جاء رمضان وحلّت معه العوائد الرمضانية وبسطت في ارجائه الموائد.. شهر تجتنى فيه الاعراف الجميلة.،. حيث التقارب والتآلف والمواساة وحب الخير والزيارات ومواسم الطاعات.. ومن ذلك: عادة الضيافة الرمضانية وما يقدم للقادم إلى القرى أو المدن أو الحارات من موائد رمضانية سواء في الافطار أو بقية الوجبات، ولقد كان في القديم غرفة في المساجد خاصة بالغريب القادم اليها ناهيك عن عوائد التراحيب والسلام على أهل الاحياء ولكل الاجناس، بل ان البعض قد يفتح جزءاً معيناً في منزله للضيوف وأهل الرأي والهوايات، وقد لا نبالغ إذا قلنا أن ساحات شاسعة في القرى تقطع لهذا الغرض ترويحاً ولعباً ومسامرة رمضانية هذه العادات والتقاليد، وجاء رمضان ليعيد للاذهان هناك أشياء اختفت ولابد من ايقاظ النفوس والهمم لممارستها على أتم وجه.. ولكي يستفيد الشباب والأطفال من عوائد الآباء والاجداد المندثرة وحري بمؤسسات الثقافة والفنون الشعبية التوجه لمثل هذه الاشياء وزرعها في نفوس الشبيبة حتى يخرجوا من روتين القلق والكبت والنوم أو السهر فيما لا فائدة فيه.. واما الموائد فإن نساءاليوم وبناته ممن هن في حاجة إلى العودة لموائد رمضان السابقة والاستفادة من خبرات الجدات والاقارب في تصنيع الاطعمة الرمضانية حتى يحصل المقصود التربوي من رمضان خاصة وان الكثيرات من الشابات لا يعرفن شيئاً عن اصالتهن وعاداتهن واكتفين بصنع الخادمات أو استجلاب المطابخ الجاهزة.. فهل تعي الأمهات لدورهن أم الموضة والسهر بدون فائدة انسياهن الكثير.. وفتشوا في ارجاء قرانا تجدن الكثير من موائد رمضان المندثرة.. تهادوا مع بعض الأسر للاستفادة من مصنوعات المطابخ المتعددة الاذواق وإلى الامام يا وطن الخير والنماء.