في الوقت الذي يستعد فيه اهالي نابلس كباقي ابناء شعبهم الفلسطيني وامتهم الاسلامية لاستقبال عيد الأضحى المبارك، فاجأتهم قوات الاحتلال بعدوان همجي واسع النطاق هو الاول من نوعه منذ شهور طويلة، مخلفة دمارا هائلا في المنازل، ومتسببة في تشريد عشرات العائلات. وأعاد العدوان الاسرائيلي الذي بدأ عند نحو العاشرة من الليلة قبل الماضية وشاركت فيه عشرات الآليات من دبابات وحاملات جنود، إلى الاذهان عدوان نيسان 2002 الكبير، حيث استهدف معظم ارجاء المدينة، خاصة شارع ابن الهيثم (شارع النجاح القديم)، المحاذي للبلدة القديمة. وذكرت مصادر مطلعة في المدينةل«الرياض» ان قوات الاحتلال حاصرت بناية سكنية مملوكة للمواطن واصف الشكعة وتتكون من ثلاث طبقات وتعلو ستة مخازن تستخدم كورش حرفية ودكاكين، حيث اجبرت قاطنيها وهم اربعة عائلات على الخروج إلى العراء والمطر وبالبرد القارس بما في ذلك النساء والاطفال واقتادوهم إلى مدرسة ابن الهيثم المجاورة، حيث جرى احتجازهم. كما اقتحمت هذه القوات عددا كبيرا من الشقق المجاورة، واقتادت قاطنيها هم ايضا إلى المدرسة ذاتها، حيث قامت بتقييد الشبان في غرف منفصلة واخضعتهم لعمليات تحقيق قاسية حول شبان تسميهم مطلوبين وبضمنهم امجد الحناوي من كوادر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس)، فيما تركت النساء والاطفال في غرف اخرى حتى الصباح. في غضون ذلك، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال منزلا تقيم فيه رانية الحناوي زوجة امجد الحناوي، وعائلتها، واقتادتها إلى شارع ابن الهيثم، حيث يوجد منزل لعائلة زوجها في المنطقة واجبرتها على توجيه نداءات لزوجها بالاستسلام، غير ان احدا لم يخرج. وعقب ذلك قامت بنسف بناية الشكعه المكونة من اربع شقق والمخازن، بكميات كبيرة من الديناميت ما ادى إلى الحاق دمار هائل في المنطقة ليس في المبنى فحسب بل في المباني والمنازل المجاورة. وأكدت المصادر ان الانفجار ادى إلى تدمير ثلاثة منازل على الاقل بشكل كلي من ضمنها منزل الحناوي ، فيما لحقت اضرار ودمار متفاوت في عشرات الشقق والمحال المجاورة وبضمنها بناية من ست طبقات التي اصيبت بتصدعات وحطمت كافة نوافذها ، وقد اصبحت عشرات الشقق غير صالحة للسكن. كما دمرت ثلاث سيارات على الاقل كانت تقف اسفل عمارة الشكعة. وكانت سلطات الاحتلال زعمت ان العملية العسكرية استهدفت بالاساس كوادر حركة (حماس) الذين تسميهم مطلوبين، فيما وصف مواطنون ما قامت به قوات الاحتلال بأنه ليس اكثر من عملية انتقامية هدفها الحاق الدمار كما فعلت في عشرات المرات في السابق، علما انها لم تعتقل اياً من المطلوبين. وقد اعتقلت قوات الاحتلال وفقا للمصادر الامنية في نابلس 27 شابا من المنطقة واقتادتهم إلى معسكر حوارة المجاور، فيما اخلت سبيل عدد منهم صباح أمس، وابقت على البقية وبضمنهم المواطنة رانية الحناوي. وقد اعترفت سلطات الاحتلال باعتقال ثلاثة عشر شابا من نابلس فجر أمس. وفي اتصالات مع مصادر في حركة (حماس) بنابلس لم تتحدث هذه المصادر عن وجود اي من كوادرها داخل المنازل المدمرة. كما لم تتحدث سلطات الاحتلال عن وجود ضحايا. وقد شملت الحملة الاجرامية عدة احياء من المدينة بضمنها حي راس العين وشارع حيفا القريب من مخيم العين حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزلا لعائلة المواطن كمال الرطروط المقرب من حركة (حماس)، حيث اخرجت العائلة إلى العراء فيما قصفت بثلاث قذائف ما ادى إلى الحاق دمار بالمنزل واشتعال النار فيه وفي متجر يقع اسفله. وقد اتت النيران عليهما بالكامل، فيما لم يبلغ عن اصابات او اعتقالات. وفي المنطقة القريبة من مشفى الاتحاد في الجبل الشمالي دهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل وقد ابلغ عن اعتقال احد المواطنين، فميا قامت احدى دبابات الاحتلال بسحق خمس سيارات كانت متوقفة على جانب الطريق. من جهة أخرى، اعلنت سلطات الاحتلال عن اعتقال احد كوادر حركة (حماس) من قرية خربثا بني حارت غرب رام الله، وقياديا في الجبهة الشعبية من مدينة رام الله. يشار إلى ان قوات الاحتلال صعدت في الايام القليلة الماضية حملات الاعتقال خاصة في صفوف حركة (حماس) في مختلف مناطق الضفة. الى ذلك، شددت قوات الاحتلال اجراءاتها القمعية في غير مكان من الضفة خاصة مدينة رام الله، حيث اقامت ولليوم الرابع على التوالي حواجز مشددة بالقرب من جسر عطارة على الطريق الشمالية وهي الطريق الوحيدة التي تصل محافظات جنوب وشمال الضفة برام الله، حيث احتجزت مئات الحافلات المتوجهة إلى المدينة والخارجة منها علما انه يعمل في المدينة اعداد كبيرة من ابناء المحافظات الاخرى الذين يحاولون العودة إلى بيوتهم لقضاء عطلة العيد مع عائلاتهم.