سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إمام المسجد الحرام: العملية الغادرة البائسة اليائسة على حدودنا الشمالية عمل صغير حقير لا أثر له بإذن الله قال إن المسؤولية على الجميع في بذل الجهد والتصدي لهؤلاء الخوارج
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام، الصلوات الخمس من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكمن له نورا ونجاة يوم القيامة وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وأُبي بن خلف، فشمروا وبادروا وأقيموا الصلاة لربكم خاشعين لله تعالى متذللين. وأضاف فضيلته ان الله قد منّ علينا في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بنعم كثيرة كبرى ووفق بإنجازات عظمى في إصلاح وبناء ونماء رغم كل ما يحيط بالمنطقة من ظروف وحروب وفتن واضطرابات، فالحمد لله ثم الحمد لله على هذا الأمن والرخاء والاستقرار ووحدة الصف وتلاحم القيادة والأمة. وقال فضيلته إنها بلاد طيبة تحب الخير للجميع وتتعاون مع الجميع في نصرة الدين والحق والعدل والسلام، فكم وجه قائد البلاد حفظه من نداءات وقام بمبادرات لجمع الكلمة والتحذير من تنامي خطر الإرهاب ومحاولات تشويه صورة الإسلام، بل نادى بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب إدراكا منه حفظه الله بأهمية التصدي لهذا الوباء الذي يهدد العالم كله بجميع دوله ودياناته ومذاهبه وأقطاره مواصلا مساعيه المباركة الهادفة إلى تحقيق الاستقرار بالمنطقة وتجنيب الأشقاء ويلات النزاع والفتن، فهذه بلادنا بلاد طيبة تقوم على الإسلام وحسن المعتقد وسلامة المنهج في تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على نهج السلف الصالح. وأوضح فضيلته أن منهج السلف هو منهج الصدق مع الله والصدق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والصدق مع ولاة الأمر ومع الأنفس ومع الأمة بنهج وسط لا غلو فيه ولا تفريط، ومنهج السلف هو منهج التزام وليس منهج ادعاء وليس فيه طوائف يودع بعضها بعضا أو يلعن بعضها بعضا أو يكفر بعضها بعضا، وهو ليس منهج تصنيف ولا تكفير ولا تعنيف ولا تفجير، فهو منهج يستمسك بالكتاب والسنة ويرجع إلى أهل العلم الربانيين الثقات الثبات الذين يعرفون المصالح والمفاسد والموازنة بينها ممن شابت لحاهم في الطلب والتحصيل وانحنت ظهورهم تعلما وتعليما ومدارسة ومزاحمة فهم علماء ثقات راسخون أثبات لا يسكتون على باطل بل يناصحون في صدق وإخلاص مشافهة ومكاتبة في سر وعلانية من غير أن يفتحوا أبواب الشر على الناس لتستباح الحرمات وتراق الدماء وتنزع الثقة، فلا يجعلون عدم قبول نصحهم سببا في الدخول للعنف والتأليب أو الدخول في التكفير، فبهم وعلمهم وحسن منهجهم يحفظ الله الزمان من الفتن والشرور وبمسلكهم وفقههم تكون السكينة والاستقرار. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أنه مع هذا المنهج الواضح والمسلك البين والصلاح الظاهر، فكم هو مؤلم أن ترى ابنك الذي علمته وربيته تراه يتربص ببلده ويغدر بأهله ويعمى ويعجز أن يعرف عدوه الحقيقي فهو مغرر به مسكين فيحمل المال والسلاح ليولي أعداءه ظهره ويستقبل بالقتل والتخريب أهله وبلده في تصرفات رعناء وإقداماتهم الحمقاء، فتأتي هذه العملية الغادرة البائسة اليائسة على حدودنا الشمالية فنقول بكل ثقة إنه عمل صغير حقير لا أثر له بإذن الله فهو جرى في مساحات مفتوحة وصده رجال أمننا مبكرين وتعاملوا معه تعاملا صحيحا فلم يكن أمام هؤلاء الأغرار إلا الاستسلام. وأكد فضيلته نحن مطمئنون بإذن الله بما عودنا ربنا، ثم بما عليه جنودنا وقواتنا من تأهيل وجاهزية ومطمئنون أن مثل هذة الحركات الصغيرة والاستفزازية لا تمثل خطرا على بلادنا، فبلادنا بعد توفيق الله وعونه وحفظه ثم بقياداتها وأهلها وجنودها واثقون بعون الله بوحدتها والتفافها حول قيادتها، كما أننا واثقون بما تقوم به أجهزتنا الأمنية وكفاءتها واستعداداتها وقدراتها، ليس على تصدي وملاحقة المجرمين فحسب بل مبادراتها الاستباقية وإحباط العمليات الإجرامية وملاحقاتها قبل وقوعها وخبرتها وتجربتها هى خير شاهد، ومما هو محل الفخر والإشادة أن جنودنا كلهم في المقدمة جنديهم وضابطهم، فلا نامت أعين الجبناء. ودعا فضيلته بأن المسؤولية على الجميع في بذل الجهد والتصدي لهؤلاء الخوارج دليلنا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (ولئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) فلا بد من ملاحقتهم وكشفهم في جميع الوسائل والمحافل من العلماء وطلبة العلم والدعاة والخطباء والمعلمين والإعلاميين والمفكرين وأصحاب الرأي في مختلف الوسائل والمنابر مقروء ومسموعا ومشاهدة في عزم وحزم. وخاطب فضيلته المغررين فقال (أيها الأغرار هل وجدتم أن العنف حقق مكسبا أو كسب مغنما وهل نصر دينا أو حفظ بلدا وإنما ولد أضعاف أضعاف من الشر والضرر والفرقة والانقسام وما يخشى عليكم من النوايا المنكولة والمقاصد المشبوهة والدوافع الشخصية والمصالح الضيقة، فقد حققتم للعدو والشامت في الداخل والخارج ما يرجوه فأتحتم له فرصة التدخل والضرب والطعن والتسلل في بلاد المسلمين، بل في غلوكم وانحرافكم ارتفع رأس النفاق واستعلى من في قلبه مرض فتطاولوا على الشرع واتهموا الصالحين واجترأوا على المتدينين، أما نحن في بلادنا بلاد المسلمين فلم نجد إلا زيادة اللحمة والالتفاف حول القيادة والثقة في قواتنا ومعرفة نعمة الله علينا في الأمن والرخاء والاستقرار).