سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مختص: الإنفاق الاستهلاكي للمملكة أعلى من متوسط تكوين رأس المال الثابت ويجب تغيير التوجهات الادخارية أكد ضرورة تغيير أفكار المواطنين وقناعاتهم حول الطفرة النفطية
أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالعزيز القاعد أنّ هناك ثمة حكمة بالغة تحث على عملية الادخار، مبيناً أنّ الادخار هو الفرق بين الدخل والإنفاق خلال فترة زمنية معينة، وأنّ ذلك قد يتفاوت من أمة إلى أخرى طبقا لمفهومها للادخار وأهميته الحيوية في تحقيق التنمية المستدامة، وحسب ظروفها الاقتصادية وثقافة ووعي المجتمع بأهمية الادخار ودوره الحيوي في التنمية الاقتصادية. وأوضح القاعد في تصريحه ل"الرياض" أنه من هذه المنطلقات فالسياسة التنموية التي يمكن للبلدان النامية اعتمادها هي الحرص على المستويات الاجتماعية والسياسية كافة في دعم الادخار من أجل تتويج الجهود المبذولة لتحقيق التنمية بأشكالها، مشيراً إلى أنّ أهمية الادخار تتحدد من خلال توفير الاستثمارات اللازمة للتنمية، وهي المرحلة الخامسة والحاسمة للانطلاق، أو من خلال الدفعة القوية طبقاً للاقتصادي روستو، مضيفاً أنّ الادخار المحلي سيقلل من احتياجنا إلى الأموال الأجنبية سواء كانت لتمويل مشاريع استثمارية أم لبناء مشاريع البُنى الأساسية الضرورية للتنمية المستدامة، مع التنويه بمخاطر الاستثمار الأجنبي على أية حال، ورغبته في الربح السريع والمُغادرة إلى وطنه. وأشار القاعد إلى أنه لا بد من تبني خطوات عملية تساعدنا على زيادة معدلات الادخار الوطنية من خلال زيادة الادخار الأسري بالدرجة الأولى وليس الحكومي، موضحاً أن ذلك يتم من خلال تغيير أفكار المواطنين وقناعاتهم بأن الطفرة النفطية سرمدية، وأنّ الاعتقاد بأن الثروة دائمة أدى إلى دفع أبناء الوطن إلى الإنفاق الاستهلاكي بشكل مستمر وغير مبرمج على السلع الاستهلاكية وغير المنتجة. ولفت القاعد إلى أنه لا أحد يُنكر أهمية علاج العجز في ميزان المدفوعات، وإن إقتراض الدولة من المواطنين سيمتص كثيرا من مدخرات الأسر المُوجهة للتنمية، ما يعني الحاجة إلى الاستثمارات الأجنبية ولا شك أننا نُدرك مخاطرها، مشيراً إلى أنه وبنظرة سريعة على أرقام حسابات الناتج الوطني الإجمالي نجد أن الإنفاق الاستهلاكي للمملكة أعلى من متوسط تكوين رأس المال الثابت، ما يحتم علينا تغيير توجهاتنا الادخارية المستقبلية من خلال سياسات اقتصادية ترشيدية وضريبية تعيد التوازن للادخار والاستهلاك، إضافة إلى برامج توعوية مُمنهجة تجعل من الادخار هدفاً يسعى المواطن لتحقيقه من خلال ترتيب أولويات الإنفاق وتأجيل ما ليس له ضرورة، مع التركيز على خطوات تثقيفية تؤثر في الجيلين الحالي والقادم من خلال توجهات تٌركز على مناهج تعليمية تُنمي مدارك الناشئة بأهمية الادخار ودوره التنموي.