تقاعدت من أمانة منطقة الرياض عن مدة تزيد عن الثلاثة عقود وكان أسلوبي في الحضور للعمل في وقت مبكر ويكون وصولي لعملي في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً أو يقل عن ذلك قليلاً وطيلة تلك المدة كنت يومياً استبشر خيراً برؤية الموكب المتواضع لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض أطال الله في عمره وبحكم قرب الأمانة من مقام الإمارة اطلعت على سجايا ذلك الرجل العملاق فعرفت أن ساعة وصول مقامه الكريم في وقت مبكر ولا يتغير وعرفت أنه -رعاه الله- يحرص على إعطاء كل ذي حق حقه وعرفت أنه أكثر أفراد الأسرة الحاكمة معرفةً بالقبائل وكبار العشائر وكان يؤكد على إجلاس الناس مجالسهم خلال وقت استقبال الجمهور في ديوان الإمارة للاستماع لمطالباتهم ومعاناتهم، كان صديقي الغالي الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن السلوم -رحمه الله- يعمل سكرتيراً خاصاً للملك سلمان ومحل تقدير عنده وكان -رحمه الله- يتعجب من قوة تحمل الملك سلمان لثقل المسؤولية لأنه -رعاه الله- كان يعمل في الإمارة بنظرة شاملة ويحرص على دقائق الأمور ويضيف إلى أعماله الأمنية انه يتابع ويوجه في كل مشاريع تطوير منطقة الرياض وله نظرة في جميع المديرين العاملين في كل القطاعات التي لها علاقة بمنطقة الرياض ورُسم لجلالته من تلك الأيام جدول مليء بالعمل والمقابلات والاجتماعات وكان جلالته ذا هيبة متجردة من الغرور وكان لا يترك شاردة ولا واردة إلا وعرف عنها كل شيء وبحكم حرصه -حفظه الله- على الانجاز انعكس ذلك السلوك على جميع منسوبي الإمارة وشرطة المنطقة وأقسامها وكذلك المحافظين ورؤساء المراكز، والملك سلمان أطال الله في عمره قريب جداً من كل مواطن وكان خير عون لإخوانه الملوك السابقين -رحمهم الله- فهو جامعة متنقلة للنبل والكرم ورعاية المحتاجين. والملك سلمان يحمل فكراً نيراً جعل مقامه الكريم أكثر زعماء العالم ثقافة ومعرفة بإدارة شؤون البلاد مع إدراكه بحقوق المحكوم على الحاكم كما أنه لا يرضى بالظلم أياً كان مصدره، ويجد سعادته في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ودعم الجمعيات الخيرية على مختلف مهامها وهو دائماً يترجم الأقوال بالأفعال، وعندما تولى مقاليد الحكم على البلاد صار بلا شك خير خلف لخير سلف، وأول ما فكر به هو إسعاد شعبه حينما وجه -أطال الله في عمره- بتلك التوجيهات والتي منها زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي وراتبان للموظفين والمتقاعدين ولم يبالِ بتلك المكارم بالرغم من نزول أسعار النفط حيث انهمرت مكارمه على كل مواطنيه كالمطر واستبشرت بها كل طبقات الشعب كما أنه -حفظه الله- قد وفق في اختيار دماء جديدة من الوزراء والقيادات الأخرى لرغبته الأكيدة في خدمة الناس. نتشرف بالولاء والطاعة ونبارك لأنفسنا ولكافة أفراد الشعب السعودي بهذا الملك الهمام، المحب لشعبه ندعو الله له ولحكومته الرشيدة بالتوفيق والسداد. والله ولي التوفيق..