وجهت القيادة السعودية ضربة قوية تجاه الجهات المعادية التي تحاول زرع الفتنة وبث الأراجيف وتعكير صفو العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر حينما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقوف السعودية إلى جانب مصر وما أوضحه خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن موقف المملكة تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير. حديث الملك سلمان والذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية والذي شدد فيه على أن ما يربط الرياضوالقاهرة نموذج يحتذى به في العلاقات الاستراتيجية والمصير المشترك، وأن العلاقات المميزة والراسخة بين المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكيرها يشير بجلاء إلى قوة ومتانة العلاقة بين البلدين الشقيقين والتي أثبتت الأيام مدى تجاوزها لكل ألاعيب ومخططات الأعداء. "محاولة يائسة" وتكشف جميع المعطيات السياسية بأن المخطط لإحداث شرخ في العلاقة بين المملكة ومصر هو صناعة إخوانية من الجماعة التي سقطت من الحكم بعد أن اتضح للرأي العام العربي ما تحيكه من سياسات خبيثة بحق القاهرة والمنطقة، فالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يواجه حرباً ضروساً من جميع الاتجاهات من جماعة الإخوان التي تسعى إلى الثأر من السيسي والذي أنقذ القاهرة من حالة الضياع التي ستواجهها في حالة استمرارهم. وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين والتي توجه لها أصابع الاتهام في إحداثها لبلبلة للعلاقات بين دول الخليج والقاهرة أخطر جماعات الإسلام السياسي لكونها أكثرها مكرًا وأشدها كيدًا ولأنها تستخدم الكثير من الوسائل غير المشروعة للوصول لمرادها لتصبح السياسة في عملهم مبنية على المصالح، التي يرونها ويجعلونها هي الدين الذي يحكمهم في تصرفاتهم، ويقول لهم افعل ولا تفعل فدينهم دين سياسة ومصالح لا دين عقيدة وأحكام شرعية وقيم وأخلاق ولكنهم جعلوا التقية وسيلة تبرر لهم ما يصنعون. ويوضح التاريخ ماهية العلاقة بين الدولة السعودية وجماعة الإخوان المسلمين التي دأبت منذ أيام حسن البنا على مهاجمة السعودية رغم الرعاية التي قدمت لهم إلا أنهم كانوا يهاجمون المملكة والملك عبدالعزيز-رحمه الله-من خلال وسائلهم الإعلامية وبانتقاد سياسات بلاد الحرمين الشريفين فالمكائد الإخوانية ليست بجديدة ويدركها جيدا صانعو القرار في المملكة. ولفترة قريبة تذكر الدوائر السياسية جيدا كيف أن الجماعة الإرهابية وقفت ضد "محور الاعتدال"الذي كانت تقوده السعودية إبان عهد الملك عبدالله-رحمه الله-ومساندتهم لجهات معادية تقودها إيران. "ضرب الحلفاء والأشقاء" يشير الحراك الإخواني في مصر والذي تضعضع بعد سقوطهم من الحكم بأن الإستراتيجية الإيرانية لبسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة تتمثل في ضرب الحلفاء والأشقاء العرب عبر مكائد تستخدم أذرعها التي تتلقى التمويل والدعم منها فكان استخدام ورقة الإخوان المسلمين والتي تستفيد من المساندة الإيرانية لكي تنتقم من أعدائها وعلى رأسهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والمملكة العربية السعودية التي وضعت الجماعة على قائمة الإرهاب. وتعتمد الجماعة الإرهابية منذ تأسيسها على استخدام سلاح الإعلام بدءا بالرسائل والنشرات والصحف والمجلات ومرورا بأشرطة المحاضرات وأخيرا المواقع الإلكترونية في فضاء الإنترنت والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال أكاذيبهم إلى الرأي العام لإحداث فوضى في الشارع وبين الدول. ولم يكن غريباً على جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية محاولتها لشق الصف بين المسلمين وبين الأشقاء عبر الوسائل التقنية، وقد كان حسن البنا يحث أتباعه على الأخذ بوسائله في الدعاية وذكر لهم أن في الشرق والغرب اليوم دعوات ومبادئ وفكر ومذاهب وآراء ومنازع كلها تنقسم عقول الناس وتتنازع ألبابهم وكلها يزينه أهله ويقوم بالدعاية له أبناؤه وأتباعه وعشاقه ومريدوه ويدعون له من المزايا والمحاسن ويبالغون في الادعاء ما يبرزه للناس. "الأمير نايف يكشف خبثهم" كشف الأمير نايف بن عبدالعزيز –رحمه الله في حواره عام 2002 مع صحيفة"السياسة" الكويتية، عن أراجيف الجماعة عند ماقال بأن"جماعة الإخوان المسلمين أصل البلاء كل مشاكلنا وإفرازاتنا جاءت من جماعة الإخوان المسلمين، فهم الذين خلقوا هذه التيارات وأشاعوا هذه الأفكار"، مبينا "عندما اضطهد الإخوان وعلقت لهم المشانق لجؤوا إلى السعودية فتحملتهم، وحفظت محارمهم وجعلتهم آمنين، موضحا بأن "أحد الإخوان البارزين أقام 40 سنة عندنا، وتجنس بالجنسية السعودية، وعندما سئل عن مثله الأعلى قال: حسن البنا" مشيراً في تعليقه على الغزو العراقي للكويت "جاءنا عبدالرحمن خليفة وراشد الغنوشي وعبدالمجيد الزنداني، فسألناهم هل تقبلون بغزو دولة لدولة واقتلاع شعبها؟ فقالوا: نحن أتينا للاستماع وأخذ الآراء"، ويضيف "بعد وصول الوفد الإسلامي إلى العراق، فاجأنا ببيان يؤيد الغزو". هذا الحديث التاريخي للأمير نايف –رحمه الله –يؤكد مدى حالة الخبث التي تحملها الجماعة في فكرها العدائي والتي تحاول بشتى الطرق أن تزرع القلاقل في الدول العربية وأن تشوش على علاقات الأشقاء تحقيقاً لرغباتها.