داعش التنظيم عدو مسلح يستهدف حياة خصومه الكفار "نحن" يحرقنا بنار ويحترق بنار، وإن لم يتفجر بأجسادنا وأرضنا موتاً ودماراً لأصبح قضية متطرفة تقبل النقاش مثلها مثل قضايا عديدة تخنقنا ولا تقتلنا.. فداعش المجرم ليس قضية محيرة بل حالة شديدة الوضوح ومعلنة الأهداف.. إلا أن القائمين على إنتاج خطاب داعش العلنيين والسريين يحاولون أن يجعلوا من خصومة داعش لنا قضية نحن جزء من أطرافها الهامشية وليس الرئيسية، فالشعب السعودي في خطاب داعش شعب شبه محايد في قضيته ويمكن أن يكسبه داعش لصفوفه، وجرى تسويق هذه القناعة المزيفة عبر مضخات إعلامية متعددة، وبأساليب دعائية أيضاً متعددة، ويتضح هذا من خلال إشاراته لمشاركة المملكة في التحالف الدولي للحرب على الإرهاب حيث يشير اننا في المملكة نحن من قام بضرب داعش في مكانه وداعش لم يعتدِ علينا في أرضنا، ومكان داعش تقع فيه محاربة إيران والولايات المتحدة وليس السعودية، وبهذه المخادعة يريد أن يكسب تعاطفاً شعبياً يبني عليه قناعات جديدة تحيد الشعب في البدايات وتقضي عليه في النهايات.. داعش عدو متلون وعنيف، له تحالفاته الدولية والشعبية، عنده مايقدمه لحلفائه ويعرف يأخذ منهم الشيء الذي يريده، وإن لم يكن كذلك لم يستطع البقاء ساعات، وتحالفات داعش على مستوى الدول تحالفات استخبارية وعلى مستوى الشعوب وهذا المهم تبدأ من قناعات بأنه مسلم والشعب مسلم يوجد بينهم اختلافات فقهية لفهم واجبات المسلم اتجاه دينه، وإن نجح في خلق هذه المشتركات في الدين تغلب بدهاء على المفرقات أو الاختلافات، وهذا ماجعله في بعض الأحيان يكسب مؤيدين جدداً، الذين اقتنعوا بالمشتركات وحيدوا اختلافهم معه إلى حين، ننظر لوجوده بشيء من التعقيد وينظر لاختلافنا معه بشيء من البساطة.. يزعم داعش أنه يشترك معنا بالدين لنسهل عليه عملية القضاء علينا ، ويشترك معنا في الدين ليجعلنا محايدين وهو يجز رقابنا، فداعش ليس قضية دين واختلافات في الاجتهاد، بل عدو إن لم تنتصر عليه انتصر عليك، لا يرى أن لنا ديناً يحرم عليه دماءنا، فحادثة الحدود الشمالية تثبت ذلك تقدم له رجال الحدود بإسلامهم وأمنوا مكره وتقدم لهم بعداوة وقتلهم.. داعش العدو كل ميدان يجمعنا به يكون هناك قتل، فهذا حال الأعداء ومن فكر بطريقة تختلف عن ذلك فقد قبل أن يكون محايداً في معركتنا مع ذاك التنظيم الخسيس، والحياد في مواجهة العدو يعتبر مشاركة للعدو في عدوانه، في كل تاريخ الدنيا عدم الوقوف مع الوطن في مواجهة عدو يستهدف استقرار الوطن يعد عدواناً عليه، فعدو يقتل جنود هذه الأرض باعتبارهم كفارً، فماذا تريدوننا أن نصنفه؟ لمراسلة الكاتب: [email protected]