أكد الشاعر الدكتور خالد محمد سالم، أن الاهتمام الإعلامي بالشعر والشعراء لا يزال دون المستوى برغم الزخم الثقافي والحراك الكبير الذي تشهده المدينةالمنورة من حركة شعرية، موضحا أن هناك ضعفا بالاهتمام بالشعراء الشباب مع أن المدينة تزخر بهم. ومع جهود النادي الأدبي، كما يؤكد، إلا أن الدكتور سالم يرى أن هناك ضعفا في الإقبال عليها لعدم مواكبتها لمجريات العصر وعدم قدرتهم على الوصول الى الشعراء والشعراء الشباب بالذات، مبينا أن الشباب يمتلكون مواهب شعرية وأدبية عالية، موضحا «يؤسفني أن أشاهد الكثير من الأبيات المكتوبة والقصائد والخواطر والنثريات التي تشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي دون أدنى تشجيع أو تحفيز». وأضاف: «لدينا قاعدة ضخمة من المواهب الشعرية المدفونة الذين بحاجة إلى إعطائهم الفرصة للظهور، وإبراز أنفسهم وتثبيتهم من خلال الاهتمام بهم إعلاميا وتشجيعهم ودعمهم وإعطاء بعض الدورات التدريبية في المجال الشعري بما يساهم في تطوير مستوى أدائهم». وأكد أن الحركة الشعرية في المملكة تعتبر فعالة جدا، وفي المدينة بشكل خاص، وهناك زخم وحراك أدبي كبير جدا، مؤكدا أن الاهتمام لا يزال دون الطموح والمستوى المطلوب، مشيرا إلى أنه لا بد أن يزداد بشكل كبير. وقال سالم معقبا: «يجب على الشعراء الآن البحث عن المواضيع التي تبحث احتياجات وهموم الناس وتصل إليهم، خاصة في القضايا الوطنية حتى نحقق الهدف الأساسي من الشعر، وهو للتعبير عن الرأي بطريقة جميلة لتوصيل رسالة سامية، مثل التحدث عن التدخين والمخدرات والتحذير من تعاطيها، وكذلك مناقشة هموم الناس مثل ارتفاع تكاليف الزواج وغيرها». وانتقد سالم الآلية التي تستخدمها الأندية الأدبية، معتبرا أنها آلية تقليدية لم تعد تجدي في العصر الحالي، وبيئة غير مشجعة للشعراء، فبدلا من أن تصبح بيئة جاذبة لهم أصبحت بيئة منفرة بسبب التقليدية وعدم مواكبة العصر ومتغيراته في الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن السبب الرئيسي هو عدم وجود محفزات أو إغراءات لجذب الشعراء لتشجيعهم على الكتابة. وشدد سالم، على أهمية تفعيل دور المسابقات الشعرية السنوية لتشجيع الشعراء من الجنسين، ووضع جوائز مادية ومعنوية، ونشر إبداعاتهم عبر وسائل الإعلام. وعن الشاعرات، قال سالم: «لدينا مجموعة من الشاعرات على مستوى عال وخاصة من الشاعرات الشابات، إلا أنهن لم يأخذن حقهن لعدم وجود فرصة مناسبة»، مشيرا إلى أن لدى الشابات مواهب دفينة. وأضاف: «يمكننا أن نستغل الجامعات والمدارس للبحث عن المواهب الشعرية، وأنا متأكد أننا سنجد شبابا وبناتا قادرين على كتابة قصائد شعرية»، موضحا «لا بد على النادي الأدبي والجهات التعليمية أن تتبنى التواصل مع وسائل الإعلام بكل أنواعها وخاصة الصحف الورقية لتخصيص جزء لنشر إبداعات الشعراء والشاعرات الشباب، مما سيكون له الأثر الكبير على نفوسهم، ويبرز مواهبهم بشكل كبير، ويكون له حافزا كبيرا لمواصلة إبداعاتهم». ورأى سالم، أن المسابقات التلفزيونية للشعراء تشكل داعما أكبر للشعراء الشباب، لكتابة الشعر، مشيرا إلى أنه لا بد من تسخير وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة الشعراء الشباب الذين لم يعطوا الفرصة لإثبات أنفسهم في الساحة الشعرية. وأوضح سالم، أن جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي والجامعات يقع عليها الحمل الأكبر في تطوير الحركة الشعرية والاهتمام بشكل فعال واستقطاب الموهوبين والموهوبات وتشجيعهم ودعم وصقل موهبتهم، وذلك لإعطائهم الفرصة لإثبات وجودهم من خلال إقامة المسابقات والملتقيات والأمسيات المخصصة للشباب بشكل دوري، واستغلال المناسبات والمهرجانات الكبيرة لإعطاء فرصة لظهورهم بالشكل المطلوب وزيادة الدعم الإعلامي لهم من خلال نشر إبداعاتهم. يذكر أن الشاعر خالد محمد أحمد سالم، من مواليد المدينةالمنورة عام 1380ه (1960م)، وعضو عامل في النادي الأدبي بالمدينةالمنورة منذ عام 1403ه ورئيس لجنة الفنون بالنادي منذ عام 1405ه، وبدأ كتابة الشعر عام 1393م أثناء المرحلة الثانوية ونشر أولى قصائده عام 1400ه، وله العديد من دواوين الشعر.