عُرف الملك سلمان منذ أن كان أميراً بمصطلح لم يُعطاه غيره (بالملك الذي لم يتوّج) فهو حفظه الله سابقٌ في ذلك لما يحمل من مكانة كبيرة لدى عموم الناس من كل مكان من أطراف الدولة شرقاً وغربا شمالا وجنوبا، والجميع يعرف أنه حفظه الله تُوكل له الكثير من المهام على مستوى الدولة سواء داخليا أو خارجياً، كما أنه يحظى بشعبية وجماهيرية كبيرة وهذا أمرٌ مشاهد، والملك سلمان له كارزما خاصة وشخصية مستقلة مميزة. عُرف هذا الرجل العظيم بمجلسه وجلسته اليومية للناس والنظر في شؤونهم منذ الصباح الباكر وقلما تجد مسؤولا رفيعا بمستواه يلتزم بشكل يومي وبوقت محدد يمارس عمله بهذه الطريقة، ناهيك عن التنوع الجميل والعجيب في مجلسه والفوائد التي يستفيد منها الحاضرين، على كافة أطيافهم سواء مقيمين أو أجانب، كما تعجب عندما تشاهد مجلسه الكبير ممتلئا بالناس وفي وقت يسير ينتهي المجلس ويخرج الناس منه وقد تم التوجيه بجميع شؤونهم. هذه القدرة المتمكنة وهذا الأفق الواسع لم تأت من فراغ... لقد جاء من خبرة طويلة ومدرسة كبيرة خرجت الملوك إنها مدرسة الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود موحد الجزيرة العربية وخادم البيتين وملك الحجاز ونجد وملك المملكة العربية السعودية، فقد كان سلمان (الأمير) يستلهم من والده الحكمة والرأي ويشاهد مجلس والده وكيف يديره بكل تميز واحتراف وكيف كان يقضي حوائج الناس.. فتربى على الخير وحب الخير للجميع وأنه لا مناص ولا فلاح ولا خير لهذه الدولة بدون كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبالتالي أصبحت العقيدة الإسلامية الصحيحة هي المنطلق والمبدأ الأول لملوك هذه البلاد. ثم رافق هذا الرجل المسدد بقلبه وعقله ملوك هذه البلاد واحداً تلو الآخر واستفاد منهم وكلفوه بمهام ومسؤوليات كبيرة استطاع أن يقودها بكل كفاءة واقتدار. وها هو اليوم يحفظه الله يتوج ملكا للبلاد وخادما للحرمين الشريفين ووالدا لجميع مواطني المملكة العربية السعودية انتقالٌ للسلطة بسلاسة ومبايعة العموم بطلاقة وتعيينات بفراسة وتوفيق من الله سبحانه بلطافة. فقد تطمأن الناس وزالت التخمينات وخاب الأعداء وحصل الخير وسيحصل بإذن الله بقيادة رجل الوفاء والخير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أدام الله توفيقه. الشعب السعودي اليوم حزين لوفاة القائد العظيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته لكن عزائنا بالرجال الذين من بعده عزاؤنا ملك الوفاء ومقرن الخير ومحمد الأمن والأمان بإذن الله تعالى، عزاؤنا بشعب كريم يدعو له في ظهر الغيب، عزاؤنا مكارمه وإحسانه ووقفاته العظيمة التي معالمها واضحة للأمتين العربية والاسلامية بل وللعالم كله، التصق اسمه يرحمه الله بالسلام والانسان والخير. فهنيئاً له آثاره الطيبة وأعماله الخيرة وشعبه الذين أحبوه بحق ولا أدل على ذلك من تميزه بكلمة (بابا عبدالله) سمعناها من الأطفال وسمعناه من الكبار وسمعناه من الرجال والنساء، والد الجميع في عسرهم ويسرهم وقد أقبل على رب رحيم رحمان يشمله بعفوه ورحمته وغفرانه، اللهم آمين. *مدير المجمع التعليمي بجامعة الملك سعود