يسعى لاعبو منتخب كوريا الجنوبية إلى قيادة منتخب بلادهم نحو تزعم كرة القدم الآسيوية وذلك من خلال الظفر بكأس آسيا 2015م، صحيح أن المنتخب الكوري سجل حضوره عالمياً كأحد أقوى وأفضل منتخبات العالم بدليل تواجده المستمر في المونديال منذ عام 1986م، ويعتبر من أبرز المرشحين للتتويج باللقب الآسيوي ويصنف على أنه واحد من أقوى المنتخبات الآسيوية في الأعوام الأخيرة إلا أنه أكمل 55 عاماً دون أن يتذوق طعم الذهب الآسيوي، ويطمح لاعبوه إلى التتويج باللقب للمرة الثالثة في التاريخ. ويمتلك المنتخب الكوري في صفوفه عددا كبيرا من اللاعبين المميزين الذين فرضوا أسماءهم واحترفوا في أشهر الأندية الأوروبية، ولعل أبرز تلك الأسماء لاعب الوسط سون هيونغ مين الذي يلعب في ألمانيا وبالتحديد مع بايرلفركوزن منذ موسمين. سون هيونغ الذي ولد في شونيشيون الكورية عام 1992م يعتبر من الأسماء التي يعول عليها مدرب المنتخب كثيراً نظراً لإمكانياته الفنية العالية التي تتنوع بين سرعته ولياقته ومهاراته بالإضافة إلى قابليته لتطوير أدائه، ويعتبر سون من أبناء الملاعب الألمانية كونه بدأ الركض هنالك منذ مرحلة باكرة من عمره مع هامبورغ الألماني الذي نجح في استقطابه بعد أن لفت الأنظار إليه خلال لعبه في درجة الشباب مع اف سي سيئول الكوري. وأنضم سون هيونغ إلى أكاديمية هامبورغ وكان عمره حينها لا يتجاوز ال 16 عاماً، واستطاع اللاعب الكوري أن يفرض اسمه على مدرب الفريق الأول الذي لم يتردد في اختياره ضمن اللاعبين الكبار على الرغم من أن عمره 18 عاماً، وكان سونغ عند ثقة مدربه ونجح في تسجيل أول هدف له أمام كولن في الدوري الألماني وأصبح بذلك الهدف أصغر لاعب يسجل في البوندس ليجا، وقدم مستويات كبيرة وسجل لهامبورغ أهدافاً حاسمة جعلت مسؤوليه يتعاقدون معه حتى عام 2014م خصوصاً بعد أن نال جائزة أفضل لاعب صاعد في الدوري الألماني، وخلال مشواره مع هامبورغ خاض هيونغ 73 مباراة سجل فيها 20 هدفاً.بعد رحيل نجمه الدولي شورليه إلى تشيلسي عوض بايرلفركوزن أنصاره بالتعاقد الكوري الجنوبي سون هيونغ وذلك في عام 2013م، وأبهر اللاعب الآسيوي الألمان بمستوياته العريضة وأهدافه التي سجلها في أقوى الفرق الألماني مثل البايرن واودينيزي وفريقه السابق هامبورغ وبروسيا دورتموند وفيرد بريمن، وكسب بذلك شعبية عريضة هنالك، حتى أن بايرلفركوزن لم يسمح له بالمشاركة مع منتخب بلاده في دورة الألعاب الآسيوية بسبب قيمته الفنية في الفريق. دولياً سبق وأن شارك هيونغ مع كوريا في كأس آسيا 2011م وساهم في وصوله إلى الدور نصف النهائي ونيله المركز الثالث، كما كانت له بصمة في تأهل منتخب بلاده لنهائيات كأس العالم 2014م، وهنالك في البرازيل قدم أداءاً مميزاً ترجمه بالتسجيل في شباك الجزائر، ونال هيونغ ثناء محللي ونقاد البطولة على الرغم من خروج منتخبه من الدور الأول. الطريق لا يزال طويلاً أمام الكوري هيونغ كونه صغيرا في السن، بيد أن طموحه يتركز هذه الأيام في أن يتوج بأولى بطولاته مع الشمشون الكوري وأن يساهم في صعود منتخب بلاده لمنصة التتويج بالذهب الآسيوي الذي طال انتظاره بالنسبة للكوريين، وعطفاً على قدراته الفنية والتهديفية يُنتظر أن يخطف هيونغ الأضواء إلى جانب أمثاله من اللاعبين المتألقين.