انتقل الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى جوار ربه.. لذلك فليس أمام قلوبنا التي تحبه كثيرا إلا الرضا بالقضاء والتسليم لأمره سبحانه ولو أن الأعمار تهدى لتنافس جميع ابناء شعبه في فدائه ليعيش بيننا أبداً.. لكننا لا نملك إلا أن نقول " قدر الله وماشاء فعل، وإنا لله وإنا إليه راجعون فالحزن أكثر من أن يحصى والشوق أكبر من أن يحتمل"، ولكن العظماء لا يرحلون حقاً، وذكرياتهم خالدة في القلوب ما دام النبض فينا ونحن الموجوعون بفقده، الذين كانوا يشتاقون لوجه البشوش ولكلماته الجميلة ومواقفه الراسخة وبساطة تعامله ودماثة خلقه وقلبه الذي اغرقنا حبا واننا نفقده اليوم جسداً وصوتاً وحدثاً جديداً لكنه يعيش بيننا ما حيينا في كل نبضة قلب وإذ كان الفقد بحجم الفقيد العظيم الذي لا يتكرر على مستوى البشرية جمعاء، إلا أن العزاء الذي تركه لنا بحجمه أيضاً فنحن نحب عبدالله بن عبدالعزيز قبل أن يكون ملكاً وبعد أن تولى الملك وبعد أن غادره للرفيق للأعلى ومع كل يوم يزيد في غيابه يزداد قرباً الى قلوبنا والمشاعر يصعب وصفها وصياغتها في حضرة الموت الذي يرفض الالتزام عادة بالمواعيد المسبقة. شريكة الرجل وأعربت الدكتورة ماجدة أبو راس الرئيس التنفيذي لمكتب الشرق الأوسط لمناطق العمل عشرين من أجل المناخ احد البرامج المدارة بواسطة الأممالمتحدة عن عظيم ألمها لوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز والد كل مواطن ومواطنة سعوديين وعرب والذين كانوا يعيشون حالة من الذهول بين مصدق وغير مصدق فالمصاب جلل يصعب تصديقه رغم إيماننا بقضاء الله وقدره. وأضافت أن ما حققته المرأة السعودية من انجاز علمي عالمي لم يكن ليتم لولا الرؤية الحكيمة والدعم من المغفور له بإذن الله الملك عبدالله لمسيرة المرأة السعودية من خلال استثماره -رحمه الله- في بناء وتنمية الانسان حيث شهد عصر الملك عبدالله نهضة تعليمية غير مسبوقة. وقالت: لقب رحمه الله بملك الإنسانية وملك الحكمة والرؤية والفكر الاستراتيجي والتخطيط لما هو ابعد واشمل ولذلك تحققت عدد من الإنجازات العلمية العالمية بناء على رؤيته في تحقيق المعادلة الواقعية لمسيرة المرأة السعودية ومن اجل العمل والتجديد في مسيرتها الطويلة وكان يشدد -رحمه الله- على أن المرأة في تاريخنا الإسلامي مستشارة وفاعلة في المنزل والعمل إلى جانب قراراتها السديدة لذلك المحتوى والمفهوم بعدم تهميش دور المرأة، وأهمية دخولها قاعة مجلس الشورى عضواً فيه وكذلك استحقاقها في الترشح لعضوية انتخابات المجالس البلدية، وفق الضوابط الشرعية، اضافة الى تقلد المرأة الى مناصب قيادية في عدد من المجالات الاقتصادية والصحية والتعليمية والاجتماعية. ولفتت الى أن القرارات التي جاءت بتوجيه منه -يرحمه الله- لم تتوقف عند هذا الحد بل إنها أكدت على أهمية منح المرأة السعودية كافة المزايا باعتبارها شريكة الرجل ومحوراً أساسياً في التنمية وأن المرأة ليست قوة هامشية معطلة، بل هي نصف المجتمع، ودورها يتحدد على الخارطة الوطنية، أماً، ومعلمة، وطبيبة، وناشطة وكل نشاط يتوافق مع مشروعتنا التنموية والحضارية ومرتكزاتنا الإسلامية. وبينت أن المرأة السعودية في عهده -رحمه الله- نالت مقعداً متقدماً في أكبر الجامعات المحلية والعالمية وبرزت في المجامع العلمية والفكرية والأدبية ولم يكن ذلك ليتحقق إلى حين فتح الطريق أمامها لتصبح في قائمة من يحمل نهضة هذا الوطن وبصورة تعي كل الظروف والاعتبارات لمجتمع مسلم له قواعده ومسلّماته وتقاليده لتكون بذلك امرأة لها مكانة في قلب الكرة الأرضية تنجز وتتألق وتبدع وتقول للعالم نحن نعمل ليس من اجل وطن فقط ولكن من اجل امة. لقد وقف معنا وشد على أيدينا ومنحنا عطاء الأب القائد الحنون الذي يذلل لبناته العقبات والصعاب ويسهر من اجل أن نحقق ما نريده في مسيرتنا العلمية والعملية لخدمة ديننا ومليكنا ووطنا. واختتمت حديثها قائلة يا والدنا الغالي عبدالله لقد رحلت عنا بجسدك ولكن ستبقى ذكراك خالدة ومحفورة بالأذهان رحلت ولك العهد بالدعاء "اسأل الله العلي العظيم ان يرحمك يا والدنا الغالي ويسكنك فسيح جناته" والبيعة بالمحبة والولاء لمن خلفك ملكنا خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الامير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الامير محمد بن نايف وندعوا من الله ان يوفقهم ويسدد خطاهم لخدمة البلاد والعباد. ماجدة أبو راس نبيلة محجوب أميمة عزوز نشوى السكري حزن عميق وأشارت الكاتبة والروائية نبيلة محجوب إلى ان الحزن خيم على كل عائلتها كبيرا وصغيرا ولم نصدق ما اشاع في البداية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأن الموت لانتوقعه ابدا لمن نحب وعندما اذيع البيان الرسمي رفعت يدي بالدعاء والرحمة له وان يتغمده الله بواسع رحمته ولأول مرة تلمست عن قرب كيف ان مشاعر الشعب السعودي جميعا توحدت وانصهرت من اجل الدعاء لهذا القائد الأسطورة رغم ان الكثيرين لم يتعاملوا معه الا من خلال الأخبار ولكن الكل كان حزينا ويحاول ان يعبر عن حزنه وخوفه بالدعاء له. اللهم ارحمه واغفر له واسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين. وقالت إن الجميع يشهد ان ملكينا كان رجلا تقياً نقياً وندعو الله لهذه الروح الطاهرة التي صعدت لبارئها مطمئنة واعتقد ان كل الدول التي حولنا بما فيها من ثورات بين القيادة والشعوب الا ان علاقة القيادة الحكيمة بالشعب في هذه البلاد علاقة لم يشهد التاريخ مثلها وهذه المحبة دليل محبة الله التي زرعت محبته في كل القلوب ولفتت الى ان انجازات المرأة في عهده متنوعة في كافة المجالات ونضالها في عهده -يرحمه الله- مهد طريقها لتصل الى عضوية مجلس الشوري وحق الترشح والانتخاب في المجالس البلدية واذا كان هناك تأخير فهو بسبب القصور في بعض الإدارات ونال تعليم الشباب من الابتعاث لبرنامجه وستتضح نتائجه في المستقبل عندما يعود ابناؤنا متسلحين بالعلم وبهذا الفكر المختلف والتي انفق عليها من حسابه الخاص لينهض بالعقول ولينقذ مسيرة التعليم ولم يفرق بين غني وفقير والحوار بين الأطياف المختلفة التي لم تكن يوما تتجمع مع بعضها وكل هذه الإنجازات كانت نابعة من حبه للوطن ولبنائه ورغبته في ان يعم السلام العالم. مبادرات غير مسبوقة وذكرت مصممة الأزياء أميمة عزوز ان المرأة حظيت بالحظ الأكبر من النهضة العملاقة واخذت نصيبها من هذه الإنجازات في عهد فقيدنا الغالي الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- فكانت عاملا مساعدا في مسيرة التطور ودعم عجلة التنمية وباتت إنجازاتها تتعدى العالمية فأصبحت مثالا مشرفا يحتذى بها في العالم العربي والإسلامي بل وعلى المستوى الدولي، فمنذ توليه مقاليد الحكم في المملكة توالت المبادرات والقرارات والأوامر الخيرة التي تستهدف الرفع من شأن المرأة السعودية والأمثلة والشواهد وقصص النجاح أكبر من أن تعد وتحصى فقد جعلها شريكا اساسيا في برامج التنمية وقد قال في أحد احاديثه لوسائل الإعلام الأجنبية ان المرأة السعودية اثبتت على مر السنين قدرتها الفائقة في تحقيق المنجزات. مؤكدة على ان المرأة في عهده عبرت مرحلة التهميش وحصلت على المناصب القيادية وبوفاته فقدت والدها وسندها ولكنها بالتأكيد لن تعود الى الخلف. الداعم الأول وأوضحت نشوى السكري المذيعة بالتلفزيون السعودي ان المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الداعم الأول للمرأة السعودية والإنجازات التي تحققت للمرأة نتيجة لثقته فيها ولعل من ابرزها المجالات الاستثمارية التي فتحت أمام المرأة السعودية ودخولها لمجلس الشورى وأصبح ينظر لها على انها اساس المجتمع وليست نصفه وله عبارة معروفة -رحمه الله- عندما قال "المرأة هي أمي وأختي وزوجتي وابنتي وأنا مولود من المرأة" ومن خلال هذه العبارة الجميلة انطلقت المرأة الى قمة المشاريع وبناء على هذه الثقة الغالية التي تلمستها المرأة السعودية بدأت تنجح وتحقق نتائج باهرة على المستوى العالمي والمحلي. وقالت انها تشعر أنها يتيمة مكسورة الظهر لأنها فقدت أباً غالياً وغاب عنها منبع الطيبة والحنان فهو ليس مجرد حاكم بل هو والد يتلمس احتياجات شعبه ويوصي الجميع بضرورة قضاء مصالحهم هو ملك القلوب والإنسانية وعندما تبنى فصل التوائم على مستوى العالم على حسابه الخاص وهذا يعني انه كان يشعر بمشاعر الأبوين عندما يرزقا بطفلين متلاصقين ويكفي انه كان كريما مع جميع الشعوب التي تحتاج للمساعدة دون النظر لتفسيرات الآخرين لأنه مقتنع تماما بما يفعل". فقدنا أباً وقالت نسرين الإدريسي مديرة الجمعية الخيرية النسائية الأولى بكلمات متقطعة من الألم اننا فقدنا سنداً وأباً وكل بيت سعودي يعيش الحزن واليتم ولن ينقطع عمله الصالح ابدا ومشروع الابتعاث الخارجي صدقة جارية له وعزاؤنا في مليكنا أبو فهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف فهم خير خلف لخير سلف. قرارات سيسجلها التاريخ بتعيين عضوات في مجلس الشورى