تبرز أهمية عقد هذا المؤتمر التربوي الدولي الأول والذي تنظمه كلية التربية بجامعة الجوف تحت عنوان: تطوير الأداء الأكاديمي لكليات التربية: رؤية استشرافية، أننا في المملكة العربية السعودية نعيش في زمن إصلاح وتطوير التعليم، والذي يقوده بكل كفاءة واقتدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، فما إعادة هيكلة قطاع التعليم بضم التعليم العام والعالي تحت مظلة وزارة واحدة، وإلغاء العديد من اللجان والمجالس التعليمية المتعددة إلا بوادر عمليات التصحيح والتطوير في المسار التعليمي والتنمية البشرية في هذه البلاد المباركة. وكليات التربية تعتبر من أهم مرتكزات الالتقاء والتشارك بين التعليم العام والعالي، فهي المحضن التربوي والعلمي لإعداد معلمي المستقبل، والذين على أيديهم تبنى الحضارات وتتقدم الشعوب، فهم الركيزة الأساسية في إعداد وتنشئة وتربية الأجيال نحو خدمة دينهم ووطنهم والارتقاء به في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة. وبلا شك أن من أهم القضايا التي تحتاجها كليات التربية للقيام بدورها التعليمي والتأهيلي والبحثي وخدمة المجتمع والارتقاء به هو معرفة وسائل وأدوات وطرق تطوير الأداء الأكاديمي والذي يمكن من خلاله تحسين وتحقيق الجودة في العمليات والمخرجات، ووصولا إلى وجود كوادر تربوية مؤهلة ذات حصيلة علمية رصينة ومهارة علمية رائدة ومهنية ذات كفاءة عالية. وكما هو معلوم فإن تطوير الأداء الأكاديمي في كليات التربية على يتوقف على بناء الخطط والبرامج الجيدة فحسب، بل يمتد أيضا إلى التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس، واستقطاب القيادات ذات الكفاءة العالية، ووجود معايير ونظام محدد لضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي، والاستثمار الأمثل للتقنيات الحديثة في عمليات التعليم والتدريس الجامعي، وتفعيل الإرشاد الأكاديمي وتحسين مخرجات البحث العلمي، وتطوير وسائل وقنوات التشارك مع المجتمع بأفراده ومؤسساته وتفعيل دورها في المسؤولية الاجتماعية. ولعل ما يقدمه الباحثون والباحثات من أبحاث وأوراق عمل في هذا المؤتمر يغني عن الإسهاب في هذا المقال، فنحن في شوق ولهفة إلى حدائق وبساتين المعرفة، ورياض العلم وواحاته. *عميد شؤون المكتبات والمشرف العام على كرسي معالي د. ناصر الرشيد لدراسات منطقة حائل.