منذ الساعات الأولى لإعلان خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله- أطلق العديد من "المرجفين" من خلال موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" جملة من الإشاعات والتكهنات التي سعوا من خلالها إلى شق وحدة الصف بين المواطن والقيادة الرشيدة، وذلك بإطلاق العديد من التغريدات المسيئة والأخبار المفبركة تحت غطاء أسماء ومعرفات وهمية وحسابات خارجية معادية، سعت بشتى الطرق من خلال تداول تلك التغريدات والرد عليها وتصديقها إلى زرع مفهوم إختلاف القيادة على السلطة وصعوبة الانتقال السلس للحكم بعد وفاة المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكل هذا جاءت ردة الفعل الغاضبة من قبل المواطنين وإستنكارهم لمحاولة هولاء زعزعة الأمن في المملكة متسائلين عن اهدافهم الإجرامية، هذه المعرفات وجدت من السعوديين وحدة الصف والكلمة فالمعرفات السعودية امتلئت بالدعوات والرحمة للملك عبدالله والبيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في ردة فعل كسرت رماح الحقد وتطلعات هذه الفئة الحادقة على تماسك وقوة الشعب السعودي الوفي. فكما يعرف غالباً ما تكون "الأزمات" بيئة خصبة لتداول الأخبار المتناقضة، باختلاف مستوياتها وظروفها، لهول موقفها وسرعة تداعياتها التي لا تمهل أصحابَ الشأن وقتاً لقراءتها، واتخاذ القرار الأمثل حيالها، والتي تساعد كثيراً في وضع المبررات المناسبة لها حتى لا تتسرب الأخبار التي تؤدي إلى إعطاء صورة مغلوطة عن الحدث، في هذا الظرف الهستيري المحموم، تنشأ لشائعة، ما بين مقل ومستكثر لها، إذ إن العقول غير النقدية مهيئةٌ لتلقيها ونشرها دون التفات لأثرها. ومع ذلك كان وعي وثقته المواطن بالقيادة الرشيدة وفي مكانة دولته المملكة امام العالم حجر عثرة امام المحرضين والمخربين، ولاشك أن الرهان الدائم لاستقرار الوطن يعتمد على المواطن ومدى وعيه وقدرته على التصدي لمثل هذه الأصوات والمواطن السعودي المثقف مسلح بالعلم قادر على الرد على كل الشائعات محكم عقله في كل موقف يلجأ لصوت العقل والحكمة ولا يستطيع كائن من كان أن يؤثر فيه بمجرد شائعات من اسماء مستعارة أو آخرى معروفة لديه ومدى عدائها للوطن ولقيادته وشعبه وسعيها للتخريب حيث تحمل في داخلها الحسد والغيرة على هذه البلد المتكاتف، والمملكة رسخت مبدأ دور المواطن وعززت فيه القدرة على مواجهة التحديات بشتى اشكالها وانواعها الأمنية والاقتصادية والسياسية. ومع ذلك اعلن المواطن السعودي بوعية وثقافته ومبادئه سقوط خشافيش الظلام في "تويتر" ليؤكد للعالم أجمع بأنه ليس من السهل كسر ولائه لوطنه بمجرد كلمات تنبع من قلوب حاسدة تسعى لخراب وطنها، ومع ذلك رغم المحاولات إلا أن ردود افعال المواطنين كانت تمثل ضرب حاسمة وقاضية لكل من يريد الفرقة والشتات لهذا البلد، ورغم المحاولات إلا أنها إصطدمت بردة فعل شعبية لم تخطر على بال أحد من أولائك المرجفون، الذين كانوا يتوقعون بتأيد تلك "الترهات" التي كانوا يطلقونها حيث شكل المغردون من أبناء الوطن بجميع طوائفهم وتوجهاتهم سواء المثقفين أو الفنانين أو رجال الدين والرياضيين أو تلك المعرفات الشخصية لبعض المغردين التي تحظى بمتابعة كبيرة، كلها شكلت صفاً منيعاً في وجه مطلقي تلك الإشاعات ، أسهمت في تلقين أعداء الوطن درساً لن ينسوه على الإطلاق في تكاتف وتعاضد أفراد الشعب حول قيادته من خلال إطلاقهم للعديد من التغريدات والهاشتاقات التي سطرت أبلغ معاني الوفاء للملك الراحل والدعوات الخالصة له بالرحمة والمغفرة، والدعاء للملك سلمان وولي عهده الأمين وولي ولي عهده بالتوفيق والسداد، وأن يعينهم الله لكل مافيه خير هذه البلاد وأهلها. والمواطن يعي أن وطنه يواجه العديد من التحديات والأمنية والفكرية التي تتطلب وعياً مجتمعياً بتداعياتها؛ وبذلك ادرك أن مسؤوليته لا تنحصر فقط على سماع الشائعات وإنما تكون حجر عثرة امام من يروجها، وكذلك على مؤسسات المجتمع أن تساهم في تحصين المواطن بشكل اكبر عن هذه التحديات، ليزداد وعي المواطن الرصين والمراهنة على وعي المواطن مضمونة ولم يعد مغيباً عن التحديات الكبرى التي تؤثر في أمنه واستقراره.