سوق الدرب للمأكولات الشعبية الذي تجاوز عشرات السنوات من عمره لازال يعمل منذ ذلك الحين على ماكان عليه من التواضع والإهمال منذ تلك السنين وحتى وقتنا الحاضر دون أي تطور أو تقدم يذكر فيشكر لأمانة مدينة جازان التي تناست وتجاهلت هذا السوق، وكأنه خارج نطاق خدماتها التي شملت السهل والجبل، فظل على ما هو عليه يقبع في طي النسيان والتجاهل المتعمد من قبل أمانة منطقة جازان ممثلة في فرع المجمع القروي الذي لم يرق حتى هذا الوقت إلى مسمى بلدية ليقوم بأداء واجبه تجاه المدينة بمراكزها وأسواقها الكبيرة التي زحفت في الآونة الأخيرة إلى التقدم والتطور الملموس للجميع هذا السوق الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، يمتد على مساحة كبيرة من الأرض الجرداء وسط أكوم من الهناقر المتهالكة والعشش المبعثرة هُنا وهُناك. عدسة (الرياض) جابت أرجاء هذا المكان المحزن والمخيب للآمال رغم شهرته التاريخية الواسعة، ورصدت المزيد من الفوضى والعشوائية للبيع والشراء داخل هذا السوق، على الرغم من تزايد مرتاديه من سكان الدرب والزائرين لهذه المحافظة الرائعة، فعلى امتداد النظر تصطدم العين بمناظر الإهمال وسوء العرض لهذه المأكولات الشعبية المتمثلة في عرض الأسماك المطبوخة وباقي الأطعمة الأخرى مثل الخبز والحلبة ،والسمبوسة، والخضروات والفواكه وغيرها، مكشوفة للأتربة والشمس الحارقة، والذباب والحشرات الأخرى، وعدم وجود مظلات تحمي هذه الأطعمة إضافة إلى أرضية السوق الملبدة دائما بالغبار المتطاير في كل اتجاه 00 إضافة إلى أن الأيادي العاملة في السوق لا تخضع لأي رقابة صحية تذكر.. و(الرياض) وهي تسجل مثل هذه المخالفات الواضحة والصريحة التي تتعلق مباشرة بحياة وصحة المواطن والمقيم فإنها تأمل من أمانة جازان سرعة التحرك إلى هذا السوق والوقوف عن كثب على جملة من هذه الممارسات الخطيرة التي تتم في ظل غياب شبه تام لدور المراقب الصحي من قبل الأمانة.. ووضع الحلول المناسبة لهذا السوق التاريخي الكبير ولا أقل من أن تقوم الأمانة ممثلة في مجمعها القروي بالدرب مؤقتا وخلال شهر رمضان المبارك الذي يشهد فيه السوق نشاطا كبيرا ،برش الموقع قبل بدء السوق بالماء والمطهرات الخاصة لضمان عدم انتقال هذه الأتربة إلى تلك الأطعمة المكشوفة والقضاء على الذباب والحشرات المنتشرة بكثرة في هذه الأماكن الحارة وإلزام الباعة بالشروط الصحية المتبعة في مثل هذه الحالات ومنها ارتداء الكفوف البلاستيكية عند الطبخ والتحضير والحرص على نظافة أماكن وأدوات الطبخ.. أما في المستقبل القريب فإننا نتمنى كما يتمنى أبناء هذا السوق أن نراه وقد تحول إلى سوق معبد ومنظم بالعديد من المظلات الحديثة ومزود بكافة المرافق الخدمية من صحية وغيرها، وتكثيف الجولات الصحية عليه لضمان جودة وصحة ما يعرض فيه ليتحقق للمواطن ممارسة نشاطه التجاري داخل هذه المنظومة المتكاملة من الخدمات والمرافق بكل ارتياح ونشاط .. ولزيادة الإقبال على منتجاته المحلية التي تشتهر بها مدينة الدرب إحدى محافظات منطقة جازان..