كشفت سفيرة بعثة الاتّحاد الأوروبي في بيروت أنجيلينا إيخهورست ل»الرياض» أنّ اجتماعا أوروبيا-لبنانيا موسّعا سينعقد هذا الأسبوع في بيروت للتباحث بمواضيع مشتركة أبرزها مكافحة الإرهاب، ولم تقدّم إيخهورست تفاصيل عن الإجتماع لكنّ من المرجّح أن يكون موضوع التعاون القضائي والتنسيق الأمني في صلب المباحثات اللبنانية الأوروبية، وخصوصا لجهة كيفية مواءمة القانون الجنائي اللبناني لمكافحة الإرهاب وتحديدا ملاحقة المقاتلين الذين ينتقلون من أوروبا للقتال في بلدان أخرى. وتبلور مؤسسات الإتحاد الأوروبي استرتيجيّات مختلفة الأبعاد يبدو لبنان جزءا أساسيّا منها وقد تمّ ذكره مرارا في التقارير الأوروبية التي صدرت أخيرا عن مجلس الشؤون الخارجية (انعقد في 9 الجاري) وفي البيان المشترك الصادر عن البرلمان والمجلس الأوروبيين في (6 الجاري) حول الإستراتيجية الأوروبية والإقليمية في سورية والعراق لمواجهة تهديدات «داعش». في التقرير الأخير وضعت الدّول الأوروبيّة «وثيقة تفكير استراتيجية» لمواجهة إرهاب «داعش» في سوريّة والعراق وضبط تمدّد خطر هذا التنظيم الى دول الجوار. وسيكون لبنان بحسب مقررات وزراء الخارجية الأوروبيين ضمن دائرة الدّول التي سيشملها ما أطلق عليه «النقاش الهادف» الذي يتناول الأمن ومحاربة الإرهاب وهي: الجزائر، المغرب، تونس، مصر، إسرائيل، الأردن، لبنان، العراق والمملكة العربيّة السّعوديّة بالإضافة الى التعاون مع دول «مجلس التّعاون الخليجي» لمواجهة تمويل «داعش» بالإضافة الى تقوية التنسيق المشترك مع تركيا. يزمع الإتحاد الأوروبي تفعيل مشاريع التعاون الأمني وخصوصا في البلدان التي تشكّل أراضيها مقرّا أو هدفا محتملا للإرهابيين مثل العراقوتركياولبنانوالأردن، وسيترافق الشق الأمني مع دعم للأجهزة القضائيّة وخصوصا القضاء الجزائي، فضلا عن الإصلاح في الأجهزة الأمنية لهذه الدول وتقوية البنى التحتية الخاصة بمواجهة الأزمات والتدخّل السريع في حالات الطوارئ، بالإضافة الى مراقبة الحدود وأمن الطيران، والإتصالات الإستراتيجية، كلّ ذلك في مواجهة المقاتلين الأجانب وضبط تمويل الإرهاب وذلك بالتعاون مع الأجهزة المعنية في هذه البلدان والأجهزة الأمنية الأوروبية وهي: «يوروبول»، «يورو جوست»، «فرونتكس» و»سيبول». في هذا الإطار قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي الذي زار بيروتل»الرياض» بأنّ « ما تسمّى «داعش» هي الأشدّ خطورة بالنسبة الى المجتمع الدّولي. إنها منظّمة خطرة بقدر المجموعات الإرهابية الأخرى الموجودة في ليبيا وفي نيجيريا (...)»، وأضاف :» إننا في حرب عالمية ضدّ هذه المنظمات، بعض المناطق هي الأكثر تضررا وبعضها الآخر أقلّ، ونحن رأينا تداعيات أعمال هذه المنظمات في فرنساوألمانيا والدانمارك وفي أمكنة أخرى، وهو نتيجة تدفق المقاتلين الأجانب الذين يعودون أيضا الى بلداننا. وبالتالي فإن الاتحاد الأوروبي واضح جدّا بأن ثمّة إجراءات صارمة جديدة يجب أن تتخذ من أجل منع المقاتلين الأجانب من المجيء الى هذه المنطقة، بعض الدول عمدت الى سحب جوازات سفر هؤلاء، وبعض الدول مثل ألمانيا أودعتهم مباشرة في السجن بعد عودتهم بناء على تشريعات خاصّة تنصّ على ضرورة سجن من يشارك في القتال مع منظمات إرهابية، علما بأن الأمر يتطلب تعاونا وخصوصا أن عدد هؤلاء يبلغ في ألمانيا وحدها زهاء ال600 شخصا علما بأن جزءا من هؤلاء ليسوا من المهاجرين بل من الألمان الأصليين والأمر سيان بالنسبة الى هولندا وبريطانيا وبلدان أخرى». وردّا على سؤال عن تصنيف أوروبا للجناح العسكري ل»حزب الله» على لائحة الإرهاب الأوروبية وسط وجود «داعش» قال بروك « أعتقد أنه من المبكر الحديث في موضوع حذف «حزب الله» بجناحه العسكري عن لائحة الإرهاب الأوروبية، صحيح ان التركيز اليوم هو على «داعش» لأنها الأشد خطورة ولكن لا يجب النسيان بأن الطرف الآخر هو أيضا خطر. نتمنّى أن نكون مخطئين في شأن «حزب الله»، علما أنه في مرحلة ما على «حزب الله» أن يبدّل في سياسته».