إلى كل مسؤول غيور على الرياضة السعودية التي وصلت الى نهائيات كأس العالم اربع مرات وفازت بكأس اسيا ثلاثة مرات ايضا وحققت الكثير من الانجازات والنجاحات على المستوى الدولي وخرّجت الكثير من النجوم والمسؤولين والحكام، إلى ابناء الوطن من الشباب والرياضيين هل تقبلون بما يحدث الآن من تناحر وتنافر وحقد وضغينة سببها 90 دقيقة أو أكثر تجمع بين فريقين من وطن واحد يمثلهما ويرأسهما مجموعة من ابناء المملكة العربية السعودية يحاولون الاسهام في رقي الرياضة والمنافسة والوصول الى القمة؟، من يفوز يقال له مبروك وهذا هو المفترض، ومن يخسر نقول له حظا اوفر ومن يتوج بالبطولات في نهاية الموسم ومشاركاته الخارجية نقابله بجملة (ألف مبروك شرفت الوطن يابطل)، ما نشاهده الآن ونقرأه ونسمعه خارج الاطار المعقول للمنافسة الشريفة الجاذبة والمثرية، اتهامات وتطاول وتحريض وسوء ظن وتصريحات تعبر عن تعصب وعدم اتزان وغياب وعي وعدم قراءة جيدة لأبعاد بعض العبارات التي تعم الساحة بكل اسف من دون رقيب ولاحسيب. نحن لانعترض على الاختلاف في الميول فتلك ظاهرة طبيعية، وهناك اكثر من 154 ناديا سعوديا لهم مشجعون وجماهير واشخاص يعتزون بهم في مختلف المناطق والمحافظات والمدن، وسط الوطن وشماله وشرقه وغربه وجنوبه وفي كل بقعة، ولكننا نرفض التأجيج والانفلات الذي عانت منه الاندية والاداريون والحكام واللاعبون والمدربون وسط صمت من اصحاب القرار الذين يفترض أن يكونوا عقلاء وأمينين على هذه الرياضة والشباب الذين يتابعونها ويتعلقون بها ويشاهدون اللاعبين اثناء المباريات يعلقون عليهم أمل الفوز وتحقيق البطولات. من غير المعقول أن تكون الاتهامات والتجاوزات هي العنوان الأبرز للوسط الرياضي ليس من الجماهير التي لاتلام احيانا بحكم صغر السن والتعصب والعاطفة تجاه الاندية والتأثر بما يطرح ويقال عبر الصحف والبرامج ولكننا نلوم رئيس النادي (القدوة) ومسؤول الاتحاد ومشرف اللعبة على عدم ادراكهم لخطورة ما يحدث حتى وصل الأمر بالبعض الى محاولات التعدي على حكام المباريات وهز الثقة بهم والتأثير عليهم نفسيا على الهواء وامام الجميع عبر التلفزة من أجل الضغط عليهم وتخويفهم حتى يجاملوا بعض الفرق (على طريقة جاملوهم وفكونا من شرهم). الأمر يحتاج الى معالجة سريعة وقرارات حازمة وتحرك شامل ودراسة مستفيضة للاسباب من مختلف الزوايا، ولابد ان يكون للهرم الأعلى في رعاية الشباب واتحاد الكرة دور في درء خطورة ما يحدث حتى لايتطور ومن ثم لانستطيع اخماد النار فتأكل الأخضر واليابس ونحن من كان السبب، لأننا وقفنا موقف المتفرج الذي لم يقرأ الابعاد ويعالج المشكلة ويتصدى للكثير من الاخطاء والتجاوزات. ماذا لو تم شطب نائب رئيس الهلال عندما اخطأ والعضو النصراوي عندما تجاوز وأتلف بعض الصور في ملعب الملز ورئيس الشعلة عندما حطم طاولة المؤتمر الصحفي، لو حدث ذلك سيكونون عبرة لمن لايعتبر وبالتالي ضبط الوضع الرياضي وتوجيه رسالة أن من يتجاوز ويخرج عن النص بلغة بغيضة وتحدٍ سافر وعدم احترام للمنافسين والحكام سيكون هذه مصيره. نتذكر في اعوام مضت كيف كانت قرارات الأمير فيصل بن فهد ضد رؤساء بعض الاندية والنجوم والحكام، مجرد ان لاحظ يرحمه الله أن الوضع من الممكن ان يخرج عن السيطرة الرياضية ويتحول الى فوضى ومشاكل ليس لها اول ولا آخر، أتخذ العقوبات ضد رؤساء النصر والهلال والرياض وأندية أخرى ولاعبين كبارا لم يتقيدوا بالتعليمات وحكام مباريات تم شبطهم بسبب أنهم لم يحسنوا اتخاذ القرارات الصحيحة فكان ذلك درسا قويا للجميع استوعبوه بسرعة وعادت الأمور الى طبيعتها وأصبح تركيز الجميع داخل الملاعب والصالات خلال زمن المباريات وبعدها ينتهي كل شيء ويصبح المتنافسون اصحاباً وأحبة وأهلاً واصدقاء، اما الآن فالعاقل يشمئز ويتخوف من مغبة هذا الانفلات في الملاعب والاعلام وعجز اتحاد الكرة ولجانه عن اتخاذ القرار الصحيح الذي يقوّم المخطئ ويكافئ الجاد ويرسم المسار الصحيح والنظيف للرياضة. حتى صغار المراسلين بكل أسف اصبحوا يتطاولون على رموز وقامات رياضية فتكافئهم البرامج المتعصبة على الظهور لسب وشتم عباد الله والأمل بالله ثم بوزير الاعلام الجديد الدكتور علي الطريفي بايقاف مهازل الكثير من البرامج التي فشلت في التعاطي مع الشأن الرياضي بمهنية فصد عنها المشاهد، لذلك رأت أن استضافة كل موتور ومتعصب ومنفلت هو الحل لجذب المشاهدين، وتلك ليست شطارة انما ضعف لايجاريه ضعف.. وبدلا من أن تلاحق الوزارة بعض الوسائل الاعلامية بالتحذيرات والانذارات والايقاف فالأفضل ان تلتفت الى بعض البرامج التي تبثها القنوات التي تخضع لرقابتها وتوجهها التوجيه الصحيح ومن ثم تلاحق الوسائل التي تخرج عن النص وتحول الرياضة بعناوينها بكل استهتار وتحدٍ وعدم خوف إلى تعصب وعدوانية. هناك من يقول ان سبب التعصب هو مجاملات اللجان وتفاوت قرارتها واخطاء الحكام المؤثرة في المباريات، هذا صحيح ويعود السبب إلى أن المسؤول ليس لديه قدرة على التعديل (وفاقد الشيء لايعطيه) يفترض أن يغادر مكانه ويترك المهمة الى الشخص الكف والقوي حتى لايحرج نفسه ويقود الرياضة الى دائرة الانفلات اكثر، اللجان بكل تأكيد لديها كوارث ولكن هل ذلك يسمح لرئيس النادي - اي ناد- أن يتجاوز ويحاول الاعتداء بلسانه ويده، طبعا لا لأن هناك انظمة وقوانين يفترض أن تنصف المتضرر، اما الاستمرار في المجاملات وضعف الحزم فسيقودان الرياضة الى مستوى لايليق بها وواقع لايتمناه كل غيور.