أصبح الإسعاف الجوي مهماً وضرورياً بسبب النهضة السكانية والتنموية التي تشهدها المملكة، ما استوجب زيادة هيئة الهلال الأحمر السعودي نشاطاتها لتغطية مناطق المملكة وطرقها، وعمل الترتيبات والخطط اللازمة مع المستشفيات للإفادة الكاملة من خدماتها. وقد بدأت تلك الفرق بزيارات متواصلة للمستشفيات بهدف تعريف كادر الإسعاف الجوي بجميع المستشفيات في المناطق، والتعرف إلى إمكانية كل مستشفى، والعدد الأقصى لاستقبال الحالات، وكذلك تحديد مكان المستشفيات وإحداثياتها، والتعرف إلى إمكانية إنزال طائرة الإسعاف الجوي في المناطق التي تكثر فيها الحوادث المرورية. وأكد الكابتن طيار "محمد بن عبدالرحمن الغنيم" - مستشار رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي - أن الإسعاف الجوي نقل ما يقارب حوالي (3550) حالة إسعافية من مواقع مختلفة من أنحاء المملكة هذا العام جراء الحوادث بشتَّى أنواعها، مبيناً أن عدد الرحلات التي تهبط بجانب الطرق خلال العام المنصرم التي يباشرها الإسعاف الجوي بلغت (4084) هبوط. وقال في حديثه ل "الرياض": إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله - رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي - أعطى الصلاحيات كاملة لغرفة العمليات بالتحرك الفوري في حال وقوع أي حادث، وبإمكان المواطن أو المقيم أن يطلب أيّ طائرة لإنقاذ حياة مصاب من خلال (997) من أيّ مكان في المملكة، مؤكداً أنهم جاهزون دون أيّ أوامر من خلال المؤشرات الحيويَّة للحالة المبلغ عنها، وفيما يلي نص الحوار. خدمات إسعافية * ما الإسعاف الجوي؟، وما الخدمات التي يقدمها، ومتى يحتاج إليه المريض؟ - الإسعاف الجوي طائرة تحتوي على سريرين طبيين مجهزين بشكل كامل بمعدات طبية للعناية الفائقة بالمرضى، على متنها طاقم طبي للإشراف على نقل المريض للمستشفى، بغض النظر عن المسافة، لتقديم خدمات تتوافق مع حالة المريض الطبية، وجهزت هذه الطائرات بطواقم طبية وما يحتاجه المريض من الأجهزة الطبية، ويصبح الإسعاف الجوي ضرورياً عندما تستدعي حالة المريض نقله للعلاج الفوري أو العناية المختصة. ولتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله - رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي - أكبر الأثر لتقديم أفضل الخدمات الإسعافية لكل محتاج على أرض المملكة، ورفع مستوى الاستعداد في المواسم كموسم الحج، ما يسهم في تطوير منظومة العمل وتقديم الخدمات الإسعافية الجوية بشكل مميز، كما أن له جهودا جبارة في تأسيس وتطوير منظومة الإسعاف الجوي، الذي نعدّه اليوم العمود الفقري في عمل الهلال الأحمر السعودي، ويساهم بشكل كبير في إنقاذ حياة المصابين بالسرعة المطلوبة إلى مستشفيات المملكة، كذلك يولي اهتماماً بسرعة انطلاق الطائرات إلى مواقع الحوادث وإنقاذ المصابين بالثواني والدقائق، ويتابع بنفسه الحالات والبلاغات أولاً بأول حتَّى وصولها إلى المستشفيات، وأي إهمال يعده خطاً أحمر. تحرك فوري * كم نقلتم خلال هذا العام من حالة إسعافية، ومن الذي بيده أمر تحريك طائرة الإسعاف الجوي إلى موقع نقل المصابين والمرضى؟ - الإسعاف الجوي نقل ما يقارب حوالي (3550) حالة إسعافية من مواقع مختلفة من أنحاء المملكة هذا العام جراء الحوادث بشتَّى أنواعها، وللأسف فإن أرقام الحوادث في ازدياد نتيجة كثرتها، وهذا شيء مؤلم أن تكون هذه الأعداد من جرائها، لكن الشيء الحسن أن الهلال الأحمر أسهم في إنقاذ حياة كثير من هؤلاء بحسب هذه الإحصائيات، كما أن عدد الرحلات التي تهبط بجانب الطرق خلال العام المنصرم التي يباشرها الإسعاف الجوي بلغت (4084) هبوط، أمّا تحريك الطائرات فلا يحتاج إلى أوامر آنية، والأمير فيصل بن عبدالله - رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي - أعطى الصلاحيات كاملة لغرفة العمليات بالتحرك الفوري وبإمكان المواطن أو المقيم أن يطلب أيّ طائرة لإنقاذ حياة مصاب من خلال (997) من أيّ مكان في المملكة، ونحن جاهزون من دون أيّ أوامر من خلال المؤشرات الحيويَّة للحالة المبلغ عنها، لكون الإسعاف الجوي جاهز لتقديم الخدمة وتلبية النداء في أسرع وقت ممكن. منظومة متكاملة * هل لدى الإسعاف الجوي خطة لتغطية كل المناطق والمساحات الجغرافية للمملكة، خاصةً طرقها البرية السريعة؟ - تقدم هيئة الهلال الأحمر السعودي الخدمات الإسعافية للمرضى والمحتاجين وتباشر الحوادث المرورية، كما تؤدي دورا كبيرا في مساندة القطاعات الأمنيَّة والصحيَّة من خلال منظومة متكاملة ومنها الاسعاف الجوي المجهز بأحدث الأجهزة الإسعافية، مزوداً بكوادر سعودية مؤهلة تَمَّ تدريبها وتأهيلها داخل المملكة وخارجها، لتقديم خدمة الاستجابة السريعة، وقد انطلقت خدمة الإسعاف الجوي منذ خمس سنوات، لنقل المصابين من حوادث الطرق أو الحوادث العامَّة إلى المنشآت الصحيَّة أو نقل المصابين من بعض المستشفيات إلى مستشفيات أخرى تتوافر فيها خدمات علاجية كبيرة، وقد بدأ المشروع بخدمة منطقتين هما: الرياضومكةالمكرمة، والآن أصبح يخدم منطقة القصيم، وحائل، والرياض، ومكةالمكرمة، والمدينةالمنورة، وجازان، وهذا الجهد تَمَّ خلال خمس سنوات من عمر الإسعاف الجوي فقط، وبناء على الخطط المبنية على توجيهات سمو رئيس الهيئة ستتم تغطية باقي مناطق المملكة إن شاء الله. مواقع هبوط * هل ساهم عدم توافر مهابط من خدمات طائرات الإسعاف الجوي؟ - نعم، افتقار البنى التحتية يحد من الاستفادة من هذه الخدمة، حيث يتطلب تجهيز مواقع هبوط الطائرات إجراءات يجب استيفاؤها، وقد عملت هيئة الهلال الأحمر خططاً لأجل التكامل مع القطاعات الأخرى ذات العلاقة، لأن الطائرة التي يتطلب عملها النزول في الطرق التي تقع فيها الحوادث، يجب أن يقفل أمن الطرق الشارع تماماً حتَّى تنزل الطائرة وتنقل المصابين، كما أنّه يتم معرفة العوائق مثل أبراج الكهرباء أو المساكن أو الجبال حتَّى نسهل على الطيار سرعة الوصول إلى أماكن الحوادث فإذا كانت المنطقة التي وقع فيها الحادث غير مهيأة لنزول الطائرة فإنّه يتم البحث عن مكان آمن وقريب لنزول الطائرة من خلال التنسيق مع أمن الطرق لنقل المصابين بواسطة سيَّارات الإسعاف. وقد أثمر التعاون مع أمن الطرق بوضع برامج تدريب للعاملين في القطاع الأمني في الطرق السريعة وتأهيل العاملين من رجال قوات أمن الطرق، وفق المواصفات العالميَّة واتخاذ إجراءات السَّلامة لنزول هذه الطائرات في الطرق أو قريبا منها؛ لتمكين الطائرات من النزول في هذه المهابط، حيث استفاد رجال أمن الطرق والمرور من التدريب مع زملائهم، وكانت النتائج باهرة وناجحة من خلال التقارير العملية على أرض الواقع، ونجاح الإسعاف الجوي بسبب التكامل والتعاون مع الجهات الأخرى. تدريب واحترافية * كم يبلغ عدد الطائرات لديكم؟، وماذا عن تأهيل العاملين على هذه الطائرات؟، وهل لكم ارتباط بالإسعاف الأرضي؟ - عدد الطائرات التي تعمل حالياً في مجال الإنقاذ في الرياض طائرتان، والقصيم واحدة، وطائرتان في حائل، وطائرتان في المدينة، وفي جدة ثلاث طائرات، وفي مكة واحدة، وجازان واحدة، والمجموع الكلي (12) طائرة تعمل حالياً في مجال الإسعاف الجوي بين مدن المملكة. أمّا تأهيل العاملين على هذه الطائرات في مجال الإسعاف ومباشرة هذه الحوادث فإن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله - رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي - أعطى أهمية كبيرة في مجال تدريب الأطقم الإسعافية للتعامل مع هذه الحوادث باحترافية، كما أعطى تعليماته بألاّ تتجاوز سرعة الانتقال والصعود إلى الطائرة مع جميع أطقمها سوى عشر دقائق؛ لأن الوقت والسرعة مهمان جداً في مثل هذه الحوادث المرورية لإنقاذ حياة المصابين، والوقت والتزامن في عمل الهلال الأحمر مطلوبان للحصول على جودة الخدمة. أما نوعية الكادر الإسعافي على هذه الطائرات فإن الفريق الذي يعمل مع هذه الطائرات هم كادر طب طوارئ، إضافةً إلى أطباء متخصصين في طب الطوارئ، أمّا ارتباط الإسعاف الجوي بالإسعاف الأرضي فنحن مكملون بعضنا لبعض، وجهودنا لابد أن تكون موحدة، بمعنى أنك لا تستطيع فصل خدمة عن خدمة؛ لأن عمل الهلال الأحمر خليط متكامل. الأمير فيصل بن عبدالله والكابتن طيار محمد الغنيم سرعة نقل الحالات الخطرة إلى الطائرة