نعى المؤتمر العالمي الثاني عشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وسأل المشاركون الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجزيه عن الإسلام خير الجزاء. كما تمنى المؤتمر أن يوفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وحكومته لكل خير وأن يعينهم على تقديم المزيد من الجهود لخدمة الإسلام والمسلمين. جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات المؤتمر العالمي الثاني عشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي في مدينة مراكش بالمملكة المغربية صباح أمس الخميس بحضور رئيس المجلس العلمي لجهة مراكش بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية السيد محمد عز الدين المعيار الإدريسي - وتستمر ثلاثة أيام بمشاركة حشد كبير من العلماء والدعاة والمختصين. وشدد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي د. صالح بن سليمان الوهيبي خلال كلمته في الحفل على دور الندوة العالمية في معالجة قضايا الشباب وبين أن الندوة عقدت مؤتمراتها الأحد عشر السابقة لمعالجة قضايا شبابية ومن ثم جاء هذا المؤتمر الثاني عشر "الشباب في عالم متغير" امتدادا لتلك المعاني. وأضاف د. الوهيبي أن هذا المؤتمر يعقد في ظروف دولية حافلة بالأحداث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية وقد صاحب ذلك انفتاح إعلامي غير مسبوق عبر القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي مما أحدث تغيرا في الأنماط الفكرية والنفسية والسلوكية لدى الشباب وهذا أمر يستدعي النظر في التغير الحاصل وتجلية مفهومه ومعرفة سننه. وتعرض الوهيبي إلى موضوع المؤتمر (الشباب في عالم متغير) مشيرا إلى الوقوف بجانب الشباب وترشيد مسيرتهم والاستجابة لتطلعاتهم المشروعة في أمة تزدان بأن نسبة الشباب فيها هي الغالبة، فأمة الإسلام اليوم يشكل الشباب أكثر من 50% من مجموعها. وقال د. الوهيبي أن ما يجري في بعض أطراف عالمنا اليوم من أحوال فقر مدقع واضطراب سياسي واجتماعي متنامٍ وتطرف فكري أو جنوح الحادي لهو مما يقلق المعنيين بأمور الدين والفكر والشباب. ومضى يقول لقد اشتدت وطأة الفقر على مجتمعات كثيرة واضطربت أحوال بعض البلدان كما انتقل الغلو لدى فئات من الشباب من طور الفكر إلى طور العنف وخرج عن الوسطية التي تحترم حق الإنسان في الاختلاف والأمن والعيش الكريم وولد هذا الفكر موجات مضادة في بلاد غربية عدة تدعو إلى نبذ الإسلام وتعرض المسلمون فيها إلى مضايقات مستمرة. ونوه الأمين العام بدعم المملكة العربية السعودية للندوة العالمية للشباب الإسلامي طوال مسيرتها الممتدة لأربعة عقود. وفي ختام كلمته توجه الوهيبي بالشكر الجزيل للمملكة المغربية ملكاً وحكومةً وشعباً على احتضان المؤتمر في أرض مراكش بلد العلماء والمفكرين وخص بالشكر السفارة المغربية بالرياض على تقديم التسهيلات اللازمة. وفي كلمته نوه محمد عز الذين الإدريسي رئيس المجلس العلمي بمراكش بوزارة الأوقاف المغربية بأهمية الشباب وأنهم حملة رسالة كبيرة ويمثلون الطاقة الخلاقة والعزيمة التي لا تلين وأنهم مصدر كل خير وورثة أمانة وهم الوقود الذي تترسخ من خلاله العقيدة الصحيحة ويزول التطرف والإرهاب والأفكار المنحرفة. وتحدث المشير سوار الذهب وأكد بأن المؤتمر يستمد أهميته من مواكبة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وهو ما يستدعينا أن ندعم الندوة العالمية لأهمية عملها وفعالية برامجها وتنوعها مما مكنها أن تقدم لشباب الأمة برامج حضارية هادفة ومشروع وسطي ثاقب وجيد، وأضاف سوار الذهب: أن المؤتمر يجمع كوكبة من العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم وحضور يفوق 700 شخصية مشاركة وهو ما يستدعينا أن ننادي لوقف ما تمر به الأمة من محن وتوترات وهدر للحقوق وسفك للدماء وتطاحن وتنابذ، في ظل عالم اتخذ من الإسلام عدواً بعد هلاك الشيوعية واتخذ في سبيل هذا العداء أساليب متنوعة. كما تحدث كوكبة من العلماء والمفكرين كان أبرزهم الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار بالديوان الملكي السعودي، والشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار العلماء أكدوا فيها على دور الشباب في نهضة الأمة وتشكيل مستقبلها. المشاركون في الحفل