بهدف إثبات أنه لا يوجد تعارض بين الدين والعلم، وتأكيد أنهما صنوان لا يختلفان ولا يتصادمان، أصدرت الدار المصرية اللبنانية في القاهرة كتاباً مهماً للباحث من المملكة عدنان عبد المنعم قاضي بعنوان «الأهلة: نظرة شمولية ودراسات فلكية»، يطرح فيه الباحث رؤيته العلمية لكيفية استطلاع هلال رمضان وأهلة الشهور العربية. ويوضح الباحث في كتابه أن اليوم في الحسابات الإسلامية يبدأ عند الغروب وليس عند منتصف الليل كما هو العرف السائد الآن (التوقيت الزوالي)، وأن بدء اليوم عند الغروب يعني بالضرورة أن الشهر (وبالتالي السنة) يبدأ عند بدء اليوم، أي عند الغروب، وهذا يستلزم أن يتم الاقتران قبل الغروب، ثم تؤخذ حيثيات تلك الليلة، ويتم تحديد دخول الشهور العربية على ظاهرة طبيعية هي وجود الهلال في وقت ومكان معينين بعد غروب الشمس وفي جهة الغرب. ويشير الباحث إلى أنه في الفترة من 26 إلى 29 من ذي الحجة 1398 (من 27 إلى 30 من نوفمبر 1978) انعقد في إسطنبول بتركيا مؤتمر تحديد أوائل الشهور القمرية، هذا المؤتمر قنن النص الشرعي لرؤية الهلال في صيغة علمية لإمكانية الرؤية واتخذ ضمن توصيات أخرى التوصية التالية: لإمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة لعموم البشر لابد من توفر شرطين أساسيين هما: ألا تقل زاوية ارتفاع القمر عن الأفق بعد غروب الشمس رأساً عن 5 درجات، لأن رؤية أي جرم سماوي عند أقل من 5 درجات تصبح متعذرة نظراً لكثافة الغلاف الجوي ودرجة الحرارة وتصاعد الرطوبة والغبرة والأبخرة والغازات وانعكاس وانكسار الأضواء ووجود تلال؛ والتي قد يصل ارتفاعها الظاهري في الأفق إلى أكبر من 3 درجات، وحدة بصر الرائي وأمانته. وألا يقل البعد الزاوي بين الشمس والقمر بعد غروب الشمس رأساً عن 7 درجات، لأن ضياء الشمس الهائل يغطي نور الهلال النحيل كلما اقترب القمر من الشمس. وعلى هذا الأساس وَحْده يمكن رؤية الهلال بالعين المجردة لعموم البشر في الأحوال العادية، وحينما تتحقق هذه الشروط يبدأ اليوم والشهر والسنة القمرية في الوقت نفسه عند مكان واحد معين. ومن بين ما قدمه الباحث عدنان قاضي في دراسته إيضاح ما إذا كان يوم الإعلان الرسمي لدخول شهر رمضان الكريم وعيد الفطر خلال الفترة من 1380 ه إلى 1425ه يوافق الشروط التي وضعها علماء الفلك والشريعة المسلمون في مؤتمر تحديد أوائل الشهور القمرية الذي انعقد في إسطنبول 1398ه، وذلك عبر إظهار حيثيات علمية فلكية لليلة التي سبقت دخول الشهر، وذلك بالنسبة لموقع مكةالمكرمة. وقدم الباحث مجموعة من المباحث والفصول الجادة، منها: العلاقة بين الخلق والتشريع، سببية الظواهر الطبيعية، نسبية الظواهر الطبيعية، مواقيت الصلاة: الرؤية والحساب، آلية الرؤية وتطبيقها، التوقيت الغروبي المنهجي والتوقيت الزوالي، الحسابات الفلكية لتحديد بداية الشهر المفترض، الفرق بين العلم والهوى، وغيرها.