كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله الأب الحنون لجميع أفراد شعبه بمختلف شرائحهم حيث وهبهم جل اهتماماته وجهوده، ولقد بدأ رحمه الله أول ما بدأ بالفقراء ثم المحتاجين وذوي الدخل المحدود، فقد سلط رحمه الله الضوء على الفقر بين مواطني المملكة كقضية ملحة يجب التعامل معها فوراً، فبادر رحمه الله بتسليط الضوء على القضية لتثمر عن تأسيس "الصندوق الخيري لمكافحة الفقر" في عام 2003م، ليكون إحدى آليات الاستراتيجية الوطنية لمكافحة هذه الظاهرة، وعمل الصندوق على دعم الفقراء القادرين على العمل بإنشاء مشروعات استثمارية صغيرة أو مشاركتهم في رأس مالها، وتيسير الإجراءات الإدارية والمتطلبات النظامية. وفى إطار استراتيجية مكافحة الفقر تمت زيادة المخصصات المقدمة للأيتام ذوي الظروف الخاصة ومن في حكمهم بمبلغ اثنين وثمانين مليون ريال سنويا، كما أقر مجلس الوزراء بتاريخ الرابع والعشرين من محرم عام 1424 ه تأسيس المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بهدف مساعدة الأيتام ومن في حكمهم من ذوي الظروف الخاصة، واعتمدت الدولة برنامج "المساعدات الطارئة" للأسر الواقعة تحت خط الفقر المطلق التي تتعرض لحالات طارئة حرجة تتسبب في زيادة معاناتها أو تعرضها لمشكلات مثل: وفاة المعيل أو سجنه أو مرضه أو مرض الأبناء أو حوادث الحريق في المنزل أو الكوارث الطبيعية ونحوها على أن تحدد سقوف هذه المساعدات بحسب الحالة ودرجة المعاناة. دعم المؤسسات كما حرص خادم الحرمين الشريفين رحمه الله على دعم المؤسسات الخيرية وتطوير دورها من مجرد تقديم المساعدات المالية إلى توفير الخدمات المباشرة وغير المباشرة التي تساعد الفقراء على وجه الخصوص على الاعتماد على النفس، فزادت من مخصصات هذه الجمعيات من مئة مليون ريال إلى ثلاث مئة (300) مليون ريال سنويًا، أما البسطاء وذوو الدخل المحدود فلم يغفل عنهم خادم الحرمين رحمه الله حيث أصدر في السابع عشر من رجب عام 1426ه أمراً ملكياً بزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي للأسرة إلى (28.000) ريال في السنة.وقد كان قرار الملك الراحل رحمه الله بزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي حافزا لتطوير الضمان الاجتماعي لخدماته، فاستحدث مشروعات جديدة مثل فرش وتأثيث الإسكان الشعبي، وكذلك مشروعات الأسر المنتجة، وتقديم الدعم المادي والمساعدة لهذه الأسر الفقيرة بهدف تحويلهم من أسر معولة إلى أسر عائلة قادرة على العمل والإنتاج، وفى السادس من رجب عام 1427ه الموافق الحادي والثلاثين من شهر يوليو 2006م، أقر مجلس الوزراء الموافقة على مشروع نظام الضمان الاجتماعي المرفوع من وزير الشؤون الاجتماعية، ومن أبرز الملامح العامة للنظام أن يقتصر الانتفاع من أحكام هذا النظام على المواطنين السعوديين المقيمين في المملكة إقامة دائمة، واستثناء من شرط الجنسية تستفيد من أحكامه أيضاً المرأة الأجنبية المتزوجة من سعودي، أو أرملته التي لها أولاد منه، وكذلك أبناء الأرملة السعودية من زوجها الأجنبي، إضافةً إلى المعوقين والأرامل ذوات الأيتام، والأيتام ممن لا تتوافر لديهم وثائق إثبات الجنسية السعودية ولديهم بطاقات تنقل، وذلك وفق الشروط التي تحددها اللائحة التنفيذية للنظام. دعم تكميلي وفى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- تم أيضا استحداث ودراسة خمسة برامج لمساعدة المحتاجين، وهي ترميم المنازل، والحقيبة المدرسية، والزي المدرسي، والمساعدة في توفير الأدوية للأمراض المستعصية، والمساهمة في فواتير الخدمات وتوفير تكاليف المواد الغذائية، وشملت عطاءات خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- جميع أبناء المجتمع السعودي ولتكشف مدى التواصل بين القيادة والشعب، وتحقق أرقى صور التكافل الاجتماعي، وأبرزها موافقة مجلس الوزراء على استحداث "برنامج الدعم التكميلي" لسد الفجوة بين الدخل الفعلي للأسر والأفراد والفقراء فقراً مدقعا وخط الفقر وذلك بحسب دراسات خطوط الفقر المتحركة المعتمدة رسميا في المملكة وبحدود حجم دعم يبلغ (264.000.000) مائتين وأربعة وستين مليون ريال سنوياً، إلى جانب دعم الصندوق الخيري الوطني بمبلغ (300.000.000) ريال سنوياً، وزيادة المخصصات المقدمة للأيتام ذوي الظروف الخاصة ومن في حكمهم بمبلغ (82.000.000) ريال سنوياً، وتشمل إعانات الأسر الحاضنة، والإعانات المدرسية، ومكافأة نهاية الحضانة، وإعانات الزواج، ومكافآت المقيمين في دور رعاية الأيتام. كما أنّه تم إعداد برنامج باسم "المساعدات الطارئة للأسر" الواقعة تحت خط الفقر المطلق، والتي تتعرض لحالات طارئة حرجة تتسبب في زيادة معاناتها أو تعرضها لمشكلات، مثل: وفاة المعيل أو سجنه أو مرضه أو مرض الأبناء أو حوادث الحريق في المنزل أو الكوارث الطبيعية ونحوها، على أن تحدد سقوف هذه المساعدات بحسب الحالة ودرجة المعاناة، وزيادة مخصصات الجمعيات الخيرية من (100.000.000) ريال الى (300.000.000) ريال سنوياً، كما أقر مجلس الوزراء كذلك نظام الضمان الاجتماعي والذي من أهم مميزات النظام انه يشمل كل من تجاوز (60) من العمر وليس له عائل مقتدر أو دخل كاف بحيث يضم إلى الضمان دون التحويل للجان الطبية. عائلة المستفيد وشمل النظام الجديد عائلة المستفيد في المعاش والمساعدة الضمانية بما لا يتجاوز ثمانية أشخاص، وجاء فيه أنّ النظام الجديد للضمان الاجتماعي يضيف المرأة غير السعودية المتزوجة من سعودي في المعاش المخصص له إذا ثبت استحقاقه، وإذا توفي شملت زوجته غير السعودية بوصفها أرملة، يشمل فئات أخرى كالأرملة السعودية من زوج أجنبي والمعوقين والأرامل ذوات الأيتام الذين لديهم بطاقات تنقل، كما أنّ النظام أجاز استمرار الصرف لمن تجاوز سن الثامنة عشرة من أبناء المستفيدين وبناتهم إذا كانوا يواصلون تعليمهم ولم يلتحق احد منهم بعمل حتى بلوغه السادسة والعشرين من العمر أو تخرجه ايهما اقرب اما البنات فيستمر الصرف لهن حتى زواجهن أو التحاقهن بوظيفة. كما اشتمل القرار على زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي من (16200) ريال إلى (28.000) ريال في السنة، وتخصيص مبلغ (8.000.000) ريال لمشروعات الإسكان الشعبي المخصصة للفقراء ومحدودي الدخل، وفي الاتجاه ذاته كانت موافقة خادم الحرمين الشريفين -رحمه الله- على خطة وزارة الشؤون الاجتماعية لإنشاء (16.000) وحدة سكنية ضمن مشروعات الإسكان الشعبي في مناطق المملكة الثلاث عشرة بتكلفة إجمالية (2.400.000.000) ريال، وذلك ضمن خطة كبرى لإنشاء (64.000) وحدة بتكلفة تزيد عن (10) مليارات ريال. محاربة الفقر وتحظى الجمعيات والمؤسسات الخيرية بعناية خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وتتعدى صور هذه العناية ما بين الرعاية المباشرة لأنشطة هذه الجمعيات أو توفير ما يلزمها من دعم مالي لتمويل برامجها وأنشطتها في خدمة فئات المجتمع من الفقراء والأيتام والأرامل وغيرهم، وتمثل جهود وعطاءات خادم الحرمين الشريفين -رحمه الله- في مد يد العون للفقراء والمساكين نموذجاً عملياً رائعاً، من خلال مساعدة الفقراء ليساعدوا أنفسهم، وتعد تجربة صندوق محاربة الفقر، الذي يرفع شعار "تساعدهم ليساعدوا انفسهم" تجربة رائدة في هذا المجال، فليس الهدف هو تشجيع الموسرين والمحسنين على تقديم المساعدات المالية والعينية للفقراء، بل تنمية قدرات الفقراء لتجاوز حالة الفقر وتوعية الفقراء أنفسهم بذلك، من خلال رسالة موجهة لكل فقير مفادها "بداخلك طاقة لا تقتلها بذل السؤال". ولا تنحصر جهود خادم الحرمين الشريفين -رحمه الله- في مجال رعاية الأيتام عند تقديم الدعم المادي للجهات والمؤسسات المعنية بذلك عبر وزارة الشؤون الاجتماعية أو غيرها، بل تمتد لتوفير فرص التعليم والعمل لخريجي ونزلاء دور وجمعيات رعاية الأيتام بما يؤهلهم لحياة مستقرة وآمنة كغيرهم من المواطنين، إضافةً إلى توفير فرص التعليم في جميع المدارس والجامعات السعودية لهؤلاء الأيتام، كانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين رحمه الله بمنح الأيتام فرص الابتعاث للدراسة بالخارج، وذلك لتحفيز الايتام أسوة بغيرهم من أبناء المملكة وحافزاً لهم على مواصلة دراستهم الجامعية ونيل أرفع الشهادات، تأكيداً على أنّهم جزء لا يتجزأ من المجتمع يستحق كل رعاية واهتمام، حتى يعتمدوا على انفسهم ويقفوا على اقدامهم في شتى مناحي الحياة الوظيفية والاجتماعية والأسرية. وامتداداً لمبادرات وعطاءات خادم الحرمين الشريفين -رحمه الله- في رعاية جميع فئات المجتمع بما في ذلك نزلاء المؤسسات الإصلاحية تأتي أوامره الكريمة بسداد ديون الموقوفين في الحقوق الخاصة ممن عليهم ديون أو ديات يعجزون عن سدادها وبعض سجناء الحق العام، لتطلق سراح الآلاف من أبناء الوطن والمقيمين بالإضافة الى ما تقدمه الدولة من دعم للسجناء وأسرهم والمفرج عنهم من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية واللجنة الوطنية لرعاية السجناء، وحققت مناشط الرعاية الاجتماعية في المملكة خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً ملحوظاً لا تقل نتائجه عما حققته العديد من دول العالم في سنوات طويلة، وهذا يعود إلى ما هيأته لها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله من اهتمام خاص ودعم مستمر. رعاية الأيتام وترعى وزارة الشؤون الاجتماعية المعاقين، والمسنين، والأحداث، والأطفال، والفئات المحتاجة في المجتمع وغيرهم؛ لأنّها الجهة المسؤولة عن توفير الرعاية الاجتماعية للمواطنين، من خلال عشرات البرامج والمشروعات التي تم تنفيذها وتسهم في رفع المستويين الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، والأخذ بأيديهم نحو مساعدة أنفسهم عن طريق تنفيذ أنشطتها المتعددة التي تأتي في مقدمتها خدمات الرعاية الاجتماعية، وأنشطة تنمية المجتمعات المحلية، وأنشطة التعاون، كبرامج رعاية الطفولة والتي تجسد حرص الدولة على الاهتمام بالطفولة في جميع المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والنفسية، فقد حرصت على ايجاد المناخ المناسب لنشأة الأطفال من ذوي الظروف الخاصة من سن الميلاد حتى السادسة من العمر، من خلال دور الحضانة الاجتماعية البالغ عددها حالياً (4) دور اجتماعية في مختلف مناطق المملكة، وواحدة تحت التأسيس. ويحظى الأيتام بالرعاية الشاملة ومن في حكمهم من الأطفال الذين بلغوا سن السادسة من العمر من الجنسين، وفقدوا الحنان الطبيعي بوفاة أحد الوالدين أو كليهما أو أبناء المسجونين أو المرضى العاجزين عن العمل أو الذين فقدوا عوامل التنشئة الاجتماعية السليمة داخل أسرهم، من خلال دور التربية الاجتماعية وعددها حالياً (14) داراً منها (11) داراً للتربية الاجتماعية للبنين تستقبل الأطفال من سن السادسة حتى الثانية عشرة من العمر ومؤسستان للتربية النموذجية تستقبلان الاطفال بعد ذلك حتى (18 )، وثلاث دور للتربية الاجتماعية للبنات تستقبلهن من سن السادسة، وتقوم على تربيتهن ورعايتهن وتعليمهن ويبقين بها حتى يتم اعدادهن ليصبحن ربات بيوت قادرات على تهيئة حياة أسرية كريمة، وتصرف لكل واحدة منهن عند زواجها منحة مالية لمرة واحدة قدرها (30.000) ريال لمساعدتها على بدء حياتها الجديدة، مع شمول المنحة للذكور والإناث. ولا يقف اهتمام الوزارة عند رعاية الأيتام والأطفال ذوي الظروف الخاصة ومن في حكمهم على الرعاية داخل الدور الاجتماعية بل يعهد برعاية الكثير منهم إلى أسر يتم اختيارها وفق معايير اجتماعية خاصة وذلك فيما يسمى ببرنامج الرعاية البديلة، وتولي الدولة عبر وزارة الشؤون الاجتماعية اهمية كبرى لمشكلة جنوح الأحداث من خلال تدابير وقائية تتمثل في (5) دور للتوجيه الاجتماعي، تهتم برعاية حالات الأطفال المعرضين للانحراف نتيجة ظروف أسرية أو عوامل بيئية غير متوافقة الذين تتراوح أعمارهم بين (7-18) عاماً، من خلال (14) داراً حالياً للملاحظة الاجتماعية، منها ثلاث مؤسسات لرعاية الفتيات تنفذ عدداً كبيراً من البرامج الاجتماعية والنفسية والثقافية، وبرامج التدريب المهني والفني والأنشطة الرياضية الهادفة لتقويم جنوح الاحداث وتأهيلهم واعدادهم اعداداً جيداً للتكيف مع قيم المجتمع وعاداته بينما تتولى وزارة التربية والتعليم توفير البرامج التعليمية بمراحلها الثلاث داخل هذه الدور والمؤسسات، ويلقى كبار السن والعجزة غير القادرين على خدمة انفسهم والمرضى النفسيين، الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية وبرامج الثقافة الدينية والترفيهية المناسبة لكبار السن، من خلال (10) دور لرعاية المسنين تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية. فقيد الأمة عالج مشكلاتهم .. وكانوا قريبين منه في عهد الراحل الكبير انطلقت قوافل البحث الميداني عن مستحقي الضمان الفقراء كانوا في قلب ووجدان الملك عبدالله رحمه الله