أكد د. عبدالرحمن عبدالله الصقير (كلية الزراعة والطب البيطري – جامعة القصيم) انه بالرغم من توالي القرارات التي تمنع الاحتطاب وتفرض عقوبات صارمة على نقل الحطب والمتاجرة به إلا أن تجار الحطب من مواطنين ووافدين يشمرون عن سواعدهم متسلحين بالفؤوس والمناشير بأنواعها المختلفة في سباق محموم للقضاء على ما تبقى من اشجار وشجيرات متناثرة هنا وهناك تشحن بها السيارات التي تجوب شوارع المدن والقرى وهي محملة ب"جثث" لنباتات كانت في يوم من الايام ملاذا ومأوى للطيور والكائنات البرية الأخرى ومصدرا لغذائها، ورئة تتنفس بها صحارينا المترامية، وسدا طبيعيا يقلل من مخاطر الرمال المتحركة والسيول الجارفة، ومصدرا لخصوبة التربة وحفظها من التدهور، ومراعي خصبة ذات اهمية لا تقدر بثمن ولا يمكن تعويضها. وأضاف في حديثه ل "الرياض" :"يتم القضاء في ساعات معدودة على اشجار استغرق نموها عشرات السنين، حتى بات احدنا يقطع عشرات الكيلومترات في بعض المناطق دون أن يرى عوداً أخضر، وحتى انقرضت أو كادت الكثير من الأشجار والشجيرات ذات الأهمية البيئية الكبيرة، وتدهورت تبعاً لذلك التربة والحياة البرية، وتناقص التنوع الحيوي بدرجة كبيرة، وأصبحنا قي قلب كارثة بيئية قد لا يدرك الكثيرون أبعادها (يقدر ما تم تدميره بالاحتطاب بما يزيد عن 3300 هكتار من الأشجار وهذا يعادل خسارة مليارات الريالات)، مما يتطلب موقفاً صارماً لا يستثني أحداً لوضع حد لهذا الاستهتار بهذا المورد الطبيعي الحيوي، حيث وصفت تجارة الحطب في المملكة بأنها نوع من انواع الإرهاب البيئي وهو وصف لم يجانب الصواب لهذا العبث والمعادلة المقلوبة حيث تزدهر تجارة الحطب في منطقة هي من أكثر مناطق العالم جفافاً وأقلها أمطاراً وبالتالي أقلها غطاءً نباتياً" وأَضاف: "رغم كثرة القرارات والأوامر والأنظمة والضوابط التي وضعت لتحد من هذه الظاهرة، إلا ان الوضع لم يتغير بل ربما ازداد سوءًا عن ذي قبل حيث تتزايد أعداد السيارات المحملة بالحطب عاما بعد عام، وهذا يتطلب وقفة جادة وتفعيلا ملموسا للقرارات والعقوبات الرادعة، وقبل ذلك وبعده نشر الوعي بأهمية الاشجار ودورها البيئي البالغ الاهمية وضرورة الحفاظ عليها لخير هذا الجيل وللأجيال القادمة".