كم هو القليل من الهواء غال، فبيد هذا القليل عودة الروح، كم حياة أنقذتها هبة بسيطة من الهواء. في الغرق عندما يغص الغريق بالماء، فيحتكر رئتيه احتكارا يكاد يودي به إذا لم يجد إسعافا يعيد له الحياة فتلفظ رئتيه هذا الماء عبر سرعة والضغط وربما قبله الحياة، حيث يتم سحب الماء ومن جهة إدخال الهواء مهما قل للرئتين، فيتنفس ونبضات القلب تتسارع لتبعث الدم بهواء نقي للجسد. القليل من الهواء يكفي ليعيد لمختنق بالغاز وما أكثر سجل الغازات في الاختناق وخاصة في الشتاء حيث في البحث عن الدفء تفتقد حيوات، هذه النفحة القليلة من الهواء تجعل النبض يعود إليه من جديد. الغص باللقمة قد يميت إن لم تجد ماء يدفعها، فيعيد نسمة الهواء، ولكن كم من غص بالماء فجاء المثل الشعبي يقول (غصت بك يالما وأيش أدفعك فيه) وكم منا يغص مرارا وتكرارا بالماء. الاختناق الجسدي كثيرة أسبابه وأنواعه، كما تختلف طرق إنقاذه من نوع لآخر، بالمقابل هناك اختناق آخر، قد تكون اختناقات الطرق جزءا من ذلك حيث تسبب الكثير من التوتر الذي يؤثر بصورة أو أخرى في الإنسان، هناك اختناقات المشاكل من السكن والمعيشة وسوء التدبير أو قلة ما يمكن تدبيره، وكم منا صادفه اختناقات كثيرة في اليوم الواحد. وخاصة في مجال الإنتاج والعمل، وكم برز معيقون يخنقون الإبداع والتطوير، ولا يخلقون فرصا للتنفس والهواء النقي. كل مهمة ومهنة لها اختناقاتها والعجز عن فتح مسارات للهواء النقي، وكم يصادف ذلك الكتاب والصحفيين ولهم حظ أوفر من غيرهم في ذلك، أما المراسلون فما يحدث لهم أشياء لا تطاق في كثير من الأحيان، ليس في الأبواب المغلقة فقط ولكن في أغلب الساحات العامة، ساحات الحروب كما ساحات السلم، خاصة عندما تتعدى الرقابة الحد المعقول. فتكاد تغلق النوافذ هنا وهناك. وتكتم الحرف والنفس. لابد من إعطاء فرصة للهواء ليتجدد، ويجدد خلايا الحياة في كل مكان، في المصنع والمعمل والمدرسة والهيئات العامة، تجديد الهواء وفتح النوافذ واسعة ليدخل الهواء المشبع بالحياة يمنح عالما جديرا بالثقة والجمال. عندما تفتح السيدة نوافذ بيتها للشمس والهواء فهي تمنح كل ركن فيه فرصة للتجدد، لذا لابد من فتح النوافذ لتتجدد الحياة، وتعيد لنفسها إشراقة وبهجة.. فضلا لنفتح نوافذ حياتنا ونفتح على العالم، بهواء ذي نسمات مشجعة على الحياة وأكسيرها النقاء. عبر حدائق الحب والثقة. هذا الذي يشجع على الإبداع والتطوير وخلق أجيال تعشق الحياة وتعشق الوطن وتغزل فيه خيوط الأمل، ثم تفصلها مقاسات جميلة لعلمه. فضلا افتحوا النوافذ للنور والشمس، فقد أكلت الكثيرين العتمة.