عادت حالات العنف الأسري للواجهة من جديد، حيث تعرض طفل يبلغ من العمر (14 عاماً) للضرب المبرح على يد والده في جازان، وقد نقل لمستشفى جازان العام يوم الخميس وهو مصاب بجروح متفرقة في جسده. وقال المتحدث الرسمي ل"صحة جازان" محمد صميلي إن مستشفى جازان العام استقبل طفلاً عمره 14 عاماً إثر تعرضه لاعتداء جسدي، وبالكشف الطبي عليه اتضح إصابته بخدوش وكدمات بالوجه والبطن والظهر ولا توجد إصابات داخلية أو كسور، وتمت معاينته من قبل الأطباء وصرف له العلاج اللازم، مضيفاً أن لجنة الحماية من العنف الأسري قامت بمعاينته ومخاطبة الجهات المعنية. بدوره، أوضح المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة جازان أحمد البهكلي أن قضية الطفل ما زالت تحت البحث والاستقصاء، وقد رصدت في الفرع وسيتم التعامل معها وفق الآليات المتبعة. وأردف أن العنف ليس حكراً على فئة اجتماعية أو وظيفية أو تعليمية محددة، فهو مرتبط بظروفه وملابساته ودوافعه ونفسية أصحابه. وأفاد البهكلي أنه كلما تعرض الإنسان للعنف في حياته قوي احتمال أن يكون هو عنيفاً، فكأنه ينتقم ممن عنفه في الطرف الأضعف الذي يجد مبرراً أو فرصة لممارسة عنفه عليه، لافتاً إلى أن مراكز الدراسات الاجتماعية مطالبة بدراسة العنف ودوافعه ونسبة شيوعه لدى فئات أكثر من غيرها، وذلك لتلافي أسباب تحوله إلى عقدة نفسية اجتماعية تضر بالهدوء الاجتماعي والترابط الأسري. ودعت الإمارة في بيان صباح أمس الاثنين المختصين بوزارة الشؤون الاجتماعية والمراكز البحثية والجامعات السعودية إلى دراسة وتحليل دوافع وأبعاد هذه الحالات الطارئة واقتراح الحلول المناسبة لاحتواء هذه الممارسات المرفوضة دينياً واجتماعياً والحد من آثارها السلبية. من جهتها، أعربت إمارة منطقة جازان عن انزعاجها وأسفها البالغ لتنامي حالات العنف الأسري ضد الزوجات والأبناء والتي تتنافي مع قيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والأعراف الاجتماعية السائدة. وذكر الوكيل المساعد للتطوير والتقنية والمتحدث الرسمي للإمارة علي بن موسى زعلة أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان يتابع باهتمام سير التحقيقات الجارية بمعرفة الجهات ذات العلاقة بهدف الوقوف على ملابسات قضايا العنف الأسري التي شهدتها المنطقة مؤخراً وتحديد أسبابها، مشيراً إلى أن توجيهات أمير المنطقة بهذا الشأن تقضي باتخاذ الاجراءات النظامية وتطبيق العقوبات المنصوص عليها ضد كل من تثبت ادانته في مثل هذه الوقائع مع التأكيد على تقديم الرعاية الصحية المتكاملة للمعنفين وإخضاعهم لبرامج تأهيلية لمساعدتهم على تجاوز الإصابات الجسدية والمتاعب النفسية. ودعت الإمارة في بيان صباح أمس الاثنين المختصين بوزارة الشؤون الاجتماعية والمراكز البحثية والجامعات السعودية إلى دراسة وتحليل دوافع وأبعاد هذه الحالات الطارئة واقتراح الحلول المناسبة لاحتواء هذه الممارسات المرفوضة دينياً واجتماعياً والحد من آثارها السلبية. ويأتي صدور هذا البيان بعد ثلاث حوادث برزت مؤخراً في منطقة جازان وهي تعنيف الطفل "مسلوخ الرأس" على يد والده، والزوجة المغربية التي تعرضت للتهديد من قبل زوجها، وأخيراً تعرض طفل إلى العنف من قبل والده وهو ما يؤكد تزايد حالات العنف الأسري بالمنطقة.