على مساحة ترابية تُقدر بأكثر من 2 كيلو متر يحتل سوق الدرب الشعبي موقعه جنوب المحافظة، حيث يُعد ملتقى كبيراً لتجار المواشي جنبا إلى جنب مع بائعي النباتات العطرية ومختلف أنواع الفواكه والخضروات الموسمية التي تمتاز بها المنطقة الجنوبية من المملكة، هذا بالإضافة إلى بروز نشاط ملموس للمرأة السعودية التي لا تقل نشاطا عن الرجل في البيع والشراء وخاصة في بيع الملابس التراثية والسمن والعسل، ورغم صمود هذا السوق العتيق لسنوات عديدة في استقطاب الحركة التجارية وخاصة يوم الخميس الذي يعرف السوق باسمه، إلا أن عوامل الشيخوخة التي ضربت أطنابها أرجاء السوق باتت تهدده بالتوقف عن العمل، (عدسة الرياض) زارت السوق الشعبي ورصدت الواقع الصعب وغير المرضي لتجاهل أمانة منطقة جازان لتطوير وتحسين بيئة السوق الداخلية، مظلات خشبية متهالكة تقبع تحتها أرطال من الأتربة المتحركة التي تعتليها أكوام من البضائع المتناثرة هنا وهناك، وفوضى عارمة تحيط بمفاصل السوق من كل مكان، وتكدس مقزز لأكوام النفايات ومخلفات الباعة تعكر وتخنق أنفاس المتسوقين الذين يحرصون على ارتياده والتجول فيها لشراء بضائعه المتنوعة والاطلاع على الجديد فيه، أياد سمراء مجهولة تسيطر على حركة السوق التجارية في كل زاوية، أمراض متنقلة ومستوطنة في ظل انعدام شبه تام للنظافة العامة، وخاصة في أماكن الجزارين الذين يقومون بسلخ الذبائح وسط أجواء مشبعة بالغبار وعلى أرضيات مليئة بالأتربة، ليضعوها بعد ذلك في أكياس النفايات المكشوفة حيث تتكاثر عليها الحشرات، أما ما تبقى من أجزاء ما يقومون بذبحه من مواش فيرمى بشكل عشوائي أمام المحل حتى تستدل عليها الكلاب الضالة لتعبث بها ليصبح مصدرا للكثير من الأمراض والأوبئة الخطيرة. جانب من عشوائية وفوضى البيع في السوق رمي مخلفات الذبائح ينذر المستهلكين بكارثة صحية وبيئية شيخوخة السوق تهدده بالتوقف