يحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على جعل خدمة المواطنين والمجتمع من اهم اولوياته في كل اعماله وزياراته الداخلية والخارجية ولا ادل على ذلك الا اشرافه ورعايته في إطار زيارته الاخيرة إلى جمهورية الصين الشعبية خلال العام الماضي، على توقيع اتفاقية برنامج للتعاون بين وزارة التجارة والصناعة في المملكة والهيئة العامة لرقابة الجودة في الصين . وتهدف الاتفاقية التي رعاها الملك سلمان للحد من تدفق البضائع الاستهلاكية المقلدة والمغشوشة للأسواق السعودية وذلك باتخاذ عدة تدابير منها وضع قائمة سوداء بأسماء التجار والمصانع التي تتورط في تقليد وغش المنتجات في كلا البلدين، وضمان عدم تمكنها من التصدير أو الاستيراد للبلد الآخر، إضافة لوضع قائمة سوداء بالمختبرات وجهات منح شهادات المطابقة المخالفة للأنظمة المحلية المتورطة في تداول سلع مقلدة أو مغشوشة. ووفقا لتقديرات اقتصادية فإن السلع المقلدة والمغشوشة تكبد المملكة خسائر سنوية بحوالي 22 مليار ريال، تمثل حوالي 39٪ من السلع المعروضة في الأسواق، وتشير الارقام الى أن 70٪ من السلع المقلدة قادمة من الصين . وتضمنت الاتفاقية معاقبة المستوردين المتورطين في الغش والتقليد في بلد الاستيراد وإشعار الطرف الآخر لمعاقبة المصدر والصانع، وتبادل المعلومات عن نتائج المختبرات والجهات المانحة لشهادات المطابقة التي تكون مخالفة للواقع، وتبادل الاجتماعات بين الطرفين لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاقية بكل حرص ودقة. وستدخل العقوبات التي أقرت في الاتفاقية ضمن نظام عقوبات الغش التجاري،الذي تطبقه وزارة التجارة والصناعة ومن بينها أنظمة التشهير والغرامات، وغيرها من وسائل العقاب الموجودة في نفس النظام، فيما سيطبق الجانب الصيني العقوبات المقررة في نظامه الخاص به. وبحسب المشاورات الاخيرة بين الجانبين السعودي والصيني فانهما سيعقدان اجتماعات كل ثلاثة أشهر وذلك من خلال الجهات المختصة في المملكة والملحق التجاري السعودي في الصين لضمان تنفيذ الاتفاقية على النحو المأمول. واشرف الملك سلمان خلال زيارته للصين على مراسم توقيع عدة اتفاقيات بين المملكة والصين في عدد من المجالات المشتركة بين البلدين, حيث اشتملت الاتفاقية الأولى على برنامج تعاون بين وزارة التجارة والصناعية في المملكة والمصلحة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر الصحي في الصين ,فيما كانت الاتفاقية الثانية مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة وإدارة الفضاء الوطنية الصينية للتعاون في علوم وتقنيات الفضاء. واشتملت الاتفاقية الثالثة على مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في مشروع إنشاء المقر الجديد لجامعة ليوليانغ بمحافظة شنسي الصينية ,وكانت الاتفاقية الرابعة قد اشتملت على التعاون في تنمية الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في المملكة وهيئة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة التجارة في الصين . وعلى ذات السياق اتسمت جولة الملك سلمان بن عبدالعزيز الاخيرة لدول القوى الاسيوية ممثلة في باكستان واليابان والهند والصين والمالديف بالبعد الاستراتيجي بالنسبة إلى السياسة السعودية من ناحية وجهتها وكذلك توقيتها، وتشمل هذه الجولة زيارة باكستان واليابان والهند ودولة المالديف، إذ تمثل هذه الدول ثقلاً سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً في القارة الآسيوية التي بدأت بوادر منافستها للقارتين الأوروبية والأميركية الشمالية واضحة، فهناك دولتان من دول القارة تحتلان المركزين الثاني والثالث اقتصادياً، هما الصين واليابان، والصين مرشحة لقيادة العالم اقتصادياً عام 2019. وتعكس هذة الزيارات الافق الواسع لدى القيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والساعية لخدمة المملكة سياسيا واقتصاديا والمساهمة في تعزيز التنمية الاقتصادية والتنويع الصناعي في البلاد عبرالشراكة ومد جسور التعاون مع نظراء المملكة بدول العالم المختلفة . الملك سلمان أثناء رعايته توقيع اتفاقية التعاون بين المملكة والصين الملك سلمان خلال لقائه الامبراطور الياباني