الديوان الذي يصدره الشاعر يُعد ثمرة إنتاجه، وعطائه الأدبي الذي يقدّمه للمتلقي، وكالمرآة التي من خلالها تعكس خُلاصة تجربته الشعرية في الحياة.. فنقرأ ما قدّمه من عطاء أدبي سواء سلباً أو إيجاباً. ومع أن إصدار الديوان بالنسبة للشاعر يمثل الحلم الكبير، ويعتبر لحظة صدوره من أجمل اللحظات في حياته، التي من خلالها يسعد بجني ثماره من حصيلة أفكاره.. ومع هذا الحلم الجميل إلا إنه لم يعد هناك التوهج الذي يحظى به إصدار الديوان، ولم يعد حاضراً كما كان في السابق. ولم يعد يصعب على أي شخص القيام بإصدار ديوان شِعري، الذي كان في السابق عندما يقوم بتأليفه الشاعر يحتل منزلة كبيرة في قلبه، ويصبح بينهما روابط كثيرة لما لهذا الإنتاج من دور كبير في التعريف به، وبأشعاره ونقلها للمتلقي، وحفظها من الاندثار. وكان الشاعر شديد الحرص على ظهور إنتاجه الفكري بأجمل الصور للأشعار التي جادت بها قريحته، وكان جميع الشعراء يحرصون كل الحرص في كل الأزمان بظهور تدوينهم بالشكل اللائق والمشرّف.. وقد قرأت عن أهمية تدوينهم لأشعارهم في كتاب: "سعد الجنيدل.. عالية نجد ونجد العالية" للمؤلف الأخ: مسعود بن فهد المسردي قول الأديب الجنيدل: (عُرف العرب منذ أقدم عصورهم بحفظ تاريخهم، ووقائع ايامهم. وكانوا يتناقلون هذا التاريخ، ويروون أخبار الوقائع خلفاً عن سلف، ويضمنونها أشعارهم، وقديماً قيل: الشعر سجل العرب. إن الشعر الجاهلي الذي نظمه شعراؤهم في تلك الحقبة، واهتموا بروايته حتى دوَّنه المدوِّنون جاء مليئاً بأخبار الأيام ووصف وقائعها، وما أحرزته كل قبيلة من انتصارات ونواميس يرصدها شعراؤها في شعرهم. ولم ينفك شعراء العرب عن ذلك حتى بعد ظهور الإسلام، وتدوين التاريخ. وقلَّ أن تجد يوماً من أيام العرب –أو جانباً من جوانب حياتهم- إلا وفي ديوان أشعارهم ما يرصده ويصف وقائعه وما جرى فيه، موثقاً باسم المكان الذي وقع فيه. وديوان "النقائض" أبرز مثال لذلك. وعلى النهج الذي سار عليه الشعراء الفصحاء منذ القدم سار الشعراء الشعبيون فنظموا شعرهم حافلاً برصد الأحداث، ووصف الوقائع في وقتها). انتهى ولا أنصح في الوقت الحالي بإصدار العديد من الدواوين فلم يعد لها أهمية بعد أن أصبح من هب ودب ينشر ويصدر، ولم تعد ذات قيمة أدبية، وأصبح الفشل مصير الكثر منها، ولا تحظى بالقبول من قبل المتلقي.. لذا فإما أن يكون الإصدار على قدر كبير من الثقافة والأدب والحكمة والمتعة.. أو لا يكون. قبل النهاية للشاعر مسفر بن سعيد بن فرحان القحطاني: ادري وغيري .. وأكثر الناس دارين ما شفت مثلي فيه ناسٍ تشوفه ف الناس متقدين.. وفالناس غاوين ومن تاه ما تخفى العوارف وصوفه اشرح واجيب لما ذكرته براهين وأوجز لعشاق الأدب كم طروفه ماصيدي ألف من قصيدي دواوين لا شك روحي للقصيد امعسوفه