بعد ثلاث سنوات تقريباً من الآن ستبدأ الأحزاب السياسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية الإعداد النهائي لمرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2008، ورغم وجود عدد من الأحزاب السياسية في أمريكا إلا أن الحزبين الأكثر شعبية ومكانة هما الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري. ورغم أن موضوع الانتخابات الأمريكية ليس بالموضوع الوقتي أو المطروح على الساحة السياسية حالياً إلا أن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى شبكة (ان بي سي) NBC الأمريكية لفتت انتباهي حيث أعلنت «كاندي» كما يطلق عليها الكثير أنها ترفض فكرة ترشيحها لمنصب الرئاسة في الانتخابات القادمة رغم قيام جهات داعمة لها بالمطالبة بأن تكون هي الرئيسة القادمة لأمريكا. ورفض وزيرة الخارجية الأمريكية للترشيح لذلك المنصب يفتح الباب لسيدة أخرى ترغب في خوض الانتخابات القادمة وتأمل في الفوز بذلك المنصب المهم إلا أن تلك السيدة ليست من الحزب الجمهوري بل هي من الحزب الديمقراطي والذي خرج من البيت الأبيض مرتين متتاليتين تلك السيدة هي عضو مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون - السيدة الأولى - الأمريكية السابقة. السيدة كلينتون لها مكانة جيدة لدى الشعب الأمريكي خصوصاً عندما كانت السيدة الأولى خلال فترة رئاسة زوجها بيل كلينتون حيث عملت على تحسين التعليم والشؤون الصحية والشؤون الاجتماعية.. فهي محامية بارعة وتعد من أفضل المحاميات في مجالها. السيدة أو السيناتور هيلاري لم تعلن موقفها صراحة حول رغبتها في خوض الانتخابات الرئاسية القادمة لعام 2008 إلا أن حزبها الديمقراطي يضعها وغيرها من رجالاته ضمن قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة. ولعل أفعال وتصريحات السيناتور هيلاري كلينتون بيّنت للمراقبين مدى رغبتها في خوض معركة الانتخابات فزيارتها التي قامت بها عام 2003م إلى القوات الأمريكية في العراق أعطت ذلك الانطباع بل وصفت تلك الزيارة بأنها الخطوة الأولى لها في الطريق إلى المكتب البيضاوي. ومع ذلك يظل موضوع الرئاسة الأمريكية في يد سيدة أمراً غير مقبول تقريباً لدى الشارع الأمريكي.. والحزب الديمقراطي لا يزال يتذكر فشل مرشحه السيد مايكل دوكاكس في الانتخابات أمام منافسه السيد جورج بوش - الأب - بسبب اختياره للسيدة جيلردين فيررد لمنصب نائبة الرئيس حيث علل الكثير من المحللين السياسيين أسباب فشل مايكل دوكاكس يعود لاختياره للسيدة فيررد .. لذلك فإن ترشيح الحزب الديمقراطي للسيدة هيلاري للانتخابات الرئاسية أمر غير مستبعد لكنه ليس من أولويات الحزب.. خصوصاً وأنه يرغب بشدة في العودة إلى البيت الأبيض بعد أن خرج منه لمدة طويلة. لذا يبدو في الأفق القريب أن وجود سيدة ترأس الولاياتالمتحدة أمر مستبعد حتى لو كانت تلك السيدة في قوة وصلابة هيلاري كلينتون. [email protected]