اوغل تنظيم داعش الإرهابي في وحشيته ونهجه الدموي بإقدامه على حرق الطيار الاردني المحتجز لديه حياً وأعلن التنظيم في شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية على شبكة الانترنت الثلاثاء انه أحرق حياً معاذ الكساسبة الذي يحتجزه منذ 24 ديسمبر. ودعا التنظيم في الشريط نفسه الى قتل كل الطيارين المشاركين في حملات القصف الجوي التي ينفذها التحالف الدولي على مواقع التنظيمات الارهابية في سورية والعراق، موردا اسماء قال انها لطيارين اردنيين مع عبارة "مطلوب للقتل". وتضمن الشريط الذي نشر على منتديات الجهاديين على شبكة الانترنت مشاهد مروعة للرجل الذي ألبس لباسا برتقاليا وقدِّم على انه الطيار، وهو محتجز في قفص كبير اسود، قبل ان يقوم رجل ملثم بلباس عسكري قدِّم على انه "امير احد القواطع التي قصفها التحالف الصليبي"، بغمس مشعل في مادة سائلة هي وقود على الارجح، ويضرم النار فيها. الأردن: دم الشهيد لن يذهب هدراً.. ردنا سيكون مزلزلاً وتنتقل النار بسرعة نحو القفص حيث يشتعل الرجل في ثوان، يتخبط أولا، ثم يسقط ارضا على ركبتيه، قبل ان يهوى متفحما وسط كتلة من اللهيب. وفي لقطات لاحقة، يمكن رؤية جرافة ضخمة ترمي كمية من الحجارة والتراب على القفص، فتنطفىء النار ويتحطم القفص، ولا يشاهد اي اثر لجثة الرجل. وتم التقاط المشاهد وسط ركام انتشر بينه عدد من المسلحين الملثمين بلباس عسكري واحد. كما يتضمن الشريط صورًا للطيار معاذ الكساسبة باللباس البرتقالي اياه وهو يجول بين الركام، قبل صور الحرق. وجاء في الشريط ان "داعش" خصصت "مكافأة مالية قدرها مئة دينار ذهبي لمن يقتل طيارا صليبيا". واضاف ان "ديوان الامن العام اصدر قائمة باسماء الطيارين الاردنيين المشاركين في الحملة". وينتهي الشريط بنشر صور واسماء يقول انها لطيارين اردنيين، مع عناوين سكنهم، بحسب ما يدعي، وتحديد هذه العناوين على صور عبر الاقمار الصناعية. وفوق كل صورة كتبت عبارة "مطلوب للقتل"، قبل بث لائحة طويلة من الاسماء والرتب العسكرية التي لا يمكن التحقق من صحتها. وبعد وقت قصير من انتشار الشريط، بث التلفزيون الاردني الرسمي خبرا عاجلا اشار فيه الى ان الكساسبة "استشهد منذ الثالث من الشهر الماضي". (ملك الاردن يقطع زيارة خارجية ) قطع العاهل الأردني الملك عبدالله زيارته إلى الولاياتالمتحدة أمس الثلاثاء بعد نشر الفيديو. وقال التلفزيون في بيان إن الملك وهو أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة قطع زيارته للولايات المتحدة بعد أنباء "استشهاد" الطيار "البطل". واعلنت الحكومة الاردنية الثلاثاء ان رد الاردنيين على تنظيم داعش سيكون "حازماً ومزلزلاً وقوياً". وقال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد المومني للتلفزيون الاردني الرسمي: "ان من كان يشكك بان رد الاردن سيكون حازما ومزلزلا وقويا، فلسوف يأتيهم البرهان وسيعلمون ان غضب الاردنيين سيزلزل صفوفهم". واضاف ان "من كان يشكك بوحشية تنظيم داعش الارهابي فهذا هو البرهان ومن كان يعتقد انهم يمثلون الاسلام السمح فهذا هو البرهان، ومن كان يشكك بوحدة الاردنيين في وجه هذا الشر فسنريهم البرهان". واكد المومني ان "الطيار معاذ الكساسبة لا ينتمي لعشيرة بعينها ولا هو ابن محافظة بعينها بل هو ابن الاردنيين جميعا متماسكين متعاضدين كما كانوا على مدى تاريخهم قدموا التضحيات وقدموا الشهداء، شهداء الجيش وسلاح الجو ونسوره". (الجيش الاردني : دم الشهيد لن يذهب هدرا) هددت القوات المسلحة الاردنية الثلاثاء بالقصاص من قتلة الطيار الاردني معاذ الكساسبة . وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد ممدوح العامري في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي ان "القوات المسلحة تؤكد ان دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدرا وان قصاصها من طواغيت الارض الذين اغتالوا الشهيد معاذ الكساسبة ومن يشد على اياديهم سيكون انتقاما بحجم مصيبة الاردنيين جميعا". واضاف العامري ان الاردن بذل "جهودا مضنية لتخليصه (الطيار) من قوى الشر والظلام، غير ان هذه العصابة المجرمة أبت إلا ان تضع نهاية مأساوية لحياته، نهاية ترفضها كل الاديان والشرائع السماوية". واشار الى ان "طيارنا الباسل اغتيل يوم 3 ثاني يناير، اي قبل شهر من اليوم ليختاره الله شهيدا الى جواره في عليين". (الاعدام لساجدة) افاد مصدر امني اردني مسؤول وكالة فرانس برس الثلاثاء ان حكم الاعدام سينفذ فجر الاربعاء بالانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي كان تنظيم داعش طالب باطلاق سراحها مقابل رهينة ياباني. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "تنفيذ حكم الاعدام سيتم فجر الغد (الاربعاء) بالانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي المحكومة على خلفية تفجيرات عمان عام 2005". واضاف ان "حكم الاعدام سينفذ بمجموعة من الجهاديين على رأسهم الريشاوي والمدان العراقي زياد الكربولي المنتمي لتنظيم القاعدة والمسؤول عن اعتداءات على مصالح اردنية". والريشاوي هي انتحارية عراقية شاركت في تفجير ثلاث فنادق في عمان عام 2005، والتي طالب التنظيم باطلاق سراحها مقابل الصحافي الياباني كينجي غوتو قبل ان يعدمه. الا ان الاردن كان يصر على ان اطلاق سراحها يكون مقابل اطلاق سراح الطيار الاردني معاذ الكساسبة والذي اعدمه التنظيم حرقا كما ظهر في شريط بث الثلاثاء. اما الكربولي فهو متهم بالانتماء لتنظيم القاعدة واعتقلته القوات الاردنية في مايو 2006 واصدرت محكمة امن الدولة الحكم عليه بالاعدام في الخامس من مارس 2007، ولكن الحكم لم ينفذ حتى الآن. واعترف الكربولي في شريط بثه التلفزيون الاردني في ايار/مايو 2006 انه قتل سائقا اردنيا في العراق واستهدف مصالح اردنية. (ادانة دولية ) دانت مصر الثلاثاء اعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا على ايدي تنظيم داعش واعتبرته "عملا بربريا جبانا وهمجيا بشعا" يتناقض مع "قيم الدين الاسلامي وكافة الشرائع السماوية"، في اول رد فعل عربي على الحادث. واعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان عن "إدانة مصر البالغة وبأشد واقسى العبارات جريمة قتل الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش الإرهابي". ووصفت مصر هذه "الجريمة النكراء بالعمل البربري الجبان والهمجي البشع، والذي يتناقض تماماً مع قيم الدين الاسلامي الحنيف ويخالف كافة الشرائع السماوية التي تحض على الرحمة وتصون القيم السامية وتعلي من حرمة النفس البشرية". وأكدت مصر "تضامنها الكامل حكومة وشعبا مع حكومة وشعب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في مواجهة الإرهاب الآثم الذي يستهدف الأمن والاستقرار في كافة دول العالم". كما دان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في دولة الإمارات، الجريمة البربرية البشعة والمقززة التي اقترفها التنظيم الارهابي "داعش" بحق الشهيد الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وقال سموه إن هذه الجريمة النكراء والفعل الفاحش يمثل تصعيدا وحشيا من جماعة ارهابية انكشفت مآربها واتضحت أهدافها الشريرة. وأضاف سموه أنها لحظة فارقة تؤكد من جديد صواب موقف الامارات والتحالف الدولي الواضح والحاسم في التصدي للتطرف والارهاب بكل صوره وأشكاله ودون تردد وبأقصى قوة وحزم. وأكد سموه أن هذه الجماعات الارهابية ومثيلاتها ومن خلال أفعالها الشنيعة وجرائمها الوحشية، تمثل وباء يجب استئصاله من قبل المجتمعات المتحضرة دون هوادة أو ابطاء. وأوضح سموه أنه في هذه اللحظات الحزينة والمؤلمة علينا كمجتمع دولي متحضر أن نواصل حملتنا ضد الارهاب مؤكدين أن علينا كمجتمعات مسلمة على وجه الخصوص، الدفاع الحازم عن ديننا الاسلامي أمام هذه الهجمات والأفعال التي تستهدف تشويهه والنيل من قيمه السامية. واختتم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان تصريحه قائلا: "إننا نقف في هذه اللحظات الحزينة المؤلمة وقفة أخ وشقيق كاملة مع المملكة الاردنية الهاشمية قيادة وشعبا، ومع أسرة الشهيد الطيار، سائلين المولي العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وأن يلهم أهله الصبر السلوان". من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: إن الفيديو الذي يظهر مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة على أيدي مسلحي تنظيم داعش يوضح "الأيديولوجية "المفلسة للجماعة الإرهابية المعنية فقط بالموت والدمار". ولا تزال الاستخبارات الأمريكية تعمل للتأكد من صحة الفيديو ولكن أوباما قال إنه سيكون "دليلاً إضافياً على وحشية وهمجية هذا التنظيم". وتعهد أوباما بأن "يضاعف" التحالف الدولي جهوده لهزيمة داعش. -تظاهرات في عمان بعد بث شريط الإعدام(رويترز) صورة من الشريط للكساسبة يتجول بين الركام (رويترز)-