يسعى الكثير من الشعراء والشاعرات المبتدئين والموهوبين إلى من يتبنّى مواهبهم وتشجيعهم، والأخذ بأيديهم، وتوجيههم نحو اتجاه الطريق الصحيح.. ومن هذا المنطلق فإن التعامل مع مواهب الشِّعر وتبنيها يتطلب الكثير من الصبّر والحكمة والتروي، وعندما يجد الموهوب أنّ هناك من يهتم به، ويرى أنّ لديه مواهب جيّدة تستحق أن تؤهله لأن يكون شاعراً ناجحًا في المستقبل، فإنه حتماً سوف يشعر بالسعادة والفرح. والجميل في هذا الشأن عندما يكتب الله النجاح لهؤلاء الموهوبين يحق للجهة التي رعتهم، وساندتهم ودرّبتهم، وقدمتهم للجمهور أن تفاخر بهم.. ومن حقهم علينا أيضاً كمتلقين وجمهور ومتابعين وكتّاب أن نزجي بالشكر والتقدير لكل الموهوبين من الشعراء والشاعرات الذين ساهموا بفكرهم، وبذلوا أقصى جهودهم في رفع قيمة الشِّعر، وأصبح لهم بصمة إيجابية في ديوان العرب.. وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر مساعد الرشيدي: الشِّعر بالقلب مرباعه تسقيه غيمه وتنهيده ويطق للنجم بأصباعه ويحجم اللاش ويكيده وفي نظري أنه من الواجب تقدير مواهب الشِّعر، وإعطائها القدر الكبير من المساحة والتشجيع، والظهور من الأطوار التي تحيط بهم إلى النور، وأيضاً بالثناء والإشادة.. فالتشجيع يعتبر أحد أهم الأسباب الرئيسية، وله الدور الكبير الذي يتمثل في الدعم وتعزيز الثقة، فإن إعطاء الفرصة للمزيد من مواهب الشِّعر تزيد من تقدّمهم وتساعدهم نحو المضي قدماً. ويجب أن لا يتوقف الشاعر الموهوب عندما يواجه في بداية أي نوع من الصعوبات بل يستمر بالعطاء والكفاح فإن الإبداع لا حدود له، ومن وجهة نظري أن الموهوب سوف يتمكن -بإذن الله- من الوصول إلى أعلى القمم، وينشر إبداعه للجميع، فمن سار على الدرب وصل. وإذا توقفنا لحظة تمعّن فإن أغلب الشعراء الذين حققوا الشهرة والنجاح، والوصول للأهداف السامية كانت بداية الطريق بالنسبة لهم صعباً جداً، وقد بدأت بخطوة واحدة. ومن يقوم على الجهة المشرفة على النشر لاشك أنه معني بتلك المواهب، وغربلة الجميل من السيئ من المشاركات، وأن يوليهم جانباً من إعطاء الفرصة لهم بالظهور.. ولا يتوقف عليهم هذا الدور فقط وإنما يتعدّى ذلك إلى اختيار الأنسب والأجمل من مشاركاتهم، وكذلك رعاية نشاطهم، وحثهم أيضاً على جعل المتلقي يتسابق لقراءة نصوصهم، التي يجب أن تكون على قدر رفيع من الإبداع والتميز والتأثير. ووجود المواهب الجديدة الجيّدة يجب الترحيب بها، وفتح أبواب القبول لها.. وقد تابعت باهتمام كبير الكثير من المواهب الجميلة التي حين أقرأ إنتاجهم أجد من الوهلة الأولى جمال الحس الشِّعري، وروعة الموهبة، والبعد عن النظم التقليدي، والتي لو وجدت من يرعاها ويتبناها -بإذن الله- سوف يكون لها شأن كبير في قادم الأيام، وهذا ما نريده بالفعل من مواهب الشِّعر.. فأهلاً بهم وبمشاركاتهم المتوشحة بالطموح، والزاخرة بالجودة، وإيقاع الجمال. قبل النهاية للشاعر بداح العنقري: ترى الضفر ماهوب للضاعنينا قسمٍ على كل الوجيه المفاليح البدو .. واللي فالقرى نازلينا كلٍ عطاه الله من هبّة الريح