عبر عدد من المثقفين والمثقفات ورجال الإعلام عن بالغ حزنهم بالمصاب الجلل في وفاة المغفور له -بإذن الله تعالى- الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث قالوا: فقدت بلادنا السعودية وأمتنا العربية وعالمنا الإسلامي والدول الأوروبية والأمريكية والآسيوية شخصية سياسية خبرها المجتمع الدولي حنكة وقيادة وإدارة، فمنذ ما يقارب العشر سنوات وهو يتحرك سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا في مضمار الوطن السعودي والعالم أجمع بصفته أحد صنّاع الكيان السعودي وأحد معالم السياسة الحكيمة على كافة المستويات، مشيرين إلى أنه -رحمه الله تعالى رحمة واسعه- كان يعمل على تطوير التنمية الثقافية في المملكة؛ ليرتقي بها في مصاف دول العالم أدبيا وفنيا. تبرع سخي للأندية الأدبية في هذا السياق قال رشيد الصقري نائب رئيس النادي الأدبي بحائل: "دعم الملك عبدالله - رحمه الله- الثقافة باستمرار، ورفع سقف الحرية في الصحافة، والإعلام، وأهتم بالمثقفين وتابع أحوالهم فمنهم من أمر بعلاجه على نفقته الخاصة، وكان لتبرعه السخي بعشرة ملايين لكل ناد أدبي أثر كبير وطيب على نشاطات ومطبوعات الأندية واستثمرته بعض الأندية في بناء مقرات لها. وأكد الصقري على أن من أهم المشاريع الثقافية التي تبناها -رحمه الله- حوار الأديان الذي قرب بين الشعوب هذا على الصعيد العالمي، أما الصعيد المحلي فهو إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وزاد الصقري: "تعتبر هذه الإنجازات جزءاً يسيراً من اهتمام الملك عبدالله -رحمه الله - ببناء الإنسان السعودي ثقافياً؛ لذا فإنه بسبب هذا المصاب العظيم نرفع أحر التعازي للأسرة المالكة والشعب السعودي والأمة العربية وبالغ المواساة في فقيدنا الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وندعو الله أن يبارك لنا في خليفته وعضده الملك سلمان أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية". رجل الثقافة الأول وشبكة إعلامية ضخمة في عهده المثقفة وعضو جمعية نادي حائل الأدبي الأستاذة خيرية الزبن عبرت عن هذا الرحيل المؤلم بقولها: "رحم الله فقيدنا فقيد الأمه العربية والإسلامية فقد كان رجل الثقافة الأول في إرسائه ودعمه للثقافة في المملكة وإعداده لااستراتيجية التنمية الثقافية وتطويره للثقافة بقطاعيها الحكومي والأهلي، وهو أول من دعا إلى حوار الثقافات والأديان"، وأكدت الزبن على أن المملكة في عهده امتلكت شبكه إعلاميه ضخمة متمثلة في وزارة الثقافة والإعلام وانتشرت في عصره الكثير من القنوات الإعلامية والثقافية التي تدعم المثقفين والمثقفات، وأخذت الثقافة في عهده الكثير من التوسع والانتشار من خلال الفعاليات الثقافية داخل المملكة وخارجها، مضيفةً أن ثقافه الحوار انتشرت وانتشرت كذلك المؤسسات الثقافية مثل الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون والمكتبات والفنون التشكيلية والمسرحية ويعتبر مهرجان الجنادرية أكبر تظاهره ثقافية في عهده، كذلك معرض الرياض الدولي للكتاب أحد المعالم الثقافية والفعاليات والأسابيع الثقافية السعودية في بقاع العالم من ضمن اهتمام الملك عبدالله، حيث حظيت بنصيب وآفر من الاهتمام والتطوير، وأيضا كان للمرأة نصيب كبير من الدعم الثقافي حيث أتاح لها الراحل العظيم الملك عبدالله شرف الانتخابات في مجالس الأندية الأدبية والثقافية. ملكٌ علم شعبه أهمية الإنسان والإنسانية الكاتب الناقد عمر فوزان الفوزان عبر عن هذا الرحيل بأن خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان كالصاعقة على قلوبنا وعقولنا كونه بالنسبة لنا كيانا كبيرا؛ فهو ملك علمنا محبة الناس، علمنا أهميه الإنسانية للإنسان، ملك نهض بالوطن وفق العدالة الاجتماعية والتوازن التنموي، ملك نفذ العديد والكثير من مشاريع البنى التحتية والتنمية المستدامة، ملك هدفه بناء الإنسان السعودي ليكون منتجاً، ملك همه التغيير والإصلاح وفق تقدم وتطور الوطن وإصلاحه في كافة المجالات، ملك علمنا محبة الحكمة ملك أصل لدينا الحوار لذا أحببناه في قلوبنا وعقولنا. وأضاف الفوزان أنه لن يسجل التاريخ إلا الأخيار من الحكام الذين يهمهم كرامة الإنسان ورفاهيته، ومن هذا السياق فلقد استبشرنا كثيرًا بالإنسان المثقف الملك سلمان الذي يملك الثقافة والخبرة والتجربة والإرادة والإدارة والتغير نحو الافضل والرقي والنهوض بالوطن، كذلك استبشرنا بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن الإنسان المتواضع، المنتظم المنظم الراقي التقدمي الذي يهمه أن يكون الوطن من أفضل أوطان العالم، كذلك استبشرنا باختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد وزيرا للداخلية، هذا الأمير الذي يتمتع بحنكة ورؤية ثاقبة وذكاء لا محدود وإرادة صادقة في مجال حفظ الامن وحفظ حقوق المواطنين والمحافظة على النسيج الوطني والسلم الأهلي وفق استقرار الوطن وتحديث الأجهزة الأمنية فهو نموذج متكامل للمسئول الأمني المثالي المعاصر. الراحل الكبير رسخ مبادئ العدل والإنصاف أشار الإعلامي علي حمود العريفي بأن الوطن فقد بفقد الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائدًا فذًا مجددًا ومصلحًا همه الوطن والمواطن، فلقد استحوذ حبه على افئدة كل شرائح المجتمع رسخ مبادئ العدل والانصاف والتعايش والحوار في الداخل والخارج وجعل المملكة رائدة في حوار الحضارات والتعايش بين الثقافات واتباع الديانات واكسب المملكة ثقلا سياسيا واقتصاديا وجعل المملكة من دول العشرين المؤثرة في العالم. أصلح القضاء ونقل التعليم نقلة نوعية افتتح الجامعات حتى وصل عدد الجامعات إلى خمس وثلاثين جامعه بين حكومية واهلية تبنى مشروع ابتعاث الشباب السعودي من الجنسين يسجل له التاريخ بناء الانسان السعودي له مواقف خالدة في العالم العربي ينشد السلام والعدل والمصالحة بين الزعماء ونقل مجلس التعاون إلى الإتحاد الذي يفضي إلى القوة والتكاتف له مشاريع عظيمة في شبكة الطرق وربط القرى والهجر بالمدن. وأكد العريفي في حديثه: لقد أصبح الملك عبدالله -رحمه الله- رمزا وطنيا عالميا رحمه الله رحمة واسعه حيث بكاه الوطن وفقدته القلوب بايع الوطن الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف وسعد الوطن بالانتقال السلس للسلطة. غاب الملك لتبقى إنجازاته من جهةٍ أخرى قال الكاتب والروائي السعودي صالح عبدالعزيز العديلي: بالأمس القريب كان الملك عبدالله رغم ظروف مرضه، يبكى على شهداء الوطن، واليوم شعبك بكل فئاته وأطيافه ياأبا متعب يشهدون بحبك، ويبكون على فراقك، غاب ملك الانسانية وحبيب الشعب، وبقيت إنجازاته المادية والمعنوية شاهدة على سيرته العطرة، قاد المملكة إلى مصاف دول العالم الأول وحمل في قلبه حباً للجميع، مات ملكا، وحكم ملكا، وشوارعنا وأحياؤنا ومدننا وبلادنا على امتداد مساحاتها وحدودها في أمن وأمان، لا استنفار أمنياً، ولا ثكنات عسكرية، والأمن بفضل من الله سبحانه وتعالى مستتب، وما تغير فقط هو حزننا على فقيد الأمة عبدالله بن عبدالعزيز، وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد الطاهرة النقية التي حكّمت شرع الله، واحترمت عادات وتقاليد أبناء الجزيرة العربية، لقد شهد عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عددا هائلا من الإنجازات تنوعت وتوزعت على كافة أرجاء ومناطق المملكة، وكان من أبرزها تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وإنشاء عدد من المدن الصناعية السعودية، وكذلك تخفيض أسعار البنزين ودعمه، وإنشاء الصناديق الإستثمارية والمؤسسات الاجتماعية التي تصل وتعين ذوي الحاجة وذوي الدخل المحدود، وإعفاء عدد من مقترضي البنك العقاري من الاقساط، كما شهد عهده تطوير غير مسبوق في الحرمين الشريفين. مستشهدًا العديلي بالإنجازات الإدراية والعملية التي قامت في عهده وإنشاء أجهزة لمراقبة ومكافحة الفساد، وتطوير نظام القضاء، وتخليص أبنائنا من وعثاء السفر وكآبة المنظر وذلك بإنشاء وتأسيس الكثير من الجامعات في الكثير من المناطق، وربط الكثير من المدن والمناطق بخطوط حديدية، وطرق سريعة، ويضيف العديلي بجانب هذا كله مساحة الحرية التي اتسعت في عهده، والتي مكنت المواطن من الوقوف على قدميه للتعبير عن حقه، دون رهبة وخوف، والمطالبة به بكل جرأة وأدب. أنموذج للثقافة وذكرى من نور كما عبرت المثقفة تركية الأشقر عن بالغ حزنها في فقيد الأمة وفقيد الشعب بالأخص الذي خلد تاريخا فذا وكان أنموذجا للثقافة وجميع المجالات الحياتية، والذي ارتقت على يداه مملكتنا وأصبحت تمثل دول العالم عالميا في المجالات الأدبية وغيرها. معتبرةً الأشقر أن المغفور له قد أنفق أيامه على خدمة وطنه، وأهدر وقته على راحة أمته، ولما توارى سنا الأيام، وخبا نور العمر، رحل ودخل في ظلمة أكفان وبقي له في قلوبنا نور ذكرى وامتنان، وحياة ملك في نفوسنا لم تزل بصفحات المجد والتاريخ محفوظات. واصفةً الأشقر الملك عبدالله بأنه ملك أعطى الكثير والكثير لشعب يكن له الكثير من الحب والاخلاص، فلقد أعطى في وقت قياسي العظيم من الانجازات في كل المجالات الطبية والصحية والرياضية والاجتماعية والثقافية والسياسية.