أعلنت الحكومة الأردنية، الأربعاء، استعدادها إطلاق سراح الانتحارية العراقية المحكومة بالإعدام ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة المحتجز لدى تنظيم داعش منذ نهاية ديسمبر الماضي، وفق ما أكد التلفزيون الرسمي الأردني. ونقل التلفزيون عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، أن "الأردن مستعد بشكل تام لإطلاق سراح السجينة ساجدة الريشاوي إذا تم إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة وعدم المساس بحياته مطلقاً". وأكد المومني أن "موقف الأردن كان منذ البداية ضمان حياة ابننا الطيار معاذ الكساسبة". ولم يتطرق المومني في تصريحاته بأي إشارة إلى الرهينة الياباني كينجي غوتو الذي يحتجزه أيضا التنظيم الجهادي، وهدد بقتله مع الكساسبة خلال 24 ساعة ما لم يتم الإفراج عن الريشاوي، في تسجيل نشر الثلاثاء. ومن جانبه، قال نائب وزير الخارجية الياباني ياسو هيدي ناكاياما في تصريحات للصحافيين في عمان: "نحن لن نتخلى عنه أبداً، وأنا أحاول ضمان عودة الرهينة الياباني السيد غوتو، إلى بلده آمنا. نحن لن نتخلى عنه أبداً". وكان مسؤول حكومي أردني أكد لوكالة فرانس برس في وقت سابق، الأربعاء، أن عمان لا زالت تفاوض لتأمين سلامة الطيار الأردني المحتجز لدى تنظيم داعش نافيا الإفراج عن جهادية عراقية. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه: إن "المفاوضات لا زالت جارية، الأردن لا زال يفاوض" لتأمين سلامة الطيار معاذ الكساسبة المحتجز لدى تنظيم داعش. وأضاف: "نحن نعطي الأولوية لأي أمر في مصلحة الطيار الأردني وسلامته" نافياً تقارير تحدثت عن نقل ساجدة الريشاوي العراقية المحكومة بالإعدام في الأردن من سجنها استعداداً لإطلاق سراحها ضمن صفقة مع التنظيم. تسليم الريشاوي وتحدثت وسائل إعلامية يابانية، الأربعاء، عن تسليم الأردن الريشاوي لأحد شيوخ عشائر الدليم (غرب العراق) تمهيدا لتسليمها لتنظيم «داعش» ضمن صفقة للإفراج عن الرهينة الياباني. وساجدة مبارك عطروس الريشاوي (44 عاما) انتحارية عراقية شاركت في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 نوفمبر 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها إلى معارفها في مدينة السلط (30 كلم غرب عمان) حيث قبضت عليها السلطات بعد عدة أيام. وكان تنظيم داعش أعلن الأسبوع الماضي، قطع رأس الرهينة الياباني هارونا يوكاوا، وطالب بالإفراج عن ساجدة الريشاوي المحكوم عليها بالإعدام منذ نحو تسعة أعوام للإفراج عن الرهينة الثاني، بعدما كان طالب في السابق بمبلغ 200 مليون دولار لإطلاق سراح الرهينتين اليابانيين. وقبض التنظيم الجهادي على الكساسبة في سوريا في ديسمبر، بعد تحطم طائرته "أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش (إحدى تسميات التنظيم الجهادي) الإرهابي في منطقة الرقة السورية"، بحسب عمان. واعتبرت اليابان تهديدات داعش الجديدة بقتل الرهينة اليابانية "دنيئة"، غير أنها مضطرة للتعويل على الأردن لمحاولة إنقاذ مواطنها. وصرح رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي للصحافيين في أعقاب اجتماع وجيز لحكومته، "أنها تهديدات دنيئة تماما، أشعر بغضب شديد". وأضاف: "أنه وضع صعب جدا، وطلبت من الوزراء التحرك بشكل موحد من أجل التوصل إلى الإفراج عن غوتو في أسرع وقت" من قبضة الجهاديين. عائلة الكساسبة من جهته، طالب والد الطيار الأردني سلطات بلاده بالاستجابة لمطالب التنظيم وإطلاق سراح الريشاوي من سجون الأردن حفاظاً على حياة ابنه. وقال صافي الكساسبة في تصريحات أثناء وقفة احتجاجية، مساء الثلاثاء، أمام مقر رئاسة الوزراء في عمان: إن "الدولة الأردنية كانت تطمئننا بخصوص اتصالاتها المفترضة لجهة الإفراج عن ابننا ولم يردنا أية اتصالات جديدة من السلطات المحلية عقب بث شريط الفيديو المنسوب للتنظيم". وأضاف: "نطالب بإعادة معاذ، طلبنا واحد فقط لا غيره، إعادة معاذ بأي ثمن كان". من جانبه، ناشد جودت الكساسبة شقيق الطيار الأردني تنظيم داعش الأربعاء أن "يعتقوا رقبة أخي معاذ وهو مسلم سني، إكراما لله ولرسوله". وأضاف، أن "معاذ عسكري ينفذ واجبات عسكرية تطلب منه ولم يكن بيده حيلة لرفض الأوامر، والرفض يعتبر خيانة عظمى والسجن مصيره". ونقلت صحيفة "الرأي" الحكومية الأردنية، الأربعاء، عن مصادر رسمية قولها إن "الأولوية لحياة الطيار الكساسبة". وأضافت الصحيفة نقلا عن المصادر: إن "الأولوية لحياة الطيار الأردني الكساسبة، حيث لم يعلن التنظيم التعهد بالحفاظ على حياته". وتجمع العشرات من ابناء عشائر الكرك (جنوب المملكة) التي ينتمي اليها الطيار الأردني، وعلى رأسهم والده ووالدته، قرب مبنى رئاسة الوزراء في عمان مطالبين بالاستجابة لمطالب تنظيم داعش والعمل على إطلاق سراح الكساسبة. ورفع هؤلاء صوراً للكساسبة كتب في أسفلها "كلنا معاذ". وظهرت في التسجيل الذي نشر الثلاثاء، على مواقع تعنى بأخبار التنظيمات الجهادية صورة كينجي غوتو وهو يحمل صورة لمعاذ الكساسبة ويقول في رسالة صوتية: أي تأخير من قبل الحكومة الأردنية يعني أنها ستكون مسؤولة عن مقتل الطيار الأردني ثم مقتلي". وأضاف: "لدي 24 ساعة فقط متبقية وأمام الطيار أقل من ذلك (...) الكرة الآن في ملعب الأردنيين".