يتطلع جميع الرياضيين والمهتمين وعشاق كرة القدم بشوق كبير الى مشاركة المنتخب الوطني في كأس امم آسيا لكرة القدم بنسختها السادسة عشرة والتي تعتبر الأضخم في القارة الآسيوية في استراليا والتي تستضيف هذه البطولة للمرة الاولى في تاريخها بعد انضمامها الى الاتحاد الآسيوي عام 2006 م . ومنذ أن شهدت البطولة الاسيوية دخول المنتخبات العربية إلى منافساتها في السبعينات ميلادية فقد حقق المنتخب السعودي اللقب ثلاث مرات في عام 1984 و1988 وكذلك في عام 1996 م وقد تزعم المنتخب القارة الآسيوية بسجل حافل وأكثر المنتخبات تحقيقاً للبطولة والمنافسة على اللقب الى أن تغلب منتخب اليابان وحقق اللقب الرابع في منافسات عام 2011 م، ولعل ما مر به المنتخب من ظروف خلال الفترة الماضية وتراجعه في الترتيب العالمي وخروجه من قائمة المائة للمرة الأولى في تصنيف الاتحاد الدولي ( FIFA ) ، بالاضافة الى تغيير المدرب السابق لوبيز كارلو بعد بطولة كأس الخليج الماضية مباشرة وقبل فترة بسيطة من البطولة الآسيوية الا أن جميع المؤشرات الحالية تدعونا إلى التفاؤل وبقوة على أن المنتخب الوطني قد استعاد توازنه وسينافس بجدارة وقادر على تحقيق البطولة بإذن الله. فقد وقع الاختيار وبصورة دقيقة على المدرب الجديد للمنتخب الروماني كوزمين أولاريو الذي يمتلك الخبرة السابقة في التعامل مع اللاعبين والذي سيتولى بدوره الادارة الفنية للمنتخب خلال هذه البطولة الذي بدوره بدأ في اعداد المنتخب لهذه البطولة وبصورة عاجلة ولعل ما تم خلال الفترة الماضية من تخطيط وتجهيز واعداد لخطة العمل على الرغم من قصر الفترة الى أن العمل يسير بصورة ممتازة وكذلك التدريبات مستمرة وفق ما رسم لبرنامج الاعداد للمنتخب، فقد قام المنتخب بخوض ثلاثة لقاءات ودية مع منتخبات كتجربة واختبار لاداء اللاعبين وفرصة للوقوف على الاخطاء من أجل معالجتها قبل البدء في خوض منافسات البطولة الآسيوية ويمكننا القول إن ما يملكه المنتخب من مقومات للنجاح لابد من أن يكون لها الدور الكبير بعد توفيق الله في تحقيق هذا الانجاز وعودة الكرة السعودية الى مكانتها التي تليق بها، فالفريق يضم العديد من المواهب الشابة والتي أثبتت جدارتها وخاضت العديد من المباريات الدولية بالاضافة الى أفضل لاعب في آسيا لعام 2014 م ناصر الشمراني وأفضل لاعب في كأس الخليج الأخير نواف العابد، فقد تأهل المنتخب الى كأس آسيا دون أن يخسر أية مباراة كما أن تاريخ مشاركات المنتخب في هذه البطولة لم تشهد أن فشل المنتخب ولا لمرة واحدة في بلوغ نهائي البطولة الاسيوية إذا ما وُفق المنتخب في تجاوز دور المجموعات، كما أن ما قام به الرئيس العام لرعاية الشباب الامير عبدالله بن مساعد ورئيس اللجنة الاولمبية من دعم كبير للمنتخب خلال الفترة الماضية وكذلك حرص سموه على حضور أولى مباريات المنتخب أمام نظيره الصيني في العاشر من يناير يعتبر دعماً كبيراً ومؤازرة للاعبي الفريق خلال هذه البطولة وسيكون له الدور الكبير في رفع الروح المعنوية للاعبين والشد من أزرهم لوضع البصمة المميزة للمنتخب السعودي خلال هذه المنافسة وتحقيق الطموح عبر الفوز بالبطولة الآسيوية الرابعة والعودة الى الأمجاد السابقة والتاريخ العريق وذلك الزمن الجميل واستعادة المكانة المميزة التي تليق بالمنتخب بإذن الله.