بيّنت دراسة طبية أمريكية بأن سعر الدواء مهما كان مرتفعاً أو منخفضاً ليس دليلاً بالتأكيد على جودة فعاليته وقوة تأثيره وسرعة مفعوله بخلاف ما يظنه الكثيرون من الناس والمرضى، ونبهت الدراسة التي أجريت في جامعة "سينسيناتي" الأمريكية بأن هذا الأمر يخضع للتقييم النفسي من المرضى أنفسهم حيث يعتقدون أن الأدوية المرتفعة الثمن أفضل في علاج عللهم الصحية من تلك المنخفضة، وأثبتت هذه الدراسة نتائجها بتجارب أجريت على مجموعة من المشاركين المصابين بمرض "باركنسون" أو "شلل الرعاش" بعد تقسيمهم لمجموعتين وعلاجهم بعقار طبي وهمي مختلف الثمن، وتم في هذه التجربة إعطاء المجموعة الأولى الدواء الوهمي الذي كان عبارة عن مياه ملحية بقيمة مرتفعة مقارنة بما دفعته المجموعة الثانية لنفس الدواء؛ وقال المرضى من المجموعة الأولى بأنهم تحسنوا بشكل أفضل بعد استخدامهم لهذا العلاج الذي لم تنتفع منه كثيراً المجموعة الثانية بالرغم من عدم اختلافه إلا في القيمة ولكونه في الأساس وهمي ولا جدوى منه لعلتهم الصحية، وقال الباحثون المشرفون على هذه الدراسة في شرح أسباب اعتقاد المرضى ارتباط ثمن العلاج بفائدته إن توقعاتهم "العقلية" و"التفكيرية" هي العامل الرئيسية في وجود هذه العلاقة الطردية بين القيمة والنفع للدواء المستخدم، وأضاف الباحثون بأن هذه التوقعات الفكرية والعقلية من الممكن تسخيرها للاستفادة منها "نفسياً و"سلوكيا" في علاج المرضى ودفعهم إلى التحسن بشكل أسرع وأفضل.