تقديم رعاية صحية متميزة لمرضانا وبما يكفل كرامة كل مريض هو رهاننا وتحدّينا الأكبر، الموازنة بين متطلبات احتياجاتهم كمرضى مع مجابهة التدفق الهائل الذي تشهده المدينة الطبية هو المحك الحقيقي لأدائنا وهو أيضاً الترمومتر الذي نقيس به مستوى نجاحنا عبر ما نقدمه في هذا الصرح العملاق من خلال كوادر مؤهلة نستثمر عبرها وبالشكل الأمثل الموارد المتاحة لنا. بهذا الإصرار وبهذه العبارات التي امتزج فيها عشق التحدي مع الطموح الجسور والرغبة الصادقة في خدمة أبناء الوطن تحدث الدكتور صالح التميمي المشرف العام التنفيذي لمدينة الملك سعود الطبية خلال الزيارة التي قامت بها "الرياض" برفقة عدد من الزملاء يتقدمهم نائب رئيس التحرير الأستاذ يوسف الكويليت وقفوا خلالها على أحدث الخدمات والأنظمة الصحية التي تضطلع بها هذه المدينة العملاقة التي نذرت نفسها لخدمة أبناء الوطن ليس في منطقة الرياض فحسب وإنما تجاوزت خدماتها إلى جميع أبناء وطننا المترامي الأطراف نظراً للإرث الكبير من الخبرة الطبية والكفاءة التي باتت مضرباً في الجودة والدقة حازت من خلاله على شهادات عالمية باقتدار وبعيداً عن أي ضجيج إعلامي. اللقاء كان ودياً ومثرياً استهله الدكتور التميمي بالترحيب بالزملاء ليستعرض بعدها أهم التحديات والطموحات التي يعيشها هو وفريقه من الإداريين حيث يقول الدكتور التميمي هدفنا ورؤيتنا في هذا الصرح أن تكون مدينة الملك سعود الطبية الصرح الرائد في تقديم أفضل رعاية صحية في المملكة. ونوه المشرف التنفيذي لمدينة الملك سعود الطبية بالدعم اللا محدود الذي يحظى به القطاع الصحي من قبل قيادتنا الرشيدة، مبيناً أن مدينة الملك سعود الطبية تحظى بدعم منقطع النظير ومؤكداً في الوقت ذاته أنه لم يعد هناك عذر في سبيل تحقيق أفضل النتائج واصفاً هذا المرحلة بالذهبية خصوصاً في ظل ارتفاع الميزانية العامة للمدينة بمعدل 45% عن الأعوام السابقة. واستعرض الدكتور التميمي الخطة التطويرية لمنطقة البرج الطبي الثالث، مبيناً أن ميزانيته 620 مليونا مخصصة لهذا المشروع الذي سيكون البديل للمستشفى العام (المستشفى القديم) الذي سيمثل نقلة نوعية للمدينة، دون أن يخفي مقترحاً لإبقاء جزء بسيط من المستشفى القديم كمتحف، ومشيراً إلى أن تصميم المدينة الجديد تم ترسيته على مكتب معماري أمريكي يعد من أفضل 3 مكاتب عالمية. وقال الدكتور التميمي ان 500 سرير وفق النظام الحديث جدواها تختلف عن 500 سرير قبل عدة أعوام، مبيناً أن وزارة المالية لا تزال تحسب ميزانية المستشفيات على عدد الأسرة مطالباً في الوقت ذاته أن تكون ميزانية المستشفيات ليس على عدد الأسرة وإنما على الإنتاجية العامة للمستشفى. الدكتور صالح التميمي يوسف الكويليت فيما قدم المهندس ممدوح الدريس عرضاً احتوى على التصور المستقبلي لمدينة الملك سعود الطبية ومشاريعها المستقبلية. من جانبه قدم الأستاذ زيد الرافعي نبذة عن الحقوق والدور الذي تقوم به إدارة علاقات المرضى، مبيناً أنهم وضعوا العديد من البرامج التي تخدم المريض وحقق التواصل بين المريض والطاقم الطبي والإدارة من بداية دخول المريض مع إيضاح حقوقه والواجبات والمطلوبة منه. وعلق الدكتور التميمي بقوله "منذ سنين طويلة ركزنا على علاج الجسد فقط ونسينا الحالة النفسية والاجتماعية للمريض مبيناً أن الوعي الآن أصبح أكثر عند الممارسين الصحيين من حيث التعامل مع المريض". الكويليت: (الشميسي) نال شهادات التميز من منظمات الصحة العالمية وخدم دون غطاء إعلامي العصيمي: قسم الكلى بالمدينة نموذج جميل لكن تراجع مستواه في الفترة الأخيرة وكشف عن مسح ميداني شارك فيه 2000 مواطن حول المطالب التي يجب التركيز عليها من قبل وزارة الصحة وكذلك أجري المسح ذاته على شريحة كبيرة من الممارسين الصحيين والإعلاميين موضحاً أن أغلبها تركز على السلامة الطبية. وقال التميمي "لدينا برامج لقياس رضا المريض عن عمل الاستشاريين وسيتم تطبيق التقييم الإلكتروني في المرحلة القادمة". فيما قدم الأستاذ عمر المطيري نبذة عن إدارة شؤون المرضى وما تقدمه من خدمات مبيناً أن برنامج المواعيد لا يتجاوز أسبوعين للمريض حيث أتيحت قنوات التواصل مع المراجعين ومبيناً أن الكول سنتر استقبل خلال شهر صفر 15084 اتصالا. من جانبه تداخل نائب رئيس التحرير الزميل يوسف الكويليت بقوله "ان مستشفى الشميسي (مدينة الملك سعود الطبية) برز كمعلم من معالم العاصمة وبني عندما كانت الرياض بمئات الآلاف وقدم خدمات جليلة ونال شهادات التميز من منظمات الصحة العالمية وخدم دون غطاء إعلامي أو دعائي". وقدم الكويليت تساؤلاً حول هجرة الأطباء للجهات الأخرى ومدى تأثير ذلك على المستشفيات الحكومية في ظل قلة المردود المالي الذي تقدمه المستشفيات الحكومية. وأجاب الدكتور التميمي بقوله إنه تهديد حقيقي للمستشفيات الحكومية رحيل الأطباء والتنافس بين المستشفيات الحكومية السعودية والقطاع الخاص والقطاعات الصحية في دول الخليج العربي والتنافس في الحصول على الكوادر المميزة بسبب عدم مرونة الرواتب في السلم الوظيفي، موضحاً أنه سيستمر ما لم يكن في حراك من أجل تمكين المستشفيات الحكومية من المنافسة بشكل أكبر. وأضاف بقوله إن مدينة الملك سعود لها حدود ووضعت برنامج المكافأة الإنتاجية التي بدأت بها مؤخراً مبيناً أن طبيب الأشعة يحصل على 30% من راتبه مقابل الإنتاجية ومشدداً على أهمية هذا الفكر الجديد الذي يجمع بين الإنتاجية والجودة. فيما تساءل مدير التحرير الزميل سالم الغامدي عن مدة تنفيذ المشاريع الطبية الجديدة وكذلك جدوى التنسيق والتعاون الفني والطبي مع مدينة الملك فهد الطبية، وأجاب الدكتور التميمي بأن اتفاقية التوأمة بين المدينتين الطبيتين استفيد منها بحيث ان التخصصات الكبيرة يستفيد منها المريض بمدينة الملك سعود الطبية وكذلك التعاون في استقبال الحالات الطارئة كالحوادث، ومبيناً أن المدينة بدأت تستفيد من سلامة الانتقال بين المستشفيات. وبين د. التميمي أن مشروع البرج الثاني (برج النساء والولادة) سيتم تدشينه خلال 6 أشهر مبيناً أنه صرف على تأثيثه 250 مليون ريال وسيكون هدية جميلة لأطفال وأمهات الرياض. وأوضح المشرف العام على مدينة الملك سعود الطبية أن البرج الثالث سيبدأ بناؤه خلال أربعة أشهر ويستغرق العمل ثلاث سنوات. وتساءل مدير التحرير الزميل سليمان العصيمي عن وضع المدينة التي اعتبرها المظلة الكبيرة لسكان منطقة الرياض وهل هناك تعاون بين المستشفيات لمساعدة المستشفى على علاج المرضى المحولين من خارج مدينة الرياض، متسائلاً أيضا عن دور قسم الكلى بالمدينة والذي وصفه بالنموذج الجميل في الرياض خلال السنوات الماضية، وما هي الأسباب التي جعلت القسم يتراجع ويفقد بريقه خلال الفترة الأخيرة. وأجاب الدكتور التميمي بقوله إن استقبال التحويل من مرضى المستشفيات خارج الرياض يمثل 50% من مرضى المستشفى لافتاً إلى أنه على المدى البعيد سيكون هناك توازن في عملية توزيع المرضى على المدن الطبية. فيما تحدث الأستاذ صالح الحماد عن أهمية الدور الإعلامي لبيان الخدمات المقدمة والذي بدوره أكدها المشرف العام على المدينة متمنياً أن تكون شراكة حقيقية بين المدينة وصحيفة الرياض لإيصال الرسائل التوعوية والإرشادية وتقديم المعلومة الصحيحة. فيما ناقش الزميل خالد العويد إمكانية ربط ميزانية المستشفيات بالإنتاجية والذي أكده المشرف العام لمدينة الملك سعود الطبية مؤكداً أنها ستحدث تغييراً في الخدمات الصحية من حيث الكم والجودة. عقب الاجتماع تجول وفد الرياض داخل مرافق المدينة واطلع على أحدث الأجهزة الطبية والخدمات التي تقدمها لزوارها، فيما طالب أحد المراجعين بتوفير الكوادر الطبية وتقريب المواعيد الأمر الذي وعد الدكتور التميمي بتنفيذه. الزميل الكويليت متسلماً درع رئيس التحرير أجهزة طبية حديثة استقطبتها المدينة المهندس الدريس مستعرضاً المشاريع الجديدة مبنى النساء والولادة والأطفال يفتتح قريباً الزملاء إبراهيم الصبيح والعصيمي وخالد العوفي و د. إبراهيم سيف الوفد مطلعاً على أحدث الأجهزة الطبية اجتماع منسوبي المدينة ووفد «الرياض»