الطويلة، ومتاعب السفر. لذلك قرر مساندتهم بنقل هذه الخبرات في الطب الطبيعي إلى وطنه، وتوفيرها لمن يحتاجها. وبهذا ساعد في السنوات ال5 الماضية 4000 شخص لاستعادة قدراتهم على المشي مجدداً. واليوم، يحتفل هذا المركز بإنجازاته كل شهر، ويكرّم المرضى الذين نجحوا في تجاوز مراحل العلاج، واستعادوا قدرتهم على السير مجدداً في هذا المكان، الذي يتضمن مركزين: واحدا للرجال وآخر للنساء والأطفال. لكن النجاح لم يكن سهلاً في البداية، فقد مرّ هذا الشاب الطموح بأكثر من تجربة، وصلت إلى 4 محاولات لم يكتب لها النجاح في العمل، بدأت في مكتب سياحي علاجي في التشيك، إلى أن انتهت أخيراً بهذا المركز الطبي. فمنذ أن خطرت له هذه الفكرة وحاول تطبيقها على أرض الواقع، سعى بكل جهد لإقناع الجميع بها، إلى أن حصل على تمويل من بنك التسليف قدره 4 ملايين ريال، أسهمت في إنشاء هذا المشروع الطبي الخدمي الإنساني، حيث يخصص البنك دعماً خاصاً ومميزاً لذوي الاحتياجات الخاصة، ويعطيهم أولوية في التمويل. وها هو المشروع الآن، بعد أن وجد طريقه نحو النجاح، واستطاع توفير أكثر من 250 وظيفة، فضلاً عن منجزاته المستمرة في مجال الرعاية الصحية، يمكن القول: إن من يقوم عليه شخص يؤمن بمفاتيح النجاح، ويتحلى بالإصرار والإرادة والتخطيط، كما يؤمن بمعنى عبارة "بادر ولا تنتظر الفرص تأتي إليك". ويبقى له الكثير من الأحلام والطموحات، منها: أن يتوافر في هذا القطاع شباب سعودي مؤهل وخبير على مستوى العالم. كذلك توفير أرقى مستويات العلاج وأفضلها لكل من يحتاجها. أما اليوم فهو منشغل بتأسيس مدينة متكاملة للعلاج الطبيعي، يأمل أن تكون الأكبر على مستوى العالم. كما أنه سيسافر قريباً إلى ألمانيا لحصوله على جائزة الجودة. أعتقد أننا شاهدنا جميعاً برنامج "فرسان سليمان"، الذي أسهم أيضاً بتغيير حياة الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تقديم الدعم والعلاج والمساندة للفقراء منهم بشكل خاص. كما أن قصة سلمان تعد ملهمة لذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، فهو يقدم إليهم نموذجاً للنجاح، يحفزهم على مواجهة معاناتهم وتنفيذ أحلامهم ومشروعاتهم الخاصة. لكن يبقى عليهم دائماً عنصر المبادرة والبدء وعدم الانتظار.